
المساجد مراكز مهمة لصناعة الحياة، لذلك يجب أن تخرج منه وأنت منشرح الصدر، سعيد النفس، نقي السريرة، مبتهج الرَّوح، محب للحياة.
المسجد يجب أن يمدك بعناصر الفعالية والروح الإيجابية، هذا هي رسالة المسجد. إذا لم تجد هذه الأمور في المسجد، فأين ستجدها؟
فالمسجد في واقعنا اليوم، صار أحد مراكز الإحباط والقنوط؛ بسبب الفهم القاصر من قِبل بعض الوعاظ والخطباء الذين حوّلوا رسالة المسجد من صناعة الحياة إلى صناعة الموت، ومن فتح نوافذ الأمل والتفاؤل إلى تكريس عوامل الإحباط والقنوط، ومن مكان لتآلف القلوب إلى مكان لتكريس الفرقة والشتات.
الخطباء والوعاظ -إلا من رحم ربى- يحسنون عرض المشاكل والمآسي، لكنهم يعجزون عن طرح الحلول، يكثرون من الحديث عن السلبيات، ويتغافلون عن الحديث عن الإيجابيات، يركزون على الشكليات المفرطة والمظاهر، ويضخمون مشاكل الفساد الأخلاقي، ويتجاهلون الكليات الجامعة، والمشاكل الأساسية التي كانت عائقًا في نهضة الأمة.
لو أن كل خطيب أو واعظ وضع في رأسه هدفا (كيف أفتح للناس نوافذ الأمل وأذهب عنهم عوامل الإحباط؟)، وسعى إلى تحقيق هذا الهدف، اعتقد أن أشياء كثيرة في حياتنا ستتغيّر.
هناك من يقول إن الحديث عن التفاؤل هو بيع للوهم وتعطيل لهمم الناس. أنا أقول إن التفاؤل ليس بيعًا للوهم وتعطيلًا للهمم، التفاؤل هو إحسان الظن بالله، وشحذ همم الناس، وتحفيزهم؛ لأن الأمل هو محرك الحياة، وإشراقة النور بعد الظلمة.
الأمل والتفاؤل هو إحياء النفوس من الموت النفسي والإحباط الروحي. على من امتلك منبر المسجد أن يدرك أنه أمام مسؤولية كبيرة تقتضي منه تغيير حياة الناس، أخذهم من عالم الإحباط، والتأكيد الدائم أن الأيام دول، الأحوال تتغيّر وتتبدّل، ولا شيء في الحياة ثابت، وأن لكل مشكلة حلا، وما علينا إلا البحث عن هذا الحل.