ولعل أبرز الهموم والإشكاليات والتعقيدات والحماقات والبلاوي التي يعاني منها المواطن، ومنذ فترة ليست بقصيرة، هي الانقطاعات المتكررة والطويلة لمنظومة الكهرباء التي أصبحت هما يوميا ومعضلة حقيقية أتعبت كاهل الموطن الغلبان الذي وصلت معاناته إلى أعلى درجات القهر والغليان، ما الذي يحدث بحق الله؟! من أي كوكب جاء هؤلاء المسؤولون؟! متى سينتهي هذا الكابوس؟ إلى متى يستمر هذا الهم والقرف؟ سنين ومنين وأنتم على هذه الحال، لا صلح حالكم ولا تقدمتم خطوة إلى الأمام.. فالحين بس بالهنجمة والزرزرة.
ما يحدث أمر لا يمكن قبوله أو استساغته من الألف وحتى الياء. وعلى الجميع تحمل مسؤوليتهم الوطنية والأخلاقية في هذا الجانب الحيوي والهام من حياة الناس المتعبة حقا أيما تعب، جراء تفاقم أزمة الوقود والكهرباء في عز الحر، حرام عليكم. لا بد من رؤية واعية وهادفة ومتزنة تستحضر قيم العمل الوطني والحكومي والإداري في هذا الجانب الحساس من حياة المواطن الذي أصبح فعلا يعيش على كف عفريت ويعالج هذا الهم بمجموعة أو حزمة من الهموم التي أتعبت كاهله.. أيها الناس.. أيها المسؤولون.. يا ولاة الأمر، لا بد من استراتيجية حكومية ووطنية جادة وحاسمة لا تشوبها شائبة، تعمل وفق أسس ومعايير (علمية) وتستند على منهج زمني يحدد مداخله ومخارجه فريق من المتخصصين والفنيين المعنيين من ذوي الكفاءات والقدرات (الإدارية والهندسية) على حد سواء، بعيدا عن شغل البقالات والأكشاك والدكاكين، وعلى قاعدة من العمل المؤسسي، ووضع الكادر المناسب في المكان المناسب.
طالت معاناة الناس وطوّلت. يريد المواطن أن يستبشر خيرا ويتنفس الصعداء في هذا الجانب الهام من حياته وصفحات يومياته الحبلى بالمواجع والبلاوي الزرقاء، التي جاءت كنتيجة طبيعية ومنطقية لكل هذا الجهل والتخلف الممنهج، وغياب المحاسبة المالية والإدارية غيابا تاما (يفقع المرارة) ويرسم القهر بأبشع صوره، وعلى قاعدة واحدة عنوانها لا رقيب ولا حسيب.
وكلما قلنا (تحسنت الأمور) الحمد لله.. عاد المسؤول المبروك أو المسؤولة الشهيرة (حليمة) لعادتها القديمة لتعجن الدنيا عجين العجين وتعصد المواطن الغلبان - يا رحمتاه ويا أسفاه!- عصيد العصيد.
