تصوير / خالد بن عاقله :بدت المكلا في أول يوم من أيام شهر رمضان المبارك كعادتها تشع بالروحانية، وتفيض بالمشاعر والأحاسيس الإنسانية النابعة من صميم تقاليد الإسلام وعاداته الأصيلة.تعاملات الناس وتعاطيهم تميزت بالعفوية وكست الابتسامات العريضة الوجوه بعد أن من الله على عباده بطقس غائم جزيئاًً وحرارة شبه معتدلة، خففت من آثار الصيام وشدت عزائم الأجساد المنهكة.
وحدها الصورة تغني عن ألاف الكلمات، وتعوض عن مئات الجمل المتقنة في صياغتها البليغة في تعابيرها، لالتقاط لحظات انتشت بها المكلا خلال ساعات أول يوم من أيام الشهر الكريم.. فشوارع المدينة قبل فترة الظهيرة كانت شبه خاليه لتغير الدوام الرسمي لموظفي القطاعين العام والخاص، حيث باشر موظفو الدولة دوامهم ابتداء من الساعة العاشرة , الحركة في الطرقات أصابها نوع من الشلل نظراً لتفاقم أزمة انعدام مادة الديزل التي يتجرع مرارتها سائقو المركبات والمواطنون عامة منذ عدة أيام للمكلا في رمضان طعم وإيقاع خاص حيث تبدأ الحياة في منتصف النهار , فتنبض الأسواق بالحياة, وتفتح الدكاكين أبوابها، ينشغل الكل
بعمله , أصحاب الأسماك واللحوم , والخضار , وطباخو وجبات الموائد الرمضانية من الهريسة , والشوربة , والتمور , والسامبوسه , والكراش وغيرها… وعند العصر تشتد الحركة في الأسواق القديمة في المكلا, والشرج, ويبدأ الناس بالتجمع والجلوس في الأسواق وبالقرب من المساجد وعلى كورنيش سيـف حميد في انتظار موعد آذان المغرب، بينما النسوة والفتيات ينشغلن في مطابخ منازلهن بإعداد موائد الإفطار لأربابهن وأبنائهن.وفي ظل غياب دوي مدفع الإفطار، تبقى فرحة الأطفال في حي البلاد وجلوس الكبار أمام مسجد ألغالبي لأهل الحارة الأصليين أكثر الصورة تميزاً وإيحاء ., إلى جانب بساط الموائد الرمضانية بالقرب من مسجد الروضة للجالية الصومالية بالمكلا , وكذلك دكان باريسا الشهير , وحلقات الإفطار في المسجد.
