
هذا الانهيار التشظوي للعملة الخارجية لم يبد أنه يقابله أي تحسن ملموس في وضعية معيشة البشر الأكثر والأقل تضرراً، أي من يسمون الطبقات الوسطى والأدنى، والسبب هو أن القابضين بضراوة على تسيير أمور الناس المعيشية والحياتية مازالوا هم .. هم .. هم قابضون وبأشد ضراوة. لنعطي مثالا في أسعار المأكولات في المطاعم والمقاهي والمخابيز وغيرها، ازدادت رداءتها وتصاعدت أسعارها وبأساليب احتيالية غاية في الخبث والتدليس والضحك على الذقون. خذوا مثالاً سعر قرص الخبز تحول بحجم (الحنينة)، وكذلك الروتي تقلص وزنه وحجمه ليصل لحد النحافة المخيفة، أكواب الشاي تم تصنيع واستخدام أكواب كرتونية أكثر نحافة وأقل حجماً من سابقتها، وكل ذلك تم ويتم أمام مرأى ومسمع ملاك تسيير أمورنا الحياتية السابقين والحاليين الذين مازالوا هم .. هم .. هم، ولا ندري إلى متى؟
الكل يتساءل اي سلطة تحمي جماعة ملاك المقاهي والمخابيز والمطاعم المتحايلين وبضراوة على ورقة مقوى، كل ما عملوه أن الأسعار المثبتة على وجهيها الأول حولوها إلى الوجه الآخر من الورقة المقوى. ـ يا للبؤس، ويلهم أنهم علقوا تسعيرة وعلى كيفهم.. نفس الأسعار حولوها إلى وجه الورقة ذاتها وعلى عينك يا مجوع قسراً!!
جماعة باصات نقل الركاب لم يلتزموا بأي تسعيرة ولا انخفاض الأسعار، بل زادوا الطين بلة، إذا استقللت باص أجرة من التواهي إلى المعلا خط داخلي بقيمة مئتي ريال، الآن وبتحايل واضح بثلاثمائة ريال، والجميع يقول لك إذا أعطيته خمسمائة ريال يرد لك مئتي ريال ويزيد قائلاً عفواً مافيش معانا عملة أبو مائة ريال، والداهية أن جميع السائقين يأخذون بهذه الحيلة في الخطوط الداخلية، وكذا خط التواهي ـ الشيخ عثمان والعكس .. التحايلات كثيرة وغض الطرف أكثر، والمسألة ذر رماد على العيون خوفاً من الرعود الجماهيرية الغاضبة، دون وجود إرادة رسمية لمعالجة الاعوجاج بحلول فيصلية مبرمة.
جموع الناس لم تستطع بعد تحمل أكثر مما حصل ويحصل والغضب عارم حقاً.. نقولها بوضوح لا تستهينوا بغضب الجياع.. الناس هرمت، فهل من حلول قطعية مع جبر ضرر مواجع الجميع وتصويب الأمور الحياتية بشكل عادل.
خاصة وقد أعفينا أنفسنا من البوح بأسعار اللحوم ومشتقاتها وأسعار الدجاج والبيض، ناهيك عن أسعار الأسماك، يا فجعتاه.
اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد.