يخبرك من شهد الوقيعة أنني .. أغشى الوغى وأعف عند المغنم
والواقع أن الجنوب ودولة الجنوب وطن الجميع لا وطن تيار واحد من التيارات الموجودة على الساحة، ولذلك ينبغي أن تجمع الكل صفة المواطنة المتساوية حتى تكون النتائج بمستوى الطموحات.
لا شك أن التفاوت موجود، ولكن الوطن للجميع وليس لأحد قسم فيه زائد على الآخرين. إن دولة الجنوب القادمة عليها كثير من الأعباء، ونحن أبناء الجنوب علينا أعباء، والوطن الجنوبي يشمل الجميع، ولا يمكن أن يقسم الناس إلى درجات من المواطنة..
يخشى الكثيرون أن ينظر إليهم على أساس التيارات الحزبية في الساحة، وأن من كان يرفع راية الوحدة ينبغي أن يُقصى وأن يبعد من استحقاقه كمواطن جنوبي، وهو أمر له تداعياته السلبية، لأن الأفكار واختلافها عنصر أساسي من عناصر تكوّن المجتمع، وأخلاق الثوار - إذا جاز التعبير - أمر يكمل صورة الوطن، أما سلوك العشوائيين فهو أمر يقف حائلا دون إيجاد صورة مجتمع حضاري. وللأسف فإن كثيرا ممن يحسبون من الثوار ليس لديهم سلوكيات الثوار، وفي الأقوال يقولون: إذا لم تكن جميلا فتجمل.
نحن مستبشرون بهذه الأحداث وبما ستأتي به، ونود أن تسود لغة الود والاختلاف الفكري، وأن نحترم هذه اللحظات التي نرى أنها عظيمة ويجب أن تبقى كذلك، وأن تسودها روح عظيمة ترتفع بها إلى أعلى ذرى المجد، وينبغي أن نؤسس واقعا جديدا تسوده المحبة وتعمه الآمال العراض، ونردد مع الشاعر العظيم ابن الرومي قوله:
ولي وطن آليت ألا أبيعه وألا أرى غيري له الدهر مالكا
ــــــــــ
نظراً لأهمية ما احتواه هذا المقال من آراء حيوية وكذا للخطأ السهوي في العنوان، أرتأت إدارة التحرير إعادة نشره تعميماً للفائدة المتوخاة..
مع الاعتذار لسهو الخطأ غير المقصود.
