"يونيسف": عدد مرتفع بشكل صادم من أطفال غزة ما زالوا يعانون سوء التغذية الحاد على رغم الهدنة

غزة / 14 أكتوبر / متابعات:
أكد قيادي في حركة "حماس" أن الحركة تشترط وقف الخروقات الإسرائيلية قبل بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال عضو المكتب السياسي في "حماس" حسام بدران، لوكالة الصحافة الفرنسية "أي نقاش حول بدء المرحلة الثانية يجب أن يسبقه بشكل واضح ضغط من الوسطاء والضامنين بما في ذلك الولايات المتحدة، لضمان التطبيق الكامل من الاحتلال لكل بنود المرحلة الأولى"، التي تنص على تبادل الرهائن والمعتقلين ووقف الأعمال القتالية ودخول المساعدات إلى قطاع غزة.
وأضاف بدران أن "كل الجهات المتابعة للملف الفلسطيني تُجمع على أن الاحتلال لم ينفذ التزاماته في المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار".
وأوضح أن استكمال تنفيذ بنود المرحلة الأولى يعني "وقف كل الخروقات والانتهاكات وإدخال المساعدات بكميات كافية"، مشيراً إلى أن الاتفاق ينص على "إدخال ما بين 400 و600 شاحنة يومياً، وفتح معبر رفح بين مصر وقطاع غزة للأفراد والبضائع والمساعدات".
وتتبادل إسرائيل وحركة "حماس" الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار الذي بدأ العمل به في الـ10 من أكتوبر ويبقى هشاً، إذ تواصل إسرائيل تنفيذ غارات جوية بين وقت وآخر على مناطق مختلفة في قطاع غزة، بحجة أن "حماس" تخرق وقف النار.
وينص الاتفاق الذي تم بوساطة أميركية ومصرية وقطرية وتركية على وقف الأعمال القتالية في قطاع غزة بعد حرب مدمرة اندلعت في أكتوبر 2023، وتبادل الرهائن والمعتقلين وانسحاب إسرائيل من المناطق المأهولة وتكثيف دخول المساعدات إلى القطاع الذي أعلنت الأمم المتحدة في عدد من مناطقه المجاعة خلال الأشهر الأخيرة من الحرب.
وذكر بدران أن "الاحتلال يقلص بشكل كبير كميات المساعدات الإنسانية الواردة إلى القطاع، ويواصل ارتكاب جرائم القتل في غزة وتدمير المباني ومنازل المواطنين داخل الخط الأصفر (أي خط الانسحاب)، وهذا يمثل مواصلة للأعمال العسكرية".
من جهة ثانية، اعتبر بدران أن تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير التي قال فيها إن الخط الأصفر في قطاع غزة يمثل "حدوداً جديدة"، "تكشف بوضوح عدم التزام الاحتلال المجرم بنود اتفاق وقف إطلاق النار".
ونقل بيان للجيش الإسرائيلي الأحد الماضي عن زامير قوله إن "الخط الأصفر يشكل خط حدود جديداً، خط دفاع متقدماً للمستوطنات، وخط هجوم".

وأعلنت إسرائيل اليوم الثلاثاء عزمها إعادة فتح معبر اللنبي (جسر الملك حسين) مع الأردن غداً الأربعاء، لنقل البضائع والمساعدات إلى الضفة الغربية وقطاع غزة لأول مرة منذ أواخر سبتمبر.
وقال مسؤول إسرائيلي إنه "وفقاً للتفاهمات وتوجيهات المستوى السياسي، سيسمح ابتداء من يوم غد الأربعاء بنقل البضائع والمساعدات من الأردن إلى منطقة الضفة الغربية وقطاع غزة عبر جسر الملك حسين".
وأضاف أن "جميع شاحنات المساعدات المتجهة إلى قطاع غزة ستسير تحت مرافقة وتأمين، بعد خضوعها لفحص أمني دقيق".
ويأتي القرار بعد أكثر من شهرين على إغلاق المعبر الحدودي الذي تسيطر عليه إسرائيل أمام الشاحنات على أثر هجوم بإطلاق النار نفذه سائق شاحنة تنقل مساعدات إلى قطاع غزة وأسفر عن مقتل عسكريين إسرائيليين.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) اليوم الثلاثاء، إن آلاف الأطفال دخلوا مستشفيات لتلقي العلاج من سوء التغذية الحاد في غزة منذ وقف إطلاق النار في أكتوبر الماضي، والذي كان من المفترض أن يتيح زيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية.
وأضافت "يونيسف"، وهي أكبر مقدم لخدمات علاج سوء التغذية في غزة، أن 9300 طفل تلقوا العلاج من سوء التغذية الحاد في أكتوبر، عندما دخلت المرجلة الأولى من اتفاق لإنهاء الحرب حيز التنفيذ.
وأبلغت المتحدثة باسم "يونيسف" تيس إنغرام، مؤتمراً صحفياً في جنيف عبر اتصال بالفيديو من غزة، أنه على رغم تراجع العدد عن ذروته التي تجاوزت 14 ألف طفل في أغسطس الماضي، فإنه لا يزال أعلى بكثير من المستويات التي سجلت خلال وقف إطلاق النار القصير في فبراير ومارس ويشير إلى أن تدفقات المساعدات لا تزال غير كافية.

وأضافت "لا يزال هذا الرقم مرتفعاً بشكل صادم". متابعة أن "عدد الأطفال الذين تم استقبالهم أعلى بخمسة أضعاف مما كان عليه في فبراير، لذلك نحن بحاجة إلى انخفاض هذه الأعداد بشكل أكبر".
ووصفت إنغرام مشهد الأطفال الذين يولدون في المستشفيات بوزن يقل عن كيلوغرام واحد، قائلة "إن صدورهم الصغيرة تنتفخ من شدة الجهد المبذول للبقاء على قيد الحياة".
