
وقد أسهم هذا التحسن وبشكل عاجل وفعلي وملموس في انخفاض أسعار المواد الاستهلاكية الضرورية وبشكل لافت، ولاقى استحسان الشارع وضمد جراح الكثيرين ممن استبدت بهم الأسعار الخيالية والتعجيزية التي كانت سارية، وخاصة الطبقات الفقيرة والمسحوقة ممن يعانون من شظف العيش، وذوي الدخل المحدود من عمال وموظفين وصناع وحرفيين، ومن هم على باب الله ويعملون بالأجر اليومي، أو كما يقول إخوتنا المصريون (باليومية).
وتأتي هذه الخطوات والوثبات الجبارة بعد جهود وسعي حكومي يستحق الشكر والثناء، وهي حقيقة وليست مجاملة لأحد كان من كان، فالأخ رئيس الوزراء وكتيبته الفاعلة الموقرة يبذلون جهوداً مشكورة للاستمرار في إصلاح ما يمكن إصلاحه، وترميم ما يمكن ترميمه بصدق ودأب يستحق كل التقدير قولاً وفعلاً.
ونحن أيضاً ومن منطلق مسؤوليتنا سلطة رابعة وأقلام وطنية حرة ومثابرة لخدمة الناس والمجتمع من هذا المنبر الكبير (14 أكتوبر) التاريخ والعمل الوطني والإنساني، الذي تعودنا عليه منذ انتصار الثورة، لا نملك إلا أن نبارك ومن أعماق قلوبنا هذه التوجهات الحكومية الخلاقة التي تبشر بخير وفير يهتدي في ظله الجميع.
المهم دائماً وأبداً وفي كل وقت وحين، تعزيز وتعميق هذه الجهود الحكومية الجليلة والسامية (بمراقبة جودة وأسعار السلع) بروح وطنية مسؤولة وهادفة وملتزمة بصدق وتفان يستحضر قيم العمل الحكومي والإداري، نحو كل ما يعزز ويرسخ ويصون حقوق وكرامة الوطن، بعيداً عن أي زنبلة أو تقاعس أو تخاذل أو تهاون غير مسؤول يعيدنا إلى نقطة الصفر وينسف كل هذه الجهود الحكومية المضيئة لدروب حياتنا اليوم..
يكفي كل ما مضى.. علينا جميعاً - كل من موقعه وحسب إمكانياته - التعاون بروح مسؤولة مع جهود الحكومة ممثلة بالأخ رئيس الوزراء بمراقبة التجار والباعة في كل المديريات والمحافظات، هنا أو هناك، وحتى في القرى والأماكن النائية البعيدة، وينبغي محاسبة كل مخالف ومعاقبته حتى يكون عبرة للآخرين من مسؤولي الغبرة الذين لا نراهم في مكاتبهم ودوائر عملهم إلا في الربيع.
هناك تجار وباعة (جن) أو عفاريت، سموهم ما شئتم، مصممون على التلاعب بقوت الناس من خلال رفع الأسعار وبشكل كبير وخطير وغير مقبول، وعلى قاعدة “حبتي وإلا الديك”، ولغة أنا ومن بعدي الطوفان.. هؤلاء الشياطين ينبغي محاسبتهم وردعهم ووضعهم خلف القضبان بحسب (القانون) واللوائح والأعراف التي تحددها الحكومة ومفاعيل وآليات وزارة التجارة والصناعة والجهات ذات العلاقة المخول لها، بحسب القوانين، ردع ومعاقبة ومحاسبة هذه (القطط السمينة) والفئران العابثة ممن يتلاعبون بعرق ودموع الناس البسطاء والغلابى التائهين في زقاق اليأس والإحباط ووميض الحلم المبلل بالدموع.