صباح الخير
في كل مرة مع أي أزمة أو كارثة أو مصيبة نعود من جديد نغني نفس الكلمات التي باتت لا تطرب أحداً، كلمات تبدأ بـ (لو) وتتوسط بـ (لو) وتنتهي بـ (لو) لا سامح الله من علمنا هذه الكلمة في غير موقعها الصحيح..بالأمس حلت و (الحمدلله على كل حال) كارثة طبيعية على محافظتي حضرموت بساحلها وواديها والمهرة.. كارثة وحسب ما أفادت وتفيد به الجهات الرسمية (حكومية وسلطات محلية)، ألحقت أضراراً كبيرة جداً بكل مناحي الحياة وتسببت في خسائر بشرية ومادية لا تقدر بثمن.. وكل ذلك بسبب هطول أمطار غزيرة استمرت زهاء الثلاثين ساعة بشكل متواصل نتيجة منخفض جوي ضرب المناطق الشرقية الساحلية من بلادنا.الحقيقة إن هطول الأمطار نعمة من المولى القدير ولكنها تتحول إلى (نقمة) إذا كنا نحن البشر لا نحسن استقبال هذه النعمة، وأقصد هنا ما سبق أن أشار إليه وأكده فخامة الرئيس/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في حديثه الهام والصريح أمام اللقاء التشاوري الذي جمع مجلس الوزراء والمحافظين وأمناء العموم للمجالس المحلية بعموم المحافظات يوم الإثنين الماضي في العاصمة صنعاء حيث أكد أن “ الإهمال في متابعة سير تنفيذ المشاريع وحالة التسيب والبناء العشوائي وعدم إعطاء تخطيط المدن الأهمية والرؤية المستقبلية ووضع الاحتياطات المسبقة لأي كوارث طبيعية أو مفاجآت (وإن كنا في زمن العلم والتكنولوجيا الحديثة الذي لا مجال فيه للمفاجآت خاصة الطبيعية من عواصف وزلازل وهيجان البحر وغيرها إلا بنسبة قد لا يحسب لها حساب) كل ذلك كان وراء هذا الحجم من الخسائرالبشرية والمادية التي لحقت بحضرموت والمهرة ) لو تفحصنا وأحصينا كم عدد الندوات التي أقيمت في مختلف المستويات وكذلك حجم ما كتب في الصحف كلها تحذر من البناء العشوائي وعشوائية تنفيذ المشاريع مثل الطرقات التي تفتقد الكثير منها إلى شروط وضوابط الشق والرصف والمناخ والجودة ولا نتهم أحداً هنا، بل إن ما ألحقته الأمطار الغزيرة في حضرموت والمهرة من كوارث كان يمكن تجنبها لو راعينا الله في تنفيذ المشاريع والمراقبة والمحاسبة.. ولكننا وكما يقول المثل “ مشي عمل وأهبر المعلوم” حتى جاء المطر وكشف المستور وتحولت حضرموت والمهرة إلى مناطق منكوبة.. والله يحرس اليمن ليس فقط من الكوارث والمصائب بل أيضاً من الفاسدين أصحاب الضمائر الميتة..والله من وراء القصد