
الخرطوم / 14 أكتوبر / متابعات:
احتدمت المواجهات بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" في ولايتي شمال دارفور وجنوب كردفان، وسط إعلان كلا الطرفين سيطرتهما على مناطق في الولايتين، فبينما أكدت الأخيرة سيطرتها على منطقة التقاطع الواقعة في طريق الدلنج- كادوقلي بولاية جنوب كردفان، أعلن أفراد في القوات المشتركة التابعة للحركات المسلحة تمكنهم بمساندة الجيش من استعادة السيطرة على منطقة أمبرو التي تبعد 65 كيلومتراً شمال غربي مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
بحسب بيان صادر عن قوات "الدعم السريع"، فإن قوات تحالف (تأسيس) بسطت سيطرتها الكاملة على منطقة التقاطع الاستراتيجية بجنوب كردفان. وعد ما حدث "خطوة مهمة ضمن الانفتاح العسكري وتأمين الخطوط المتقدمة، إضافة إلى كونه انتصاراً مهماً بتحرير أكبر المعسكرات من قبضة الجيش".
وأشار البيان إلى أن تحرير هذه المنطقة الحيوية، الواقعة بين مدينتي كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان والدلنج ثاني أكبر مدن الولاية يمثل خطوة أساسية نحو تحقيق أهداف استراتيجية في جنوب كردفان، مشيراً إلى استيلاء قوات التحالف على عدد من المركبات العسكرية والأسلحة والذخائر.
ووفقاً لمصادر عسكرية، فإن السيطرة على منطقة التقاطع جاءت عقب هجوم واسع النطاق استخدمت فيه القوات المهاجمة الطائرات المسيرة.
وأكدت المصادر أن الهجوم نفذ في الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء، مدعوماً بغطاء من الطائرات المسيرة، مما مكن قوات "تأسيس" من إحكام سيطرتهما على المنطقة بعد معارك عنيفة مع القوات الموجودة في الموقع.
وبثت منصات تابعة لـ"الدعم السريع" مقاطع فيديو مصورة لعدد من أفرادها وهم يسيطرون على مركبات قتالية، فضلاً عن انتشارهم الكثيف في المنطقة، وسط دوي إطلاق نار مكثف.
ورأى مراقبون أن السيطرة على منطقة التقاطع من قبل قوات "تأسيس" يعني قطع الطريق القومي بين مدينتي كادوقلي والدلنج الذي تمكن الجيش من إعادة فتحه في فبراير الماضي بعد معارك عنيفة خاضها ضد الحركة الشعبية–شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو، التي كانت تسيطر على هذا الطريق الحيوي منذ الأشهر الأولى لاندلاع الحرب في 15 أبريل 2023.
ويتخوف كثر في ظل تقدم قوات "تأسيس" عبر الطريق البري الرابط بين الدلنج وكادوقلي، من تكرار سيناريو الفاشر في كادوقلي، لا سيما مع بقاء عشرات الآلاف من المدنيين في المدينة.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، تعرضت المناطق الواقعة على طريقي كادوقلي والدلنج، وتحديداً بلدات السماسم والدشول والكرقل، لهجمات جوية نفذتها طائرات مسيرة تابعة لقوات "الدعم السريع". واستهدفت تمركزات الجيش ومواقعه الدفاعية، مما أجبر الجزء الأكبر من القوات على الانسحاب إلى داخل مدينتي كادوقلي والدلنج.
