صنعاء / سبأ :يتفرد جامع الصالح عن غيره من الجوامع و المعالم الإسلامية بعدد من السمات التي تعزز من خصوصيته محليا و عربيا و إسلاميا و عالميا .و تبدأ ملامح هذه الخصوصية من الرؤية التي انطلقت من الرغبة في بناء صرح إسلامي يجمع بين سمات العمارة اليمنية عبر التاريخ و بين ملامح العمارة الإسلامية على بساط من التقنيات أفرزت صرحاً إسلامي على درجة عالية من التميز يستوعب عدد كبيراً من المصلين و يقدم عدداً أوفر و أتقن من الخدمات الإسلامية العلمية الشرعية بروح معتدلة ووسطية و مواكبة للجديد . و انطلاقا من هذا بدأت لجان التصميم بدراسة واقع العمارة في عدد من المعالم المعمارية اليمنية و زيارة عدد من الجوامع في العالمين العربي والإسلامي وشرعت في زيارة المساجد المحلية العريقة والمشهورة سعيا نحو اختيار التصميم و الطراز الذي يمكن الاستفادة منه في تصميم الطراز الامثل لجامع الصالح وكلية الصالح .[c1]روح الابتكار [/c]لا يمثل « جامع الصالح « تكرارا او تقليدا لمعالم إسلامية في بلدان أو مدن اخرى بل هو في مجموعة مفرداته مفعما بالابتكار ممتلى بالإبداع متميزا بخصوصية تفتقت عن ذهنية و عبقرية يمنية 100بالمئة فجاء نتاجها واحدا من اكبر معالم التاريخ الإسلامي المعاصر وأكثرها خصوصية وتميز ليس في مكوناته بل وفي تصميمه وتنوعه وتعدد خدماته ومهامه وسعة افاق مشروعه .قد تكون من ابرز مميزات الخصوصية في هذا الجامع هي في معماره الذي روعي فيه استلهام اهم سمات واستخدام اهم ملامح المعمار اليمني الإسلامي في عدد من مساجد وجوامع اليمن التاريخية وامتزاج كل ذلك بمسحة عصرية لا تتقاطع مع الاصالة بل تنطلق معها في تقديم اجمل لوحة وتحفة معمارية وفنية يمنية لجامع اسلامي لن نقول يضاهي بعض الجوامع ذائعة الصيت في البلدان العربية بل قد يتجاوزها في تفاصيل عديدة . و يمثل جامع الصالح صرح إسلامي عملاق بما يختزله من مكونات فنية وجوهرية بديعة ويعد مؤسسة دينية وحضارية وثقافية مستنيرة تخدم الدين الإسلامي الحنيف عقيدة وشريعة لنشر المعرفة الحقيقية لعلوم القرآن الكريم واللغة العربية.و بإنشاء جامع الصالح يتجدد فن البناء الإسلامي ليكون معلما بارزا في إشعاع الفكر والدين على مستوى اليمن والمنطقة العربية ويعول عليه القيام بدور في تقديم رسالة واضحة حول وسطية الإسلام واعتدال منهجه من خلال مخرجات كلياته وأقسامه العلمية.وتفننت الأيادي اليمنية الماهرة في رسم اجمل لوحة فنية ذات طبيعة جذابة رسمتها بحمكة وشكلتها بدقة مستمدة من إرث طويل في مجال الفن المعماري الإسلامي اليمني في تداخلاته العربية عبر ازمنة تاريخية متعاقبة .
و يؤكد رئيس قسم العمارة بكلية الهندسة جامعة صنعاء الدكتور عبدالرقيب طاهر ان «جامع الصالح « يعد معلما معماريا بارزا ضمن اكبر الجوامع العربية المنشأة حديثاً وله خصوصية الزمان والمكان .. مؤكدا انه يجمع بين عدد من الوظائف الروحية والعلمية وموقعه مناسبا يتوسط صنعاء الكبرى.وقال « جامع الصالح ذو طابع معماري يجمع الموروث مادة وبناءً وتقنية ولكبر حجمه استدعى ذلك مزيد من عناصره المعمارية وهذا ما جعل القائمين على عمارته يستخدمون عناصر معمارية وزخرفية تتناسب مع هذا الحجم».و اكد الدكتور طاهر ان مما يميز جامع الصالح في حد ذاته عن الجوامع في الوطن العربي خاصة و المساجد والمدارس الإسلامية حديثة المنشأ عامة تميزه بالهوية المعمارية التراثية اليمنية بطراز العمارة الصنعانية .من جانبه أشار استاذ نظرية العمارة بقسم العمارة كلية الهندسة جامعة صنعاء الدكتور محمد علي نعيم الى أنه تم استخدام بعض عناصر الزخرفة الأثرية بـ» جامع الصالح « و التي اندثرت في الجوامع القديمة كالجامع الكبير بصنعاء و جامع البكيرية .وقال « تم استخدام موروث قديم كان يُعمل به في اكثر الجوامع التي بنيت قديما .و أشار فضيلة الشيخ أبوبكر المشهور أن بناء الجامع سيسهم في نشر العلم والخير، ويعد خير ثروة لتعليم الأبناء كتابة الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم والدعوة إلى الله والاكتفاء الذاتي.لافتا إلى ان الجامع الذي بني على أيد مباركة يعتبر نواة خير يحمل تجديدا حقيقيا لمفهوم الوسطية الشرعية و الاعتدال الواعي، كونهما منهج الأمة ومنهج النبوة الذي جاء به سيد الأمة لإصلاح العالم وتصحيح الأخطاء، فيما اعتبر العلامة ناصر الشيباني جامع الصالح بمثابة جامعا وجامعة يؤديان رسالتهما الدينية على الوجه اللازم الذي يرضاه الله تعالى ويسر المؤمنين.ولفت الى أن اتقان البناء والعمل في جامع الصالح والهندسة الدقيقة والخطوط الزخرفية التي نحتت عليها آيات الله يبعث الأمل في نفوس الأمة في أن قادتها يحملون الخير في الاهتمام بتشييد الجوامع وتأهيلها .. مؤكدا أن الجامع يجسد معنى الاخوة و التعاون و التسامح خصوصا وأنه يجمعهم على صعيد واحد أمام رب واحد و قبلة واحدة. وقال :» يكفينا ان جامع الصالح اصبح في مصاف الجوامع الكبرى كجامع قرطبة في الاندلس اسبانيا والجامع الازهر بجمهورية مصر العربية بالقاهرة وجامعي الزيتونة والقيروان في تونس وجامع القرويين بمدينة فاس بالمغرب وجامع بني امية في دمشق سوريا وجامع الملك الحسن الثاني بمدينة الدار البيضاء وجامع السلطان قابوس في مسقط عمان وجامع الشيخ زايد النهيان في ابوظبي».
