عدن/ أثمار هاشم / تصوير/ محمد عوض :بدأت صباح أمس في فندق عدن ورشة العمل الخاصة بتطوير المهارات القيادية بدعم من المشروع الفني الاستشاري (كير).ويتلقى المشاركون في الورشة البالغ عددهم (40) مشاركاً من مختلف فروع اتحاد نساء اليمن ومنظمات المجتمع المدني عدداً من المحاضرات النظرية والعملية من قبل الدكتورة هدى رزق الخبيرة الإقليمية في منظمة الاسكوا حول مفهوم القيادة وأنواعها، والقيادة والمقاربة الجندرية، وتمكين المرأة ودور القيادة وكيفية التكيف مع الضغط والقدرة على الكلام وتركيب صيغة الحديث.وفي افتتاح الورشة ألقى الأخ/ عبد الكريم شائف ـ عدن الأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة ـ كلمة عبر فيها عن ترحيب السلطة المحلية بالمحافظة بانعقاد هذه الورشة في عدن كونها تهدف إلى رفع كفاءة القيادات النسوية موضحاً أن جهود الأحزاب السياسية والمنظمات النسوية تصب في إطار واحد وهو الارتقاء بدور المرأة وأوضح أن المسيرة لا زالت طويلة أمام المرأة كما أن عملية التنمية تحتاج إلى وقت وأن دور المرأة سيزيد عاماً بعد آخر حتى تصل إلى الغاية المنشودة في أن تكون بمستوى المسؤولية التي يتوقعها منها الجميع فالمرأة شريك فاعل في المجتمع وأثبتت في بعض المواقع أنها قادرة على أن تكون أفضل من الرجل في القيادة والعمل.. متمنياً أن تكون مخرجات هذه الورشة متناسبة مع الواقع. مؤكداً أهمية دعم المرأة سواء على مستوى الأحزاب أو المسؤولين أو في الانتخابات البرلمانية القادمة.كما ألقت الأخت/ رمزية الارياني الأمين العام للاتحاد النسائي العربي العام ـ رئيسة اتحاد نساء اليمن كلمة قالت فيها إن تدشين هذه الورشة يأتي بهدف تدريب وتأهيل الإخوة والأخوات من الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني على إدارة الحملات الانتخابية وتعلم فن الإدارة الحديثة وفن الإقناع والتواصل وإدارة نقل المعلومات وكذا الإعداد لترشيح النساء للدورة البرلمانية القادمة، موضحة أن قيادة الاتحاد قد عمدت إلى الاتفاق مع منظمة الاسكوا لتزويدهم بخبراء في إدارة الحملات الانتخابية كما أنه سيتم تدريب مدربين نساء ورجال ليكون لدى الاتحاد مدربون يدربون مرشحين وقادة في حملات انتخابية. مضيفة أنه سيكون هناك ورشة أخرى مماثلة لهذه الورشة في مجال الحشد والمناصرة للمرأة المرشحة كما سيقوم الاتحاد أيضا بتنفيذ حملات ضغط على الأحزاب حتى لا يتخلوا عن وعدهم بمنح النساء نسبة الـ (15 %) مؤكدة أنه لو استطاعت النساء أن يكسبن (5 %) ويكون لهن (15) فائزة أو مرشحة في البرلمان فإن ذلك يعد انتصاراً للمرأة.وأشارت الارياني في كلمتها إلى أن هناك حالات انفصام بين الخطاب السياسي للأحزاب حول أهمية مشاركة النساء في الحياة السياسية وبين الواقع الفعلي للتنفيذ وأن السياسة المزدوجة تجاه المرأة كناخبة ومرشحة في الانتخابات كانت السمة التي غلبت على مواقف الأحزاب السياسية في كل الانتخابات عندما راهنت بعض الأحزاب على صوت المرأة كناخبة بينما لم تشجعها كمرشحة رغم الوعود والآمال التي أعلنتها الأحزاب في مراحل الإعداد للانتخابات مضيفة أن مشاركة المرأة اليمنية في الحياة السياسية لا زالت متدنية وما يؤكد ذلك هو تمثيل المرأة في مجلس النواب بعضوة واحدة فقط في عام 2003م وهو الأمر الذي لا يتناسب تماماً مع نسبة النساء المسجلات في السجل الانتخابي حيث بلغن حوالي (48 %) من إجمالي المسجلين أما في المجالس المحلية فإنه كانت هناك (38) مرشحة استطعن الفوز بعضوية المجلس المحلي لعام(2006م) إلا أن نسبتهن تظل قليلة.