ذكرى الاستقلال تحثنا أن نعمل ثم نعمل من أجل مصلحة الوطن


14 أكتوبر/ خاص:
حاوره/ رياض مطر :
كلية اللغات هي كلية حديثة نسبيا مقارنة بكليات جامعة عدن الاخرى، حيث تم انشاؤها منذ احد عشر عاما، واستطاعت خلال سنواتها القصيرة أن ترسم ملامح نجاحاتها العلمية والتعليمية باقتدار بفضل قيادتها الشابة الدكتور جمال الجعدني عميد الكلية والحاصل مؤخرا على جائزة ثاني اكثر شخصية مؤثرة في العالم العربي من مجموعة ترجمان العرب الدولية (TAUG).. زرناه في مكتبه ليطلعنا على مسيرة وإنجازات هذه الكلية والصعوبات التي تواجهها.

- اللغات جسر لمرور قاطرة التطور في العالم
د. جمال.. هل لك أن تحدثنا عن اوضاع كلية اللغات وما تقدمه لدارسيها؟
كلية اللغات هي كلية نوعية وتوجد مثيلاتها في كل دول العالم، لان اللغات مهمة جداً لنقل الثقافة بين الشعوب، وتبادل الخبرات في مجال التطور العلمي، فإذا رأينا كيف يحدث التطور العلمي، سنرى انه يحدث عبر نقل التجارب من دولة إلى دولة، وهذا يتم عبر اللغات طبعاً.
ايضا يتم نقل التجارب الاقتصادية عبر اللغات. حتى الجانب العسكري . فبالنسبة للغات اقول انها جسر لمرور قاطرة التطور في العالم.
كيف كانت مسيرة هذه الكلية منذ انطلاقها حتى الآن؟
طبعاً كلية اللغات كانت من السابق معهداً للغات الحية وحولناها إلى كلية اللغات عام 2013م بناء على قرار اصدرته جامعة عدن وبدأ اول عام اكاديمي فيها في نهاية 2014م - بداية 2015م.
ماهي أقسام الكