.jpg)
الخرطوم / 14 أكتوبر / متابعات:
تجددت المعارك والمواجهات بين الجيش السوداني والقوات المشتركة من جهة وقوات "الدعم السريع" من جهة أخرى في بلدتي أبوليحة وأمبرو شمال غربي مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، التي تشهد منذ أيام هجمات وتصعيداً عسكرياً من جانب "الدعم السريع" التي تسعى إلى استكمال سيطرتها على المناطق الشمالية والشرقية من الولاية.
ووفق مصادر ميدانية، فقد اندلعت معارك واشتباكات شرسة استخدمت فيها المدفعية الثقيلة والطائرات المسيرة، استمرت أكثر من خمس ساعات، عقب شن القوات المشتركة هجوماً مضاداً لاستعادة بلدة أبوليحة بمحلية كرنوي عقب سقوطها الأسبوع الماضي في يد "الدعم السريع". وخلال الأسبوعين الماضيين استولت هذه القوات على بلدات أبو قمرة وأمبرو وكرنوي شمال مدينة الفاشر بشمال دارفور. وبحسب المصادر، تقدمت قوات الجيش والمشتركة نحو استعادة مناطق أمبرو وكرنوي بغطاء جوي من المسيرات وسلاح الطيران.
في محور كردفان قالت مصادر ميدانية إن الجيش وحلفاءه وجهوا ضربات مدفعية وصاروخية ضد مواقع وتمركزات "الدعم السريع" في مناطق عدة بشمال وجنوب كردفان. وكشفت مصادر عسكرية عن مواصلة الجيش عملياته الميدانية لتأمين الطرق والمناطق الحيوية، لإحكام السيطرة على مسارات الإمداد اللوجيستي في محاور إقليم كردفان كافة، قبل الانطلاق نحو أهدافه لتنفيذ عمليات تطويق تجمعات "الدعم السريع" وسط المرتفعات الجبلية بكردفان وعزلها عن بعضها البعض وعن خطوط الإمداد. وقال قائد قوات العمل الخاص بمحور سنار فتح العليم الشوبلي إن الأيام المقبلة ستكشف عن مفاجآت وتحولات كبيرة في ميدان المعركة. وأشار الشوبلي إلى أن الانتصار الذي تحقق في معركة الدنكوج سيكون له ما بعده "من حيث موازين القوة على مستوى ليس في شمال كردفان فحسب، بل في محور الإقليم بأسره".
واستعاد الجيش السوداني وحلفاؤه، مطلع الأسبوع الجاري، السيطرة على منطقة الدنكوج الاستراتيجية، 15 كيلومتراً شمال مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، والتي يتخذ منها الجيش مركزاً للسيطرة والعمليات، بعد ساعات قليلة من إعلان "الدعم السريع" دخولها إلى البلدة. وكانت هذه القوات دفعت بحشود وتعزيزات عسكرية كبيرة إلى منطقة جبرة الشيخ بشمال كردفان، وسط موجة نزوح باتجاه المناطق الآمنة تحسباً لتصعيد عسكري خلال الفترة المقبلة. وكانت قد أعلنت إسقاطها طائرة مسيرة تتبع للجيش بالولاية ذاتها.
ومع استمرار المعارك في شمال دارفور ومواصلة "الدعم السريع" وحليفتها الحركة الشعبية - شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو، تصعيد عملياتها العسكرية وتضييق الخناق على مدينتي الدلنج وكادوقلي عاصمة جنوب كردفان، دفع استمرار المعارك أكثر من 10 آلاف شخص للنزوح عن ديارهم في ولايتي شمال دارفور وجنوب كردفان خلال أسبوع واحد. وأوضحت منظمة الهجرة الدولية أن أكثر من 7 آلاف شخص نزحوا من بلدات أمبرو وكرنوي في شمال دارفور عقب سيطرة "الدعم السريع" عليهما قبل أيام، كما فر أكثر من ثلاثة آلاف شخص من مدينة كادوقلي المحاصرة منذ ما يقارب عاماً في ظل صعوبة الأوضاع الإنسانية وتفاقمها وتفشي المجاعة.
وقالت مصادر محلية إن سكان مدينتي الدلنج وكادوقلي المحاصرتين يواجهون صعوبات كبيرة في الخروج منهما، بسبب الطوق العسكري المشدد المضروب حولهما. وأشارت إلى أن الحركة الشعبية تطالب الراغبين في العبور إلى دولة جنوب السودان استخراج وثيقة سفر من السلطات التابعة ما يستغرق وقتاً طويلاً، بالتالي عرقلة عبور الآلاف، أسابيع عدة وربما أشهراً، وعلى رغم ذلك لا تمكنهم الوثيقة المشار إليها من الوصول إلى العاصمة جوبا وتبقيهم فقط في مخيم إيدا للنازحين.
في الأثناء حذرت منظمات أهلية من تصاعد وتيرة عمليات التهجير القسري التي تسببت فيها الهجمات المسلحة لـ "الدعم السريع" خلال الأيام الماضية بشمال دارفور وجنوب كردفان في ظل ظروف صعبة وعمليات نهب وتهديد داخل القرى وعلى طرق الفرار. وأشارت تقارير ميدانية إلى أن تمدد هذه القوات في شمال دارفور يفتح الباب أمام موجات جديدة من النزوح ويوسع دائرة المأساة الإنسانية وسط المدنيين هناك، بخاصة بعد إجبار تلك القوات عديد من الأسر على مغادرة مساكنهم ودفعهم إلى الفرار نحو مناطق نائية تفتقر للخدمات ومقومات الحياة في ظل تراجع القدرة على إيصال المساعدات.
في تطور لافت بشمال السودان ضبطت السلطات الأمنية بالولاية الشمالية، كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات والمواد الخطرة المحظورة، من بينها طائرة مسيرة مع جهاز التحكم، وسبعة مدافع ثقيلة مختلفة الأنواع، وكمية من القنابل وبنادق القنص والمسدسات، وكميات كبيرة من الذخائر والمقذوفات المدفعية. وكشفت مصادر ولائية عن أن هذه المضبوطات وجدت مخبأة بمنطقة الغابة بالولاية إلى جانب
أجهزة اتصال "ستارلينك" وعربات و10 براميل تحوي مواد كيماوية شديدة الخطورة.
وتشهد الولاية الشمالية استعداداً وتأهباً عسكرياً وشعبياً في أعقاب الهجمات المسيرة المتقطعة والتهديدات المستمرة التي ظلت تطلقها "الدعم السريع" بالوصول إليها عاجلاً أم آجلاً، بخاصة عقب سيطرتها على منطقة كرب التوم والشق السوداني في المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا المواجه للولاية.
إلى ذلك أعلنت سلطات الهجرة والجوازات السودانية تعديلات قانونية في لائحة القوائم والسيطرة الهجرية تهدف إلى تسهيل إجراءات الهوية ومنح الحق الدستوري لكل سوداني تنفيذاً لتوجيهات رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان. وأصدرت وزارة الداخلية السودانية قراراً أصبح بموجبه من حق أي مواطن سوداني مدرج اسمه في قوائم الحظر من السفر الحق في إصدار أو تجديد جواز سفره.
وأكد الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة العميد فتح الرحمن محمد التوم أنه لا يستثنى من القرار إلا حالات الحظر المتعلقة بإثبات الهوية أو إسقاط أو سحب الجنسية، منوهاً بشروع إدارة الجوازات والهجرة في تعميم الضوابط الجديدة على وحداتها ومكاتبها ومراكز استخراج الجواز الإلكتروني داخل السودان وفي البعثات الدبلوماسية بالخارج لتنفيذ القرار بصورة فورية.
يذكر أن الكيانات والقيادات المعارضة للحرب في تحالف القوى الديمقراطية الثورية "صمود" برئاسة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك والتحالفات الأخرى، كانوا قد منعوا من استخراج أو تجديد جوازات سفرهم.