وأضافت الأخت/ رمزية الارياني أن نسبة تمثيل المرأة في البرلمان اليمني لا تمكن من القوانين والتشريعات الموجودة ولا التوجهات الدولية المتزايدة التي تدعم المشاركة السياسية للنساء في برلمانات العالم والتوصيات والقدرات الدولية الصادرة بشأن إزالة كافة المعوقات التي تواجه المرأة في الانتخابات بهدف تضييق الفجوة بين الرجل والمرأة في الحياة السياسية وانه على الرغم من إقرار الحكومة اليمنية حزمة من السياسات التي تهدف إلى إفساح المجال أمام المرأة للمشاركة في الحياة الديمقراطية إلا أن التغيير الاجتماعي والثقافي الذي من خلاله يمكن إدراك هذا الدور في أوساط المجتمع تجاه المرأة لم يحدث مما يجعل المرأة المرشحة تفتقر للدعم والتأثير الجماهيري والشعبي. فالمجتمع لم يعط المرأة التقدير الكافي والثقة فلازالت الأمية متفشية بين أوساط المجتمع المدني حيث تصل نسبتها إلى (70 %) الأمر الذي يؤدي إلى عدم معرفة النساء بحقوقهن وواجباتهن والسلبية في اتخاذ القرارات الحاسمة. مضيفة أن تدني الوعي الاجتماعي لدى بعض المتعلمين والمثقفين تجاه قضية المرأة إضافة إلى تدني المستوى الثقافي والتعليمي في الأرياف يجعل النظرة سلبية تجاه المرأة المرشحة مما يقلل من حركتها وعدم مشاركتها في الحياة السياسية.وأكدت الارياني أن من أهداف وتطلعات المرأة زيادة تمكينها سياسياً ونيابياً ولن يتحقق ذلك إلا من خلال إيجاد اتفاق مشترك بين الأحزاب السياسية والاتفاق على إيجاد قائمة مخصصة للنساء تتنافس عليها لفترة مؤقتة حتى يتقبل المجتمع اليمني المرأة كمرشحة. موضحة أن القائمة النسبية ليست هدفاً بحد ذاتها بل وسيلة مؤقتة ولفترة مؤقتة كتمييز ايجابي للمرأة حتى تصبح عادة يتعود عليها المجتمع وأن على الأسرة أن تعمل على البناء الذاتي لبناتها بالتعليم والتثقيف وبناء الثقة بالتدريب واكتساب المهارات إلى جانب مؤسسات المجتمع المدني في تحقيق التغيير المنشود وإشراك المرأة في صناعة القرار لإظهار الكفاءات النسائية وتغيير المفاهيم المجتمعية السلبية بغرض إحداث تغيير تدريجي في تقبل المجتمع لدور المرأة في الحياة السياسية وتعميق مفاهيم الانتماء الوطني وكذا توظيف طاقة المرأة لتحقيق التنمية الشاملة.واختتمت الأخت/ رمزية الارياني كلمتها بالحث على بذل المزيد من الجهد الإعلامي لتعريف المجتمع بالآثار السلبية الضارة التي تمارس ضد النساء ومخالفة تلك الممارسات للشريعة الإسلامية وأن اتحاد نساء اليمن يعمل جاهداً من أجل رفع الوعي المجتمعي تجاه المرأة.من جانبها ألقت الأخت/ فاطمة مريسي ـ رئيسة اتحاد نساء اليمن (عدن) كلمة قالت فيها إن انعقاد هذه الورشة يأتي في فترة زمنية متميزة وهي بدء التحضير والتهيئة للانتخابات البرلمانية القادمة آملة أن تكون هذه الورشة بداية لتحضير القيادات النسائية اللواتي سيقمن بالدورالهام والأساسي في تدريب النساء في المحافظات خاصة وأن القيادة السياسية تسعى دائماً لتعزيز دور المرأة وتمكينها في كافة مناحي الحياة وتوصيلها إلى مواقع صنع القرار.حضر افتتاح الورشة الأخ/ أيوب أبو بكر ـ مدير عام مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل(عدن) والأخت حورية مستشارة المدير التنفيذي لمشروع اتحاد نساء اليمن والأخت/ رضية شمشير عضو المكتب التنفيذي لاتحاد نساء اليمن.