
الخرطوم / 14 أكتوبر / متابعات:
أعلن الجيش السوداني تصديه لهجوم واسع شنته قوات "الدعم السريع" على مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، من ثلاثة محاور، شمال، وجنوب، وشمال غربي، بعد معركة شرسة استمرت نحو ثماني ساعات دفعت فيها "الدعم السريع" بأرتال كبيرة من القوات الراجلة والمركبات القتالية المصفحة، بحسب الفرقة السادسة - مشاة للجيش بالمدينة. وأوضح بيان للفرقة أن "الدعم السريع" استبقت الهجوم بقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وأطلقت سرباً من الطائرات المسيرة الانتحارية والقتالية لاستهداف الأحياء السكنية ونقاط الارتكاز العسكرية في محاولة للتوغل إلى داخل المدينة، تحت غطاء المدفعي، غير أنه تم التصدي للهجوم وتدمير عدد كبير من المعدات. وأكد البيان أن قوات الجيش وحلفاءه كبدوا الجماعة خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، شملت تدمير عدد من المركبات القتالية وهلاك وإصابة العشرات من عناصرها، كما تمت مطاردة الفارين حتى خارج أطراف المدينة. ونفى بيان لقيادة الفرقة ما وصفته بالادعاءات التي تروج لها "الدعم السريع" عبر وسائل التواصل الاجتماعي بسيطرتها على مواقع عسكرية أو قتل بعض القادة من الفرقة، ووصفتها بأنها "مجرد مزاعم يائسة للتغطية على هزيمتها الثقيلة في المعركة".
وكانت "الدعم السريع" أعلنت عن تقدم كبير لمقاتليها داخل الفاشر، مشيرة إلى أن قواتها سيطرت على مقار الدفاع الجوي والسلاح الطبي التابعة للجيش وباتت على وشك اختراق أسوار مقر قيادة الفرقة بالفاشر. غير أن بياناً باسم المقاومة الشعبية بدارفور، أفاد بأن مجموعة القوات التي دخلت مقر قيادة سلاح الإشارة والمهندسين والسلاح الطبي، واحتفلت بتصوير ونشر بعض الفيديوهات تمت مداهمتها وإبادتها وتدمير آلياتها العسكرية، واستعادة السيطرة الكاملة على هذه المقار. وأشاد قائد الفرقة السادسة اللواء محمد أحمد الخضر بالأداء البطولي لقوات الجيش والمشتركة والقوات المساندة الأخرى، مؤكداً استقرار الأوضاع في المدينة وتقدم الجيش بثبات ومعنويات عالية نحو النصر الكامل.
أعلنت "شبكة أطباء السودان" مقتل 13 شخصاً وإصابة 19 آخرين، بينهم سبعة أطفال، وامرأة حامل، جراء القصف المدفعي المتعمد لـ"الدعم السريع" على الأحياء السكنية بالمدينة. وأوضح بيان للشبكة أن القصف استهدف مناطق مأهولة بالسكان، وظل عديد من المصابين والجثامين عالقين في المناطق المستهدفة بسبب صعوبة الوصول إليهم تحت وابل القصف المتواصل. ووصفت الشبكة ما يجري في الفاشر بأنه جريمة حرب مكتملة الأركان واستهداف ممنهج للحياة المدنية، مستنكرة استمرار الصمت الدولي.
على نحو متصل اتهمت مصادر عسكرية بالفرقة السادسة "الدعم السريع" باستخدام نوع من الغاز السام يتم إطلاقه عبر قوارير ملحقة بالمسيرات الانتحارية في هجماتها الأخيرة على الفاشر. وذكرت مصادر محلية، بما فيها لجان المقاومة وكوادر طبية بالمدينة، بأن الجماعة استخدمت خلال هجماتها المسيرة في اليومين الماضيين، عبوات في قوارير بلاستيكية صغيرة مثبتة على جسم المسيرات الانتحارية ينتج من انفجارها دخان كثيف وروائح كريهة تسبب ضيقاً في التنفس وغثياناً وتشنجات لكل من يتعرض لها. كما أفادت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر بأن مأساة الفاشر تبلغ الآن ذروتها بنثر "الدعم السريع غازات تسمم حتى الهواء الذي يتنفسه المواطنون"، مما اعتبرته جريمة حرب وانتهاكاً صارخاً للمعاهدات والمواثيق الدولية. ولفت بيان للتنسيقية عن ارتفاع سعر علف الحيوانات "الأمباز" نتيجة الندرة الكبيرة في المعروض منه وتفاقم شح السلع الغذائية، وإلى توقف معظم التكايا والمطابخ الخيرية التي كانت تقدم الوجبات للمحتاجين بعدما عجزت حتى عن شراء "الأمباز". وشبه بيان للتنسيقية، الحياة في الفاشر بأنها أضحت "صراعاً يومياً من أجل البقاء"، وكارثة تجاوزت كل حدود الاحتمال في ظل حصار يخنق المدينة بكل أنواع ترسانة الموت من مصفحات ومدرعات ومسيرات ومدافع ثقيلة تقصف أحيائها يومياً بلا هوادة.
في محور كردفان تابع سلاح الطيران الحربي ضرباته الجوية في محيط منطقة جبرة الشيخ بولاية شمال كردفان، حيث تتمركز مجموعات كبيرة من "الدعم السريع"، أسفرت عن هلاك ثلاثة من أبرز قادتها الميدانيين هناك، وفق مصادر ولائية. وأوضحت المصادر أن الدفاعات الجوية للجيش أسقطت مسيرة انتحارية قرب قرية الأندرابة بمحلية الرهد أبودكنة بشمال كردفان، كما قامت قوة من القوات المشتركة بالاستيلاء على مخزن للمسيرات والذخائر في النطاق الجغرافي ذاته.