لا شك أن التفاوت موجود، ولكن الوطن للجميع وليس لأحد قسم فيه زائد على الآخرين. إن دولة الجنوب المزمعة عليها كثير من الأعباء ونحن أبناء هذا الوطن علينا أعباء، والوطن يشمل الجميع، ولا يمكن أن يقسم الناس الى درجات من المواطنة.
يخشى الكثيرون أن ينظر إليهم على أساس التيارات الحزبية في الساحة، وأن من كان يرفع راية الوحدة ينبغي أن يقصى وأن يبعد من استحقاقه كمواطن جنوبي، وهو أمر له تداعياته السلبية، لأن الأفكار واختلافها عنصر أساسي من عناصر تكون المجتمع، وأخلاق الثوار - إذا جاز التعبير - أمر يكمل صورة الوطن، أما سلوك العشوائيين فهو أمر يقف حائلا دون إيجاد صورة مجتمع حضاري.
نحن مستبشرون بهذه الأحداث وبما ستأتي به، ونود أن تسود لغة الود والاختلاف الفكري، وأن نحترم هذه اللحظات التي نرى أنها عظيمة ويجب أن تبقى كذلك وأن تسودها روح عظيمة ترتفع بها إلى أعلى ذرى المجد. وينبغي أن نؤسس واقعا جديدا تسوده المحبة وتعمه الآمال العراض، ونردد مع الشاعر العظيم ابن الرومي قوله:
ولي وطن آليت الا أبيعه وألا أرى غيري له الدهر مالكا
