والإيمان المطلق والحقيقي لحلحلة الأمور وترسيخ مفاهيم وابجديات (صناعة السلام) والتمسك بصيغتها وعمقها ومدلولاتها المعقدة والشائكة التي أفرزت كل هذا التدهور والتخبط في شتى مجالات وجوانب الحياة بشكل لم يعد مقبولاً أبداً ولا يمكن استساغته أو تجاوزه والسكوت عليه فقد بلغ السيل الزبى وتشظت جبال الصبر التي أوجعت كل الآمال وشربت من دماء أيامنا التي كانت جميلة بالأمس البعيد.
ولعل أبرز من يعاني في هذه الظروف الصعبة و«المنيلة بستين وسبعين نيلة» هم أبطال ورجالات وحرائر المؤسسات الوطنية والحكومية على الإطلاق منتسبي (وزارة الداخلية والأمن) هذه المؤسسة العريقة التي أنجبت خيرة أبناء وطننا الغالي ولا يزال نهر عطاءاتها يتدفق بأحرف نور وذهب.
لقد بات من الضروري اليوم أكثر من اي وقت مضى أيها الناس يا ولاة الأمر وأهل القرار والشورى تفعيل وتشغيل مستشفى النصر الخاص بمنتسبي وزارة الداخلية والأمن.. هذا الصرح الوطني الكبير الذي كان بالأمس أيقونة حقيقية وواحة مشرقة تزين حياتنا جميعاً وترسم في آفاقها كل معاني الحياة والدفء.
لقد اتسعت دائرة معاناة رجالات وحرائر منتسبي الأمن والداخلية وبشكل كبير وكبير جداً في ظل تفاقم حدة الأزمة السياسية والاقتصادية وباتت عملية تشغيل وتفعيل مستشفى النصر ضرورة وطنية وأمنية وإنسانية وأخلاقية ستسهم وبشكل كبير في تعزيز وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار والوئام الاجتماعي وستكون حافزاً حقيقياً لتحسين دور الأمن في مواكبة التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ورسم واقع أفضل وأجمل يسهم وبشكل ملموس في تعميق وتهيئة الأجواء وتوفير المناخ المناسب لواقع تنموي واستثماري أكثر حيوية وجاذبية للاستثمارات.
لا يمكن بأي حال من الأحوال بناء وطن جديد وحضاري وعصري بعيداً عن الاهتمام الكبير بكل ما تحمله الكلمة من معنى برجالات وماجدات الحقل (الشرطوي والأمني) فهم العيون الساهرة التي تحمي سلامتنا ومقدرات شعبنا ووطننا.
