
الجميع تكالب على وأد فرحة العيد بغية اخفائها من القاموس الاسلامي، وتعددت مصادر التراب والأحجار التي ألقيت على ضريح فرحة العيد لتدفنها، ولتجعل المأساة هي الطاغية في مشهد درامي بات يتكرر كل عيد.
تعاون الجميع على دفن فرحة العيد وإن كان على رأسهم ماتسمى قيادات الوطن المتعددةوالتي لم تحرك ساكنا إزاء كبح الفقر الذي اوصل المواطن الى حدود المخمصة بسبب تدهور العملة الوطنية، وفقدان الجميع القدرة الشرائية ونتج عن ذلك انخفاض في قيمة المرتبات والدخول إلى مانسبته80 ٪ من القدرة الشرائية، بسبب التضخم الهائل والمستمر في التصاعد.
لم تكن تلك المثلبة فقط من قادة الوطن بل هناك الخدمات العامة وعلى رأسها الكهرباء والتي استحقت وبجدارة لقب (الأكثر سوءاً) من كافة الخدمات الأخرى، ولا نستثني تموينات المياه التي تعصف بحال السكان وتضيف إلى اعبائهم وفقرهم أعباء أخرى ليس آخرها تكاليف شراء مياه من القطاع الخاص.
ومن الايادي التي ساعدت في دفن فرحة العيد المبارك القطاع الخاص ( التجار الكبار) الذين يعتبرون مواسم العيدين ( عيد الفطر وعيد الأضحى) من مواسم الربح السريع والمضاعف، ليرفعوا أسعار كل شيء ابتداء من الخبز إلى اللحوم بأنواعها (ماشية ودواجن واسماك )حتى وصل سعر الكيلو من لحم الضأن والماعز في بعض محلات بيع لحوم الماشية إلى 30,000 ريال للكيلو الواحد مع وزن الكرش والمعاصب (اثناء ايام العيد )ناهيك عن اسعار الملبوسات والتي باتت (حلماً) عند أرباب الأسر المكلومة بتوفير بدلة لكل طفل فقط.
تتكرر تلك المعاناة في كل موسم عيد «فطر أو اضحى»، باستثناء الفاسدين الحكوميين وفي القطاع الخاص الذين لا يعانون من تلك الارتفاعات في الأسعار، فهم الذين ينهبون كل شيء، حتى الأضاحي والسلال الغذائية التي تسجل باسم الفقراء والمعدمين يقومون بنهبها، وهي فرصة لهم لكسب الود وزيادة تأثير الولاء للمقربين منهم.
سئمنا ولولة وبكاء على الاطلال وحان الوقت للوقوف أمام تلك التصرفات غير الإنسانية المملوءة شراهة وفساداً وإفساداً وعنجهية، فهذا الوطن يمتلك نساء ماجدات ورجالا اشاوس أكفاء قادرين على إحداث تغيير جذري في الحياة العامة، وقادرين على تصحيح المشهد السريالي الذي اعتمد الفاسدون ومن يحميهم على رسمه لنا، حتى لانستطيع التمييز والتقييم وان نظل في تلك الدائرة المؤلمة والمربكة.
إن الشعوب لا تستقيم الا بابنائها وصفوتها، والذين لم تتلطخ أياديهم لا بدماء ولا بنهب للمال العام، فإن الأقدار فقط هنا تستجيب للشعوب التي تريد الحياة الكريمة.