عدن/14 أكتوبر:أكد الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن في الكلمة التي ألقاها أمس الخميس بمناسبة تدشين فعاليات المراكز الصيفية، سعى الجامعة لجعل فعاليات المراكز الصيفية لهذا العام نوعية ونموذجية تنسجم مع مكانة وسمعة وتاريخ جامعة عدن العريق.وأشار إلى اختلاف طبيعة المراكز الصيفية هذا العام عما سبقه من نشاط طلابي تقليدي إلى عمل أكاديمي مبرمج وشامل، بحيث تم تنظيم الطلاب في مجموعات وتحميلهم مسئولية إدارة شؤونهم بشكل مستقل ليستطيعوا أن يتعلموا طبيعة القيادة والتعامل مع مختلف المواقف..،مشيرا إلى أن الهدف الكبير والواسع لهذه المراكز هو تسخير الإجازة الصيفية لإطلاق طاقات الطلاب الإبداعية ومواهبهم وقدراتهم الكامنة في عقولهم ومحاولة بلورتها بشكل نشاط عملي وملموس وترسيخ قيم الخير والوحدة والتسامح.وقال الدكتور/ عبدالعزيز صالح بن حبتور «نحن نتطلع من خلال هذه المراكز الصيفية إلى تعزيز قيم الوحدة والتسامح والتعاضد مع بعضنا البعض في الوطن اليمني كله، ونستلهم ذلك من هذه اليوم الـ 17 يوليو يوم انتخاب فخامة الرئيس/ علي عبدالله صالح ديمقراطيا لرئاسة الجمهورية في 1978م من قبل المجلس التأسيسي، وتأسيسه لعهد ومفهوم جديد لأول مرة في بلادنا للوصول إلى السلطة عن طريق الديمقراطية والشعب، وهو بذلك استطاع أن يحول فكرة الوصول إلى السلطة من عمل عسكري انقلابي عنيف يتم بواسطة الدبابة إلى عمل انتخابي مؤسسي وديمقراطي».وأضاف قائلاً: «طوال الـ 30 عاما الماضية تمكن فخامة الرئيس من تحقيق خطوات عملاقة وكبيرة في اليمن لا يمكن حصرها ولعل أبرزها تحقيق منجز الوحدة اليمنية في الـ22 مايو1990م وانتهاج الديمقراطية والبناء التنموي الشامل والتوسع في بناء المستشفيات والطرقات والمدارس والجامعات ومنها جامعة عدن»،..موضحا بأنه لولا فخامة الأخ/الرئيس علي عبدالله صالح لما خطت جامعة عدن هذه الخطوات الكبيرة التي نلمسها الآن، حيث قفز عدد الكليات فيها من واحدة عند التأسيس إلى 17 كلية حاليا، وارتفع عدد طلاب البكالوريوس من 1041 طالبا وطالبة إلى 29433 طالبا وطالبة العام الجاري 2008م وغير ذلك من التطورات التي شهدتها الجامعة بفضل دعم واهتمام رئيس الجمهورية المباشر واللامحدود لها.وقال: «ونحن ندشن اليوم المراكز الصيفية لجامعة عدن والذي جاء متزامنا مع يوم الديمقراطية الـ 17 يوليو فإننا نريد أن نؤكد أن جيل الشباب عازم على مواصلة مسيرة العطاء التي بدأها فخامة الرئيس ولنؤكد أيضا أن الجيل الحالي هو جيل الوحدة والديمقراطية والبناء وعلينا أن نعزز النزعة الوطنية وثقافة التسامح لدى طلاب الجامعة والشباب عموما لان ذلك يعد مكونا أساسي لقيم ديننا الحنيف وأعرافنا وطبيعتنا العربية واليمنية الأصيلة، فالتسامح يعني أن نقبل بالأخر كما هو بلونه وشكله وثقافته كما خلقة الله سبحانه وتعالى لا أن اقبله من خلال ما أريده أنا به، لان ذلك خطأ يقع البعض فيه ممن لديهم أهداف غير بريئة من وراء ذلك، لان كلامي وكلام غيري قابل للنقاش والنقد ولكن ضمن قيم وأخلاقيات نتفق عليها كلنا، ولذلك علينا أن تطبيق قاعدة قبول الأخر».وأردف الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور بالقول: «نحن لا نعيش على البسيطة وحدنا فهناك مجتمعات تحمل معتقدات دينية وعادات وسلوكيات..، تختلف عنا فهل يعني ذلك أن نرفضها ونعاديها ولا نتحاور معها، فكيف سنتعايش ونتكيف مع هذا التنوع ونحن لا نقبل بعضنا البعض باختلافاتنا وتعددنا التي وجدنا عليها، لذلك لامناص لنا إلا التعايش المشترك والتفاهم والرضى باختلاف الأخر عنا والحوار معه في القواسم التي تجمعنا لا التي تباعدنا وتعمق الشقاق فيما بيننا»،..داعيا إلى التركيز على ثقافة التسامح مع الآخرين لا ثقافة الكراهية والتباغض التي ترفض الأخر.وقال: «نحن في اليمن نحمد الله إننا كلنا من عرق ودين ولغة وتاريخ ولون واحد ولا فارق بيننا إلا فارق التحريض الهدام من قبل مجموعة تحاول أن تسمم أفكار أبنائنا وتسوق مفهومها الداعي للفرقة والتشتت بين أوساط الشباب»، داعياً طلاب الجامعة والشباب إلى التفكير الجاد لمواجهة تلك السموم وتجنب مزالقها وفتح باب الحوار الجاد لمناقشة كل القضايا التي تعزز الوحدة الوطنية وقيمها النبيلة، والتعامل مع بعضنا كمواطنين يمنيين نستظل كلنا بالقانون والدستور وبالثوابت الوطنية الحاضنة للجميع دون تفرقة.وكان الدكتور/ مازن شمسان نائب عميد شئون الطلاب بكلية الآداب جامعة عدن قد أوضح في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة على أن تنظيم هذه المراكز الصيفية بجامعة عدن التي دشنت فعالياتها بكلية الآداب أمس قد فتحت نافذة يطل من خلالها الطلاب لإبراز بعض ما يمتلكه شبابنا التواقين لإعطائهم فرصة كهذه ولتكن هذه الفرصة بداية لفرص أخرى تفي بتحقيق الطموحات التي نطمح إليه جميعا ويطمح كل المخلصين والمحبين لهذا الوطن ولهذا الصرح الجامعي الشامخ الذي سنسعى جميعا من أجل بناء ورفع قامته مستندين على إصرار شبابنا على التقدم والمضي قدما نحو العلى.وأكد الدكتور/مازن شمسان أن المراكز الصيفية ستقوم بأداء الرسالة المنوطة بها وفق التطلعات المتوخاة منها بما يخدم مصلحة الطلاب ويوجههم الوجهة السليمة. كما ألقيت في الحفل كلمة عن طلاب جامعة عدن المشاركين بالمراكز الصيفية عبرت عن اعتزاز الطلاب بمشاركتهم بهذه المراكز للعام الجاري والتي تميزت عن الأعوام السابقة في تنظيم دورات عملية لإكساب الطلاب مهارات جديدة ومفيدة ومتعددة ولإتاحتها الفرصة لإظهار مواهب وإبداعات الطلاب في مجالات عدة.عقب ذلك ألقيت عدد من القصائد الوطنية والمحتفية بالمناسبة من قبل طلاب كلية الآداب بجامعة عدن، كما قدمت وصلات غنائية متنوعة وعرضا مسرحيا كوميديا تجلت خلاله مواهب الطلاب التي نالت إعجاب واستحسان الحضور الذين ضمتهم قاعة ابن خلدون بكلية الآداب. حضر حفل التدشين الدكتور/ناصر علي ناصر نائب رئيس جامعة عدن لشئون الطلاب وعدد من عمداء الكليات ومسئولي السلطة المحلية بمحافظة عدن وحشد من أساتذة الجامعة والطلاب.