أيام سوداء غبراء دبراء تمضي بسفينة حياتنا المثقوبة من سيئ إلى أسوأ، ومن مصيبة إلى مصيبة أكبر وأعمق وأشرس كمان.. والمطلوب أن يتحمل المواطن ويصمت.. المطلوب أن يموت المواطن ألف مرة.. بل آلاف المرات ويسكت.. المطلوب احترام سعادة المسؤول الحاضر الغائب الذي يتجاهل واجباته تجاه الناس وبكل أريحية وسعادة وهناء، بعيداً عن أي رقابة أو محاسبة أو مساءلة تعكر مزاجه.
ما الذي يحدث بحق الله؟! وكيف وصلت بنا الأمور إلى هذه المواصل الوعرة والصعبة والخطيرة؟! ومن يتحمل وزر كل هذه الأمور جملة وتفصيلا؟! وإلى متى يستمر كل هذا التخبط والتسيب والزمبلة لأمور حياتنا المختلفة.. إلى متى يا قوم.. أيها المسؤول الذي خرج ولم يعد؟!
وإلى متى.. إلى متى يظل لسان حال المواطنين (المعصودين بالأزمات) والليالي الملاح.. يا غايب متى باتعود؟ فالأزمات تتصاعد والهموم تتزايد والقلوب جفت ينابيع صبرها الموبوء بالقهر والدموع.
موضوع الصيدليات و(أسعار الصيدليات) التي أصبحت تدار بلغة البورصة وسرعة المزادات في أسواق فخمة وكرستالية وعلى حساب المواطن.. أتعس مواطن في التاريخ المعاصر.
ما الذي يحدث، ما الذي يحدث يا قوم.. أيها الناس.. يا ولاة الأمر؟!.. فرغم تحسن قيمة صرف العملة الوطنية وظهور بوادر أمل كبير لهبوط أسعار المواد الأساسية وعلى رأسها (الأدوية) أبرز هموم المواطن اليمني الصلب والمثابر الأسطوري. إلا أنه ومع الأسف الشديد معظم ملاك الصيدليات مصممون على رفع الأسعار، بل إن بعض هؤلاء الملاك، وبحسب شكاوى كثيرة من مواطنين في عدد من مديريات ومدن محافظة عدن العاصمة، أكدوا أن هؤلاء الملاك العفاريت الأشاوس أضافوا ألفين وثلاثة وأربعة آلاف وأكثر على بعض الأدوية بما فيها أدوية الضغط وغيرها.
فما رأي الإخوة (العتاولة) في أجهزة الرقابة والمحاسبة هنا وهناك؟ كيف ترون هذا الأمر والعملة تتعافى إلى الأفضل؟
هذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلا، ولن نسكت لكم عن هذه الحماقات والتسيب والإهمال.. تابعوا كل المخالفين وأي مالك صيدلية أو عامل مخالف و(يغش) في التسعيرة اتخذوا بحقه كل الإجراءات القانونية دون أي مهادنة أو مماطلة.. الناس بدون رواتب، ومرضى وحالتهم حالة، وهؤلاء الملاك معظمهم .. معظمهم والله يدهنون الحق بالباطل ويعمقون جراح الناس.. حتى الجنان يشتي له عقل.
