
فأيام علي عبد الله صالح لم تكنْ أياماً مثالية. كان فيها فساد، وظلم، وإقصاء، وتهميش، لكنَّها مقارنةً بالأيام التي نعيشها، والوضع الذي نعيشه، أفضل بكثير.
فالدولة كانت قائمة ومؤسساتها كانت تعمل والاقتصاد كان مستقرا والمواطن يتنقل في كل ربوع البلاد بكل حرية.
الخلاصة التي نريد أن نؤكّد عليها، ويفهمها الجميع، أن تلك الأيام بخيرها وشرّها، وحلوِها ومرِّها، إيجابياتها وسلبياتها قد ذهبت ولن تعود، فالحديث عنها والجدل فيها نوعٌ من العبث الذي لا يفيد في شيء.
العقل والمنطق والقِيم والأخلاق تقول إنه من الواجب طيُّ تلك الصفحة، والتفكير بالواقع الذي نعيشه، وكيف نُخرج بلادنا من الحرب والأزمة التي تعيشها وكيف نوحّد الصفوف لمواجهة المؤامرات والدسائس التي تُحاك ضد بلادنا؟ وكيف نعمل من أجل إنقاذها من الأجندة والتدخلات الخارجية؟
وكيف نحافظ على حياض الوطن، إرث أبنائنا وأجدادنا، ونواجه الحوثيين الذين يريدون إسقاطها والانتقاص من الاهداف والمبادئ، ونعيد بناء الوطن على أسس صحيحة قائمة على الشراكة الحقيقية، و التوزيع العادل للسلطة والثروة؟.
الماضي ذهب بحلوه ومره، صار مجرد تاريخ، ليس لنا منه إلا العظة والعبرة. نحن أبناء اليوم، وفترة الحكم السابق تعد هي تجربة إنسانية لها إيجابياتها وسلبياتها، ينبغي دراستها بشكل موضوعي ومحايد لمن يريد أن يدرس ويستخلص الدروس والعبر للاستفادة منها. الجدل والخصومة حولها لا يخدم إلا أعداء الوطن.