لقاءات/ زكريا السعدي _ تصوير/ عبدالقادر بن عبدالقادر :يستعد عشرون طالبا بينهم ست فتيات من طلاب معهد اميديست للخدمات التعليمية والتدريبية في محافظة عدن للسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية للدراسة لمدة عام في مطلع الشهر المقبل الموافق 4 أغسطس في إطار المنح المقدمة من السفارة الأمريكية في اليمن.وتشمل المنحة الإقامة لدى عائلة أمريكية لكل فرد على حدة لتعزيز ممارسة اللغة الانجليزية ولتعميق الفهم لدى الطلاب وإكسابهم معارف وتجارب جديدة وكذا للتبادل الثقافي والمعرفي لدى الشعب الأمريكي عن اليمن .وقد تلقى طلاب اميديست برامج ودروسا في اللغة الانجليزية خلال عام كامل وخصوصا في برنامج (YES) المؤهل لهذه المنح ..[c1]طلاب اليمن يتمتعون باحترام الشعب الأمريكي[/c] السيد راين كليها رئيس القسم الإعلامي والثقافي بالسفارة الأمريكية في اليمن أوضح لنا بالقول :برنامج (YES) هو أحد البرامج التي في أجندتنا وهو مهم بدرجة كبيرة لتطوير مستوى الثقافة والتعارف بين الولايات المتحدة الأمريكية واليمن، وأنا بصفتي رئيساً للقسم الثقافي والإعلامي بالسفارة الأمريكية أقول إننا نعتبر هؤلاء الشباب سفراء صغاراً لليمن، بين الشعب الأمريكي ليعرفوه بكل عاداتها وتقاليدها السائدة، كذلك هم يتعرفون على الشعب الأمريكي عن كثب ليعرفوا الشعب اليمني بالثقافة الأمريكية، لذلك فنحن نهدف من مثل هذه البرامج الاستفادة المتبادلة بين الشعب اليمني بسفرائه الشباب والشعب الأمريكي من خلال العائلات التي ستستضيف الشباب.بالطبع أنّه بعد أحداث (11 سبتمبر 2001) تغيَّرت نظرة الأمريكيين تجاه الشرق الأوسط، وتغيرت أيضاً نظرة الشرق العربي تجاه أمريكا، وأقول إنّه ـ للأسف ـ في أمريكا لا يوجد نظام تربوي يعطي الأولوية للتعرف أكثر على الثقافات الأجنبية، كما لا تدرس في مدارسنا اللغات الأخرى، كما في أوروبا أو بلدان الشرق الأوسط.. لذلك كان هدفنا هو أنّه من المهم أنْ يتعرف الشعب الأمريكي على غيره من الشعوب خارج أمريكا، وتمّ ذلك من خلال برنامج (YES).وهنا أحب أنْ أقول إنّ هذا البرنامج غير مسيس، كما قد يظن البعض، فالشباب المبعوثون إلى أمريكا غير مسيسين، كما أنّ العائلات التي ستستضيفهم غير مسيسة.. وتركيزنا هو على الثقافة والتربية بعيداً عن السياسة.وأضيف أنّ الطلاب اليمنيين تركوا انطباعاً جيداً لدى العائلات الأمريكية واستطاعوا إبراز عاداتهم وقيمهم، ونحن كأمريكان لا نحرم التنوع بشكل عام بين الشعوب والتنوع عنصر أساسي في التاريخ الأمريكي، فالطلاب اليمنيون الذين عادوا في المنح السابقة تبوأوا مراكز عالية في اليمن بعد تخرجهم ونحن سعداء بذلك.وأضاف أيضا إن هذه البرامج التي نتبناها تصرف عليها مبالغ ضخمة، ونحن نعتبرها استثماراً حقيقياً نراه في هؤلاء الشباب، من خلال تبادل الثقافات والتقارب بين الشعبين الأمريكي واليمني.ومن خلالكم أحب هنا أنْ أوجه رسالة إلى العائلات والأسر اليمنية أنْ يشجعوا أولادهم على تعلَّم اللغة الإنجليزية والاندماج مع الشعوب الأخرى.ويضيف الأخ شكيب عبدالحميد مدير التدريب والتنمية بمعهد أميديست:الهدف من هذه المنحة هي إكساب الطلاب معارف جديدة وتعزيز ممارستهم وتعلمهم للغة الإنجليزية وهذه الدفعة الآن مكوّنة من (عشرين طالباً) منهم (ست فتيات) وهي الدفعة السادسة حيث سيمكثون في أمريكا عاماً كاملاً.في الحقيقة نحن نشهد إقبالاً متزايداً في أعداد الطلاب الملتحقين بمعهد (أميديست) خصوصاً في برنامج (YES).أما المبتعثون إلى الولايات المتحدة الأمريكية من شباب وفتيات فنحن نراعي في ذلك موافقة الأهل وعلمهم التام، وهناك إجراءات وافية بهذا الخصوص.