أسفر عن اعتماد "إعلان نيويورك" الذي حظي بتأييد استثنائي من الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية 142 صوتاً



نيويورك / 14 أكتوبر / متابعات:
أصدرت السعودية وفرنسا اليوم الثلاثاء بياناً مشتركاً في شأن المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، والذي استضافته الأمم المتحدة في نيوروك أمس الإثنين.
وقالت الدولتان في البيان إن المؤتمر الدولي رفيع المستوى أسفر عن اعتماد "إعلان نيويورك" الذي حظي بتأييد استثنائي من الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية 142 صوتاً، ويؤكد هذا الإعلان الطموح الالتزام الدولي الثابت بحل الدولتين، ويرسم مساراً لا رجعة فيه لبناء مستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين ولشعوب المنطقة كافة، وفق ما أوردته وكالة الأنباء السعودية "واس".
وذكر البيان أنه "في الوقت الذي نجتمع فيه تتفاقم المأساة الإنسانية في غزة مع تصاعد الهجوم البري الإسرائيلي على مدينة غزة، فيما يدفع المدنيون والمحتجزون ثمناً لا يمكن تبريره لهذه الحرب المستمرة، كما أن إعلان نيويورك يقدم بديلاً مبدئياً وواقعياً لدائرة العنف والحروب المتكررة".
وثمنت السعودية وفرنسا حضور الدول التي اجتمعت في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في لحظة وصفها البيان بـ"التاريخية الحاسمة للسلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط". وطالبت الرياض وباريس في بيانهما المشترك المجتمع الدولي بالانتقال من الأقوال إلى الأفعال، فضلاً عن تثمين الجهود المهمة التي بذلها الرؤساء الـ17 لفرق العمل المنبثقة عن المؤتمر لرسم طريق التنفيذ السريع لحل الدولتين.
شدد البيان على أن "إنهاء الحرب في غزة وضمان الإفراج عن جميع الرهائن يظلان أولويتنا القصوى"، ودعا كذلك إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وتبادل الأسرى، وضمان وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق إلى جميع أنحاء غزة، وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من القطاع.
وثمن البيان التعهدات التي أعلنها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بما في ذلك الالتزام بالتسوية السلمية، والرفض المستمر للعنف والإرهاب، وتصريحه بأن الدولة الفلسطينية لا تنوي أن تكون دولة مسلحة، واستعدادها للعمل على ترتيبات أمنية تخدم جميع الأطراف مع الاحترام الكامل لسيادتها. وأضاف البيان ""ندعم الرئيس عباس في المضي قدماً نحو مزيد من الإصلاحات في هيكل الحوكمة لدى السلطة الفلسطينية". وأكد أهمية توحيد قطاع غزة والضفة الغربية تحت مظلة
السلطة الفلسطينية، ورحب بسياسة "دولة واحدة، حكومة واحدة، قانون واحد، وسلاح واحد" التي أعلنتها السلطة الفلسطينية.
ورحب البيان أيضاً بالإجراءات الملموسة التي اتخذتها الدول الأعضاء رداً على التدابير الأحادية المناقضة لحل الدولتين، ولانتهاكات القانون الدولي، إلى أن تضع إسرائيل حداً لممارساتها المهددة لحل الدولتين، وذلك بما يتفق والقانون الدولي.
واعترف مزيد من الدول أمس الإثنين بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة، في تحول دبلوماسي تاريخي حدث بعد قرابة عامين من حرب غزة.
كما شهد المؤتمر الدولي رفيع المستوى للأمم المتحدة حول "التسوية السلمية لقضية فلسطين وتطبيق حل الدولتين" الذي عقد برئاسة سعودية – فرنسية مشتركة، اعتراف فرنسا للمرة الأولى بالدولة الفلسطينية، كما ركزت كلمات المشاركين على أن لا خيار للسلام في المنطقة سوى حل الدولتين.
من جهته قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود إن السعودية تعرب عن تقديرها لجميع الدول التي أعلنت اعترافها بدولة فلسطين، والرئيس الفلسطيني محمود عباس على التزامه الثابت بالسلام. وأضاف "إن هذه الاعترافات اليوم ليست مسألة رمزية بل تعكس إرادة ومسؤولية في تلبية حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وخطوات حاسمة نحو إنهاء الاحتلال وترسيخ حل الدولتين حقيقة لا رجعة فيها". وتابع قائلاً إنه "انطلاقاً مما شاهدناه اليوم، من هذا الإجماع الدولي الواسع، ستواصل المملكة العمل بلا كلل مع جميع شركائها حتى إنهاء الاحتلال والعدوان الإسرائيلي وضمان المساءلة وتحقيق السلام والأمن الدائمين لفلسطين ولجميع دول المنطقة وفقاً لمبادرة السلام العربية". وأشار "كما تتوجه المملكة بجزيل الشكر لشريكها في الرئاسة الجمهورية الفرنسية على تعاونها البناء وجهودها المخلصة في إنجاح هذا المؤتمر ودعم مسار السلام".
وأعلن وزير الخارجية السعودي اختتام أعمال المؤتمر الدولي الرفيع المستوى لتسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية وتنفيذ حل الدولتين.
كان الأمير فيصل بن فرحان ألقى كلمة نيابة عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وأشار إلى أن موقف فرنسا التاريخي يعكس إرادة المجتمع الدولي لإنصاف الفلسطينيين، مبيناً أن إسرائيل تمعن في ممارساتها العدوانية التي تقوض السلام.
وقال الأمير فيصل بن فرحان "ندعو بقية الدول إلى اتخاذ هذه الخطوة التاريخية التي سيكون لها بالغ الأثر في دعم الجهود باتجاه تنفيذ حل الدولتين وتحقيق السلام الدائم والشامل في منطقة الشرق الأوسط". وأشار إلى أن السعودية عازمة في مواصلة شراكاتها مع فرنسا والدول الداعية إلى السلام لوضع حد لإنهاء حرب غزة وتجسيد إقامة الدولة الفلسطينية.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الإثنين عن اعتراف بلاده بدولة فلسطين من على منصة الأمم المتحدة، في محاولةٍ لزيادة الضغط على إسرائيل من أجل السلام، في خطوة تاريخية.
كما قال الرئيس الفرنسي إن "فرنسا تعترف اليوم بدولة فلسطين من أجل السلام بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني"، مما أثار تصفيقاً حاراً بين الحضور خلال مؤتمر "حل الدولتين" في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وأكد ماكرون "وقت السلام قد حان"، و"حان الوقت للإفراج عن 48 رهينة تحتجزهم (حماس). حان الوقت لوقف الحرب والقصف في غزة والمجازر حان الوقت لأن الوضع ملح في كل مكان"، "حان وقت السلام، لأننا على شفير فقدان القدرة على بلوغه".
وعرض ماكرون "إطار عمل لسلطة فلسطينية جديدة"، ستفتح فرنسا بموجبه سفارة شريطة تطبيق إصلاحات ووقف إطلاق نار وإطلاق سراح جميع الرهائن.
وأعلنت بلجيكا ومالطا وموناكو ولوكسمبورغ الاعتراف بدولة فلسطينية لتنضم إلى أكثر من ثلاثة أرباع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة، والتي تعترف بالفعل بدولة فلسطينية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من بين الذين تحدثوا خلال الاجتماعات اليوم.
من جانبه طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس حركة "حماس" بتسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية، مندداً بهجوم الحركة على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
وقال عباس في خطاب في الأمم المتحدة عبر تقنية الفيديو "لن يكون لـ(حماس) دور في الحكم، وعليها وغيرها من الفصائل تسليم السلاح للسلطة الفلسطينية".
وأضاف عباس الذي حرمته الولايات المتحدة الحصول على تأشيرة لحضور مؤتمر حل الدولتين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك "ندين جرائم الاحتلال وقتل وأسر المدنيين، بما في ذلك ما قامت به (حماس) في 7 أكتوبر 2023".
دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في خطاب ألقاه خلال مؤتمر حول "حل الدولتين" إلى منح دولة فلسطين عضوية كاملة في المنظمة الدولية.
وقال سانشيز الذي ينتقد بشراسة الحرب التي تخوضها إسرائيل في قطاع غزة إن "هذا المؤتمر يمثل نقطة تحول، لكنه ليس نهاية الطريق. هذه مجرد البداية. دولة فلسطين يجب أن تكون عضواً" كامل العضوية في الأمم المتحدة.
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر إن حل الدولتين معرض لخطر جسيم بسبب المجاعة في غزة حيث تتفاقم الكارثة الإنسانية هناك من خلال تصعيد حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي للعمليات العسكرية.
وأضافت خلال مؤتمر "حل الدولتين": "نؤكد على القرار التاريخي الذي اعتمدته الحكومة البريطانية بالاعتراف بدولة فلسطين.. هذه الخطوة التي اعتمدناها تعكس حقيقة راسخة مفادها الدولة الفلسطينية حقاً غير قابل للتصرف، وحل الدولتين هو الحل الدائم والشامل للسلام في الشرق الأوسط". وتابعت "لا يمكن أن يكون هناك دور لـ (حماس) في الدولة الفلسطينية، والاعتراف بدولة فلسطين هو السبيل إلى مستقبل أفضل".

من جهته دعا وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا إسرائيل إلى وقف كافة التدابير أحادية الجانب، والتي تشمل التوسع في الاستيطان، ومحاولات ضم الأراضي في الضفة الغربية، وكذلك الحرب في غزة.
وقال تاكيشي خلال مؤتمر "حل الدولتين"، "نحتاج إلى دعم مستدام للسلطة الفلسطينية، وانخراط مع المجتمع الدولي. نشهد وضعاً مؤسفاً يهدد بالقضاء على أسس حل الدولتين، ولكننا نؤيد طموحات الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة".
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن "الكارثة في قطاع غزة يجب أن تتوقف الآن، ولكن وقف الحرب فقط قد لا يكون كافياً". وتابعت خلال مؤتمر "حل الدولتين"، "يجب إعادة إعمار قطاع غزة، وندعو الجميع للمساهمة في هذه الجهود".
من جهته قال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إن بناء المستوطنات الإسرائيلية، وتزايد عنف المستوطنين يقوض جهود حل الدولتين. وأضاف خلال مؤتمر "حل الدولتين"، "على مدى عقود طويلة التزمت كندا حل الدولتين، ولكن للأسف تآكلت إمكانية ذلك بصورة كبيرة". وتابع، "سياسة الحكومة الإسرائيلية الراهنة التي تقول إنه لن تكون هناك دولة فلسطينية، وفي هذا السياق، نعلن اعترافنا بدولة فلسطينية".
إلى ذلك يلقي الرئيس الأميركي دونالد ترمب كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء ينتقد فيها الدول التي اختارت الاعتراف بدولة فلسطين بحجة أنها تقدم "مكافأة لـ(حماس)"، كما سيحمل على "مؤسسات العولمة" التي تسببت "بتعفن النظام العالمي"، وفق المتحدثة باسمه.
وسيلقي الرئيس الأميركي الذي أحدث تغييراً جذرياً في التحالفات الأميركية بدبلوماسيته القائمة على المصالح التجارية ونهجه القومي، أول خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عودته إلى السلطة.
وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت أمس الاثنين إن الرئيس الجمهوري سينتهز الفرصة "لشرح رؤيته البسيطة والبناءة للعالم". وأشارت ليفيت إلى أن ترمب سيجري محادثات ثنائية في نيويورك مع نظيريه الأوكراني والأرجنتيني، إضافة إلى اجتماع مع قادة عدد من الدول المسلمة. وأضافت أن الرئيس الأميركي سيتطرق أيضاً الثلاثاء إلى قرار عدد من الدول الغربية الاعتراف بدولة فلسطين. ويعتزم ترمب التباهي بجهوده في صنع السلام في الأمم المتحدة، وسيقول إنه أنهى "سبع حروب" منذ عودته للبيت الأبيض في يناير الماضي.
أكدت الحكومة الإسرائيلية أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية في ظل استمرار حربها على "حماس" في غزة بعد هجوم السابع من أكتوبر 2023.
وأصبحت إسرائيل معزولة وتعرضت لتنديد دولي بسبب حملتها العسكرية في غزة التي تقول السلطات الصحية في القطاع إنها أودت بحياة أكثر من 65 ألف فلسطيني.
وقاطعت الولايات المتحدة وإسرائيل اجتماع أمس الإثنين.

وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون إن إسرائيل ستناقش كيفية الرد على إعلانات الاعتراف بعد عودة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإسرائيل الأسبوع المقبل.