
الخرطوم / 14 أكتوبر / متابعات:
تبادل الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" السيطرة على بلدة الدنكوج الاستراتيجية الواقعة على بعد 15 كيلومتراً شمال مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، والتي يتخذ منها الجيش مركزاً للسيطرة والعمليات في إدارة معارك الانفتاح نحو مدن كردفان الخاضعة لسيطرة "الدعم السريع".
وأكدت مصادر عسكرية أن قوات الجيش وحلفاؤه تمكنت من استعادة السيطرة على منطقة (الدنكوج) بعد ساعات قليلة من إعلان قوات "الدعم السريع" دخولها إلى البلدة، مشيرة إلى أن الجيش تعامل مع القوة المتسللة فجر أمس وألحق بها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد الحربي.
وأشارت المصادر إلى أن قوات "الدعم السريع" بدأت قبل يوم بعمليات قصف مدفعي في اتجاه تمركزات الجيش بمنطقة الدنكوج، اتبعتها بمحاولتها أمس التقدم نحو المنطقة.
وأوضحت أن الجيش أرسل تعزيزات كبيرة من مدينة الأبيض لإسناد قواته على تخوم تلك المنطقة في إطار خططه لإخلاء جميع محاور شمال كردفان من "الدعم السريع"، لافتاً إلى رصد تعزيزات كبيرة دفعت بها الميليشيات إلى الأجزاء الشرقية من ولاية غرب كردفان.
في المقابل أعلنت قوات "الدعم السريع" صباح أمس سيطرتها على الدنكوج ومطاردة قوات الجيش والمشتركة حتى تخوم مدينة الأبيض والاستيلاء منها على إحدى العربات القتالية.
وبثت عناصر من "الدعم السريع" أمس مقاطع فيديو لتحركاتهم داخل بلدة الدنكوج شمال الأبيض وجنوب مدينة بارا الاستراتيجية.
وخلفت العمليات العسكرية في إقليم كردفان موجة نزوح كبير من مناطق عدة من شمال وجنوب كردفان نحو مدينة الأبيض ومدن أخرى في النيل الأبيض والشمالية، في ظل تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية بسبب استمرار القتال لأكثر من عامين.
في شمال دارفور أعلنت مصادر عسكرية إنه يجري التصدي لتوغل "الدعم السريع" في الأجزاء الشمالية والغربية من ولاية شمال دارفور.
وقبل أيام أعلنت قوات "الدعم السريع" عن سيطرتها على مناطق أمبرو وأبو قمرة وكرنوي بولاية شمال دارفور واقترابها بذلك من محلية الطينة وحشد قوات كبيرة في المناطق المتاخمة لها.

واتهمت شبكة أطباء السودان أمس السبت ميليشيات "الدعم السريع" بقتل أكثر من 200 شخص على أساس إثني بمناطق أمبرو وسربا وأبو قمرة، عقب هجماتها الأخيرة خلال الأسابيع الماضية على تلك المناطق.
للمرة الأولى منذ استيلاء "الدعم السريع" على المدينة في الـ26 من أكتوبر الماضي، أعلن مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة بالسودان (أوتشا)، عن تمكنه بعد محادثات ذات طابع إنساني مضنية، من إقامة بعثة لتقييم الوضع داخل مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وأوضح مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية أن إقامة بعثة لتقييم الوضع في الفاشر جاءت بعد محادثات ذات طابع إنساني مضنية، مؤكداً أن هذه البعثة الأممية الأولى التي ستكون في المدينة التي شهدت حصاراً طويلاً وقتالاً ضارياً وعمليات عنف ضد المدنيين والعاملين في الحقل الإنساني.
كما أعلنت ما تسمى قوات (تأسيس) التي تضم "الدعم السريع" والحركات المتحالفة معه استعدادها التام للتعاون مع الأمم المتحدة وجميع المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني، بما يضمن تسهيل مهامها وتمكينها من أداء أدوارها الإنسانية في إقليمي دارفور وكردفان، وتقديم العون للمحتاجين بكفاءة وأمان. وأشارت في بيان إلى نجاح الزيارة الميدانية التي قام بها وفد رفيع من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالسودان (أوتشا)، ودائرة الأمم المتحدة للسلامة والأمن (يونيدس) إلى مدينة الفاشر، وقف خلالها الوفد على أوضاع النازحين وحاجاتهم الإنسانية والخدمات المقدمة لهم.
وجدد التزام قوات تأسيس التام بالتنسيق المستمر وتسهيل حركة المنظمات الإنسانية، والعمل بروح المسؤولية والشراكة من أجل ضمان انسياب المساعدات ووصولها إلى مستحقيها، دعماً للجهود الإنسانية والإغاثية في السودان.
من جهته رحب مستشار الرئيس الأميركي للشؤون الأفريقية مسعد بولس بدخول البعثة الأممية إلى الفاشر، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تبني على هذا التقدم لتأمين هدنة إنسانية شاملة في جميع أنحاء السودان.
من جهته أعرب بولس عن تطلعه لرؤية قوافل المساعدات تصل إلى الفاشر بانتظام ومن دون عوائق بعد الحصار الطويل المروع الذي تعرضت له، مؤكداً استمرار المساعي الجادة لتأمين هدنة إنسانية شاملة بجميع أنحاء السودان، ومواصلةواشنطن دعوتها للهدنة إلى أن يقبل بها طرفا النزاع وينفذاها فوراً ودون شروط مسبقة.
إلى ذلك شنت مسيرات الجيش السوداني غارات عنيفة على مراكز عسكرية تتبع لـ"الدعم السريع" والحركة الشعبية/ شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو، بمناطق (كيفا تميرو) و(جنقارو) بولاية جنوب كردفان.
وقالت مصادر ميدانية إن الغارات تهدف للحد من تحركات "الدعم السريع" والحركة الشعبية بعد حصار كادوقلي والدلنج.
وأعلنت قوات "الدعم السريع" في بيان منفصل إسقاط طائرة مسيرة من طراز (بيرقدار) في منطقة برنو بجنوب كردفان، كانت استهدفت تجمعات للمدنيين بمنطقة (بيام جلد) وقتلت وأصابت العشرات منهم.
بدورها اتهمت الحركة الشعبية/ شمال، طيران الجيش باستهداف تجمعاً للمدنيين في منطقة (بيام جلد) بمقاطعة الدلنج بجنوب كردفان، أثناء احتفالهم بعيد الميلاد، مما أسفر عن مقتل 12 شخصاً وإصابة 19 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.
عقب إعلانها عن هجوم بطائرة مسيرة قادم من داخل الحدود السودانية على معسكر لجيش ببلدة الطينة الحدودية مع السودان، أعلنت السلطات التشادية في بيان، حال التأهب القصوى وعززت قواتها البرية في قاعدة أبشي العسكرية وتعزيزات برية في بلدة الطينة.
وكانت طائرة مسيرة يعتقد أنها تابعة لقوات "الدعم السريع" شنت هجوماً على بلدة الطينة التشادية أدت إلى مقتل جنديين تشاديين وإصابة ثالث بجراح، في سابقة هي الأولى التي يتأثر فيها الجيش التشادي بحرب بالسودان.
ووصف الجيش التشادي تعرض معسكره في منطقة طينة بولاية وادي فيرا للهجوم، بأنه اعتداء غير مبرر على السيادة الوطنية، مؤكداً أنه وقع قرب الحدود مع السودان، من دون تحديد الجهة المنفذة. وحذر أطراف النزاع السوداني من أي اختراق جديد للأراضي التشادية، مؤكداً احتفاظه في حق الرد المناسب دفاعاً عن أمن البلاد.
من جانبه دان الجيش السوداني استهداف على حامية الطينة الحدودية بدولة تشاد الجارة بواسطة طائرة مسيرة تتبع لـ"الدعم السريع"، مؤكداً تضامنه الكامل ووقوفه مع الأشقاء في تشاد في مواجهة كل ما يهدد أمن واستقرار المنطقة.
وأكد بيان لمكتب الناطق الرسمي باسم الجيش أن منطقة الطينة على الجانب السوداني تخضع لسيطرته الكاملة وتعمل فيها جميع مؤسسات الدولة المدنية والأمنية بصورة منتظمة، ولم تسجل منها أي أنشطة عدائية تجاه أراضي الدول المجاورة.
واتهم البيان ميليشيات "الدعم السريع" المتمردة بالدأب على تنفيذ أعمال عدائية عابرة للحدود باستخدام الطائرات المسيرة في محاولة لخلق توترات بين السودان ودول الجوار ضمن مخططها الرامي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي وجر المنطقة إلى مربع الفوضى.
وشدد البيان على أهمية تفعيل آليات التنسيق والتعاون المشترك بين السودان وتشاد، بتفعيل القوات المشتركة واللجان الأمنية الحدودية، مؤكداً التزام الجيش السوداني الكامل بمبادئ حسن الجوار، واحترام سيادة الدول.
من جانب آخر نفى بيان لقوات (تأسيس)، ما وصفته بالأخبار المضللة تزعم استهداف قواته لتشكيلات تابعة لدولة تشاد، متهمة طيران الجيش بالتورط في تنفيذ الهجوم الذي وقع على منطقة الطينة.
.jpg)
إلى ذلك جدد رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان عدم القبول بهدنة أو وقف لإطلاق النار طالما ظلت الميليشيات موجودة في شبر واحد من السودان، مبيناً أن الجيش يعول على نفسه في هزيمة التمرد بالداخل وسيواصل القتال حتى يضعوا السلاح.