ولقد كان هناك تخوف إنْ صحّ التعبير من قبل الأهل، ولكنه زال الآن، والدليل التحاق الطلاب المتزايد، فنحن نعلم الطلاب في (أميديست) اللغة في عام كامل قبل ابتعاثهم إلى أمريكا لتسهل اقامتهم وتعاملهم مع الشعب الامريكي.[c1]نحرص على سماحة التعامل الاجتماعي[/c]توجهنا بالسؤال عن التعامل الاجتماعي بين الطلاب والعائلة الأمريكية المستضيفة إلى الأخت/ جيهان ادم دادا المديرة الإدارية ومنسقة المنح الدراسية في المعهد التي قالت:إن هذه المنحة مدعومة من السفارة الأمريكية ونحن في اميديست مهمتنا إدارية من حيث اختيار الطلاب وجمع بياناتهم الضرورية وترتيب أوضاع سكنهم ومعيشتهم مع العائلات الأمريكية عبر مكتبنا في واشنطن ومهمتنا تنتهي بمجرد توصيلهم والاطمئنان عليهم وهناك يتم توزيعهم على الولايات الأمريكية كل طالب في ولاية .ونحن نراعي مسالة الدين والعادات والتقاليد والفروق بين الطالب والعائلة التي سيسكن معها مثلا أن لا يكون لدى العائلة الأمريكية فتيات أو أولاد وكذا إقامة الشرائع والبعد عن ما يخالف الدين الإسلامي وذلك كله من خلال إرسال هوايات الطالب وطريقة معيشته إلى العائلة وكذا تعريف الطالب بهذه العائلة ونجحنا في ذلك.معظم الدول العربية مشاركة في هذه الدورات لذا فان الطالب اليمني إضافة إلى إثراء معارفه يكتسب صداقات مع طلاب عرب في ولايته ونحن ثاني دولة بعد لبنان في حجم المبتعثين .والشيء الجيد أن طلابنا بعد رجوعهم إلى اليمن يكونون أكثر الطلاب المؤهلين لشغل الوظائف .هناء عبد الرشيد مشرفة الاختبارات والصيانة ومرافقة الطلاب إلى أمريكا أضافت إلى ذلك قائلة:في الحقيقة قد يبدو الأمر صعبا بالنسبة للذهاب إلى بلد فيها التطور والإمكانات وعالم آخر نسمع عنه كثيرا لكن بإجادة لغة الشعب الذي ستذهب إليه يصبح الأمر سهلا وتسقط كثير من الصعوبات .وبصفتي مرافقة أجد الصعوبة في مسؤوليتي عن عشرين طالباً وترتيب كافة أمورهم من اليمن إلى أمريكا وأتمنى أن تسير الأمور بشكل جيد .[c1]تصحيح النظرة النمطية تجاه العرب لدى الأمريكيين[/c]حسام احمد حسن ناصر ( مبتعث سابق عاد مؤخرا) تحدث عن تجربته قائلا:كانت تجربة جيدة تعرفنا فيها على الشعب الأمريكي ونمط حياتهم عن قرب .وقد لمسنا أن هناك أفكارا مغلوطة عن اليمن والعرب بشكل عام لدى الأمريكيين ومن خلال تعاملنا معهم تعرفوا علينا وكونا معهم علاقات ممتازة وعرفناهم بعاداتنا وتقاليدنا وديننا الإسلامي واذكر أنهم تفهموا كوننا مسلمين وأوضحنا لهم كيف ذكر القران أهل الكتاب وكيف عاش وتعايش معهم وهذا ما قربهم ألينا وقربنا إليهم .وأدركت كيف يعلم الأمريكيون أبناءهم فلديهم مناهج دراسية في ( الفهم ) فهم أي مقرر دراسي أو مادة بعكس ما يجري في عالمنا العربي من إصرارهم على الحفظ للدروس وانصح زملائي الجدد أن يكونوا واثقين من أنفسهم وفخورون بدينهم وانتمائهم والأمريكيون يحترمون ذلك وان يتركوا انطباعا جيدا عن اليمن .كما اطلعنا على أراء المبتعثين الجدد وتحدثنا مع الطالبتين /شذى عبد الله و سماح عبد الحميد اللتين تحدثتا عن نظرة المجتمع والعائلة حول مسالة سفر الفتاة وحدها إلى أمريكا لسنة دراسية كاملة وأوضحتا أن المسالة كانت صعبة في البداية بالذات أن هناك فرصا قد فاتت لذا تفهم الأهل والأبوان ذلك بعد أن تأكدوا وعرفوا كل التفاصيل والضمانات خصوصا أننا الدفعة رقم ستة وهناك فتيات قلة شاركن في المنح السابقة لكن تمت الموافقة خصوصا وأننا سنمثل اليمن في الولايات المتحدة الأمريكية.الطالبان / مجد بدر وناصر حسين علي قالا أن هذا شيء جديد عليهم وهي تجربة تستحق خوضها وأملوا أن تزول كل الصعاب إن وجدت وابدوا حرصهم على أن يشرفوا اليمن في الولايات المتحدة الأمريكية.