لدى لقائه القيادات التنفيذية والمحلية والأمنية بحضرموت .. رئيس الجمهورية:
صنعاء/سبأ: التقى فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أمس في القاعة الكبرى بجامعة حضرموت بمدينة المكلا بالإخوة أعضاء مجلسي النواب والشورى والمجالس المحلية والمكاتب التنفيذية ومديري عموم المديريات وأعضاء المجالس المحلية بالمديريات والعلماء والمشايخ والشخصيات الاجتماعية والقيادات العسكرية والأمنية بمحافظة حضرموت.وفي اللقاء تحدث فخامة الاخ الرئيس اليهم مهنئاً إياهم بعيد الفطر المبارك وأعياد الثورة اليمنية، وقال “ يسعدني ان التقي بكم ونحن نحتفل بعيد الفطر المبارك وأعياد الثورة اليمنية، ووطننا في امن وخير وسلام ومعنا هذه القيادات الفاعلة من اعضاء المجالس المحلية والمكاتب التنفيذية والعلماء والمشائخ والشخصيات الاجتماعية، لنتحدث معكم حول مجريات عدد من الأمور والمحطات، فما تحقق في محافظة حضرموت بصفة خاصة والوطن عموماً هو بفضل تعاون كل المخلصين الشرفاء من ابناء الوطن الذين يحبون الخير والامن والامان لهذا الوطن”.وأضاف” نقدر ونثمن تثميناً عالياً لكل الرجال المخلصين اينما وجدوا في مركز القرار او خارجه والذين كانوا خير عون للسلطة التنفيذية او المحلية او التشريعية او القضائية، ونحيي كل الرجال المخلصين من ابناء الوطن في كل مكان فما تحقق في كل ربوع الوطن شيء جيد بفضل تعاون الجميع وعلى وجه الخصوص في محافظة حضرموت هذه المحافظة الكبيرة المترامية الاطراف”.وتابع فخامته قائلا “ نحن سعداء ونعتز بكل ما تحقق والفضل في ذلك يعود بعد الله سبحانه وتعالى الى هؤلاء الشرفاء من ابناء حضرموت الذين كانوا خير عون وسند للسلطة السياسية والتنفيذية والمحلية وقد تحقق الشيء الكثير وسيتحقق كل ما نطمح اليه جميعاًَ”.واعتبر فخامة رئيس الجمهورية ان الارهاب آفة من الآفات.. وقال” علماء حضرموت الأجلاء هم الذي نشروا راية الإسلام في شرق وجنوب آسيا وإفريقيا وكانوا السباقين، لهذا لانريد ان تكون حضرموت مركزاً للإرهاب، فالإرهاب مدان ومن يرتكبون اعمال الارهاب، يضرون بمحافظة حضرموت والوطن عامة، حيث تتعرقل السياحة والاستثمار نتيجة لتلك الاعمال الارهابية، كالتي حدثت مؤخرا في وادي حضرموت، وهي عمل إجرامي، وكذا ما حصل ضد معسكر الامن المركزي او ما حصل في خور المكلا وعدة محطات حصلت وآخرها ماحدث في العاصمة صنعاء لاستهداف السفارة الامريكية، فشعبنا اليمني العظيم بكل فئاته يدين اعمال الارهاب”.وأكد فخامة الاخ الرئيس ان من يرتكبون الاعمال الارهابية لا يعرفون ماذا يريدون فليس لديهم اي برنامج سياسي نستطيع من خلاله التفاهم مع هذه الفئة الضالة، لكنه حقد على الوطن، وليس على القيادة والحكومة فقط بل حقد على الوطن باكمله، على الطفل والمرأة والعجوز.وقال “ ما يقومون به من اعمال إرهابية مضر بالتنمية، وتشويه لسمعة الوطن وهذا هو هدفهم، وكل ابناء الوطن يدينون هذه الأعمال الارهابية المشينة”.
