
الخبر يفيد بصدور قرار رئاسي بإعادة انشاء كلية للشرطة بعدن، ومنذ صدور القرار قبل عام ظلت الجهات المعنية طوال العام تبحث عن مبنى يصلح كقوام للكلية ولكن دون جدوى رغم التوجيهات بافساح مساحة احد المعسكرات ليكون هو المقر الاساسي للكلية، غير ان الأمر ظل يراوح في اطار أي معسكر بعد ان اتضح ان كل المعسكرات الكائنة في عدن قد اضحت في خبر حيص بيص وشفطت لصالح متنفذين .. إلى هنا الأمر عادي ولكن بإمعان بسيط هل هؤلاء السرق المتنفذون المتسلطون مازالوا يحتفظون بقوة نفوذهم السابق والآني ولو تحت مسميات تشريعية خرافية ومبررات طلفسية ـ ليش أقول ذلك ـ معروف في كل بقاع الأرض من مشارقها حتى مغاربها ان المعسكرات والمباني الحكومية (الوزارات ومراكز الشرطة، والمستشفيات، والمدارس) تعد مباني سيادية لا يحق لأحد تمليكها لأي كائن كان وتحت أي ظرف من الظروف ولا يحق - حتى للرؤساء ـ صرفها. وان كان الأمر كذلك سنورد ما يلي:
1 ـ عند انشاء كلية الشرطة في عهد حكومة الثورة ج ـ ي ـ د ـ ش، خصص لها مبنى طويل وعريض استراتيجي في منطقة الفتح مبنى يحتوي منشآت ومرافق شتى وهو مُحاذٍ لدار الرئاسة آنذاك ومُعسكر الفتح، الشرطة العسكرية ورأس مربط، وادارة التموين ويضم شواطئ ومسابح، واسطولاً من سيارات الأطفاء وكل المستلزمات.
هذا المعسكر كان يسمى كلية الشرطة + مركز تدريب أفراد الشرطة الشعبية وتخرج منه العديد من الكوادر الشرطوية على مختلف المستويات والرتب، وقد كان لي شرف ان التحق به واتلقى تدريباتي ودراساتي الشرطوية في اطاره.
بعد غزوة حرب 1994م لم يعد أحد يعلم شيئاً عن مصير هذا المبنى، كانت البداية قطع امدادات الماء عن المعسكر بقصد جفاف اشجاره الكثيفة من المقدمة ثم قلع الاشجار لحجب الرؤية بقصد عدم معرفة ما يدور في داخل اطار المعسكر، وبعد سنوات قيل انه صرف أو فيّد لصالح أحد البيوت التجارية الممونة لتكاليف غزو حرب 1994م وان المنح الفيدي تم من أعلى المستويات السلطوية .
السؤال: فليكن من أعلى المستويات .. فهل يحق للرئيس أو أي حكومة ان تمنح مباني سيادية لاشخاص او ان تبيعها لهم؟ الم يكن ذلك فعلا اجراميا وباطلا؟!.
اذن لماذا لا يتم استعادة مثل هذه المباني؟ والأمر ينطبق على مساحات شاسعة من معسكر صلاح الدين وأيضاً ما كان يسمى المطار السري ـ المطار القديم وغيرهما من المعسكرات، أقول لماذا وان كانت أوامر المخلوع ومن لف لفه مازالت تتمتع بالشرعية ولو بشرعية البواطل .. فلماذا أيضاً قامت الثورة الثانية وسالت الدماء وقدم شعبنا الجنوبي مئات من قرابين الشهداء من أشرف وأنبل من انجبتهم هذه الأرض الجنوبية المعطاء؟! أفيدونا!!