
لقد كان الفقيد أحد أبرز مناضلي الحزب ومن طلائعه الذين حملوا على اكتافهم هم الحزب والرفاق والوطن وانتصروا للثورة واهدافها وكان من المدافعين عن المبادئ والقيم التي تمثلها عنوانا بارزا في كل المحطات والمنعطفات من أجل مشروع الدولة المدنية والمواطنة المتساوية، وتميز بالإخلاص والصبر والوفاء والإصرار على الانتصار لكرامة الإنسان وحقه في الحياة الحرة الكريمة، واستمر بعطاء وطني لم ينضب في سبيل القضايا العادلة وفي المقدمة منها القضية الجنوبية التي أضحت اليوم القضية المحورية في سياقات الحرب والسلام داخليا وعلى مستوى المنطقة والاقليم، وكان الفقيد احد حاملي مشروعها وعنوانها وممن انخرطوا في ثورة الحراك السلمي الجنوبي وشاركوا مشاركة فاعلة في فعالياته وكفاحاته ضد الظلم والاستبداد ومن اجل انتصار الجنوب واستعادة دولته .
لقد كان الفقيد منحازا للناس وهمومهم في مقارعة الظلم وقوى الاستبداد ومقاومة كل ما يمت بصلة الى ثقافة الارتداد عن مسارات النضال الوطني، وظل نموذجا حقيقيا للصلابة والثبات على المبادئ والقيم الأصيلة حتى رحل إلى بارئه شامخا نظيف اليد ملهما بكل معاني الايثار والنزاهة والبذل ونقاء السريرة .
أن خسارتنا لكبيرة برحيل واحد ممن عركتهم الحياة وصقلتهم التجارب، المدافعين بكل جسارة عن قضايا الجماهير العادلة، وممن أفنوا أعمارهم في الدفاع عن الإنسان وحقه في العيش بحرية وكرامة، وظل شامخا في محراب الحق ولم تكسر روحه التي ظلت متوهجة حتى صعدت الى بارئها مثخنة بأوجاع هذا الوطن الذي هدته الحرب بكل رزاياها ومآسيها ..
لقد دون الفقيد اسمه في القلوب والضمائر بعطاءاته الوطنية الخالدة وبمواقفه الصادقة مع الناس ورفاقه، وبثباته على مسار رفاقه المناضلين، ولقد رحل شامخا مكللا بالمجد، خالدا في ضمير الشرفاء وفي قلب التاريخ ..
وبهذه الخسارة والمصاب الجلل وفي الأوقات العصيبة، نبتهل للمولى عز وجل ان يسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين وان يلهم الجميع الصبر والسلوان .
انا لله وانا اليه راجعون