وأضاف “ للأسف إن بعض القوى السياسية تتكلم على استحياء في إدانة أعمال الإرهاب، وكأنهم يريدون النكاية بالسلطة، في حين ان الساكت عن الحق شيطان أخرس، فأعمال الإرهاب يجب أن يدينها الجميع في السلطة والمعارضة لأن الإرهاب يلحق الضرر بالجميع” . وأردف فخامة الأخ الرئيس قائلا” بارك الله بالمتعاونين من ابناء الوطن وأجهزتنا الأمنية والعسكرية، ألتي تتصدى لهؤلاء الإرهابيين وتقدم التضحيات الكبيرة من أجل أمن واستقرار هذا الوطن، ونحن على استعداد لمواصلة المشوار وتقديم التضحيات تلو التضحيات من أجل الأمن والاستقرار والسكينة العامة في المجتمع، لإفشال مخططات الحقد والكراهية لدى من يقومون باعمال الارهاب” ، مشيرا الى ان من يقومون بهذه الاعمال عملاء يضرون بالوطن، ولا يلحقون الضرر بامريكا كما يدعون.وكشف فخامته النقاب عن إلقاء القبض قبل خمسة أيام على خلية إرهابية ستقدم للمحاكمة، لارتباطها بالمخابرات الإسرائيلية، رغم رفعها لشعار الإسلام ، وقال” سوف تسمعون ما سيدور في تلك المحاكمات قريباً إن شاء الله”. ودعا فخامة رئيس الجمهورية كافة القوى السياسية وكل الخيرين للتعاون لمواجهة الاعمال الارهابية، لأن الأمن والاستقرار أمر يهم الجميع دون استثناء . وتطرق فخامة الأخ الرئيس الى انتخابات المحافظين.. وقال” أهنئكم أولاً بانتخاب المحافظ فالأخ سالم الخنبشي أعرفه جيداً وقد كان عضواً في اللجنة العليا للانتخابات وفي المكتب السياسي للحزب الاشتراكي وعندما رشحناه قال لي البعض لماذا جئت لنا بمحافظ من خارج حزب المؤتمر الشعبي العام، ولكن الشريف المخلص والوطني ومن يحب الوطن من أي حزب سياسي يتفضل يأتي ويشارك فالوطن يتسع الجميع ولا تهمنا التسميات والشكليات ومن يخدم الوطن من أي تنظيم سياسي هو من أبناء الوطن فالسفينة تتسع لكل الخيرين”.وجدد الاخ الرئيس التهاني لكل ابناء الوطن بنجاح تجربة انتخاب المحافظين ، وقال” نحن الآن بصدد استكمال هذا المشوار بانتخاب السلطة المحلية بشكل عام من خلال انتخاب مدراء المديريات”.. لافتا الى ان بعض القوى السياسية كانت للأسف الشديد تعارض الوحدة وحرية الصحافة والتعددية السياسية وتعارض كل شيء حتى السلطة المحلية، ولا نعلم ماذا يريدون؟ وقال “ اعتمدنا الحرية والتعددية السياسية والانتخابات البرلمانية والمحلية قالوا لا نريدها ، وكانوا معارضين وجاءت الانتخابات المحلية وانتخابات المحافظين وعارضوها ايضا ، وهو ما يؤكد معارضتهم لكل شيء جميل في هذا الوطن”.وأضاف” نحن قلنا لهم لديكم برنامج سياسي فالشعب هو مصدر السلطة ومالكها، وهذا الشعب قد قال كلمته فيهم سواء في الانتخابات النيابية أو المحلية أو الرئاسية, والآن نحن قادمون على انتخابات مجلس النواب وشعبنا يفرق بين ما هو حق وما هو باطل وبين الغث والسمين, فهو ليس جاهلا كما يريدون هم أن يجهلوه، من خلال غرف مغلقة يتحدثون فيها لأنفسهم ويصدقون أنفسهم بأن الشعب سيصدقهم ونحن ندعوهم للانفتاح والتحرر وزيارة الوطن قبل زيارة أي مكان آخر، ونقول لهم زوروا حضرموت ومديرياتها, زوروا تعز وإب وذمار وصعدة ومناطق الوطن, فأنتم تتحدثون في غرف مغلقة وبثقافة معينة, تتحدثون لأنفسكم وتعتقدوا بأن الناس سوف تصدقكم, أو أنهم يستوعبوا ثقافتكم ولكن هذه ثقافة تخص مروجيها” .وقال فخامة الأخ الرئيس” بعد مراجعتي مع الأخ المحافظ حول إنشاء جامعة في وادي حضرموت نحن بدأنا بـ 3 كليات هناك وسأبلغ الحكومة بإنشاء جامعة في الوادي ، ووادي حضرموت أصبحت قيادته قيادة محافظة إلا أنها تعمل في إطار محافظة حضرموت، رغم أن كل أجهزة الدولة ومقوماتها موجودة في وادي حضرموت مثلها مثلما هي موجودة في المكلا ولكنها تعمل تحت مسمى محافظة حضرموت”.وأضاف “ كما أنني بعد مراجعتي مع بعض الشخصيات السياسية والثقافية والاجتماعية قلنا لهم نريد أن ننشئ محافظة واحدة في حضرموت رغم أننا نعتمد ميزانيتين ميزانية في الوادي وميزانية في الساحل ولكن جمعيها تحت مسمى محافظة حضرموت، وسنوجه الحكومة بإنشاء مستشفى مركزي وبأسرع وقت ممكن في الوادي وذلك بما يطور الخدمات الصحية فيه”، و بالنسبة للأمور الأخرى كونوا مبدعين مثل المحافظين السابقين”.واستطرد فخامة رئيس الجمهورية قائلا “ قد أبلغت الأخ المحافظ بإطلاق الأراضي والسماح للمواطنين بالبناء فيها وعلى وجه الخصوص ذوي الدخل المحدود بعقود انتفاع وبإيجارات روتينية”.وأضاف فخامته “ أما ما يخص الأراضي المخصصة للاستثمار فعلى محافظ محافظة حضرموت إبلاغ الذين منحت لهم أراض للاستثمار ولم ينفذوا المشاريع الاستثمارية عليها، بل يتاجرون بها بسحب العقود منهم بعد اعطائهم مهلة من 3 - 4 اشهر للبدء بمشاريعهم ما لم تعطى الأرض للمواطنين ليستفيدوا منها وهم المستحقون لها”.وأكد فخامة الاخ الرئيس ان اعطاء هذه الاراضي للمستثمرين لإقامة مشاريع استثمارية من اجل توفير فرص عمل، لكن تجميدها مخالف لأهداف اعطائهم هذه الاراضي.. مشيرا الى حرص الدولة على تشجيع الاستثمار ورأس المال وتشجعيهما لكن تجميد الاراضي والمتاجرة هذا حرام.وقال “ نحن الآن سنعمل على توفير حوالي 30 ميجاوات من الطاقة الكهربائية بالغاز، وعندنا 10 ميجاوات تولد بالديزل في المكلا ونحن قادمون على مشروع استراتيجي لتوليد الطاقة، ونبحث مع الفرنسيين والأردنيين والكنديين والامريكيين والماليزيين من اجل انشاء محطة توليد الطاقة الكهربائية بالطاقة النووية، وان شاء الله ننجح في ذلك”.وأضاف “ انا تحدثت بهذا الكلام قبل عامين، واعتبر البعض ذلك ضرب من الخيال، ولكننا بعد ان تحدثنا عن توليد الطاقة الكهربائية بالطاقة النووية رغم شحة إمكانياتنا بدأ الكثير يتحدث عن توليد الكهرباء بالطاقة النووية سواء في الخليج او بعض الدول العربية وان شاء الله نتعاون مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة لان الكهرباء هي اساس النهضة الاقتصادية” .ولفت فخامته الى ارتفاع إنتاجية الاسمنت لوجود عدد من مصانع الاسمنت العاملة في اليمن من خلال دخول عدد من المستثمرين في هذا المجال..وقال”هناك مصنع في لحج تابع لمجموعه هائل سعيد انعم ومصنع في حضرموت تابع لعبد الله بقشان ومجموعة من المستثمرين وهناك مصنع آخر تابع للمحضار وعلي سليمان وجميعها سوف تسهم في توفير فرص للأيدي العاملة”.وأضاف “ إنني انتهز هذه الفرصة واللقاء مع هذه الكوكبة في هذه القاعة لادعو كافة القوى السياسية للمشاركة الفاعلة في الانتخابات وان تكون موجودة تحت قبة البرلمان كل بحسب حجمه وبحسب حبه للوطن وإخلاصه له”.وأوضح الاخ رئيس الجمهورية انه تم استدعاء وزير النقل، لتكليف وزارته بأعداد دراسة عميقة لانجاز ميناء الضبه والمنطقة الصناعية وكذلك ميناء بروم، وبالتنسيق مع السلطة المحلية، من اجل انجاز هذا المشروع الاستراتيجي الكبير والذي سوف يخدم النشاط الاقتصادي والاستثماري في المحافظة.. مرحبا بالاستثمار في الميناءين.وأكد فخامته انه ليس هناك شيء اسمه مستحيل فكل ما تحقق اليوم كان بالأمس مستحيلا لكنه بعد ان تحقق اصبح حقيقة واقعة..متمنيا في ختام كلمته للجميع التوفيق والنجاح وفي اللقاء الذي بدأ بأي من الذكر الحكيم، ألقى محافظ حضرموت سالم الخنبشي كلمة استعرض فيها التطورات التى شهدتها المحافظة منذ قيام الوحدة اليمنية المباركة على مختلف الأصعدة والنهوض التنموي والاقتصادي لمشاريع البنى التحتية كالطرقات والكهرباء والمياه والصحة والتعليم والمواصلات والاتصالات، اضافة الى المشاريع الاستراتيجية في مجال الصناعات واستخراج النفط والمعادن ومصانع الاسمنت.وتطرق الخنبشي الى مميزات وعوامل جذب الاستثمارات التى تزخر بها محافظة حضرموت .. معتبرا مؤتمر فرص الاستثمار الذي عقد في مارس الماضي بالمحافظة محطة هامة للنهوض بالتنمية الشاملة في المحافظة.وأشار محافظ حضرموت الى الإجراءات التى تقوم بها السلطة المحلية بالتنسيق مع الغرفة الصناعية التجارية بالمحافظة في اطار تنفيذ مصفوفة التوصيات التى خرج بها المؤتمر.. لافتا الى الاستعدادات الجارية لافتتاح المعرض الصناعي والتجاري بالمحافظة المزمع اقامته في ديسمبر القادم .وأشاد الخنبشي بما تحظى به محافظة حضرموت من اهتمام كبير من قبل القيادة السياسية وهو ما تترجمه التوجيهات المتعلقة بزيادة الطاقة الكهربائية للساحل والوادي والتوجيه بإنشاء محطة كهرباء استراتيجية تعمل بالغاز في بلحاف، و بناء محطة كهرباء في حضرموت لنقل الغاز، وكذا تطوير مطاري الريان وسيئون وملحقاتهما .كما أشاد المحافظ بدور الأجهزة الأمنية وتعاونهم مع المواطنين لتعزيز الأمن والاستقرار في المحافظة، باعتبار ذلك من المقومات الاساسية لإقامة استثمارات في المحافظة والنهوض بالمجال السياحي بما يسهم في تنمية الاقتصاد الوطني ، معتبرا الأعمال الإرهابية التى حدثت مؤخرا في المحافظة دخيلة على أبناء حضرموت الذين عرفوا بالسماحة والاعتدال وحرصهم على نشر تعالم الدين الحنيف .وفي اللقاء ألقى الشعراء محمد بن سويد الحباني ومحمد بن سويدان وحسن عبدالله باحارثة، قصائد من الشعر الشعبي عبرت عن التحولات السياسية والديمقراطية والتنموية والثقافية التي شهدها الوطن عامة ومحافظة حضرموت خاصة وفي مختلف المجالات تحت راية الوحدة المباركة وعطاءات القائد الوفي الذي كرس كل جهوده من أجل نهضة الوطن وتقدمه ومجده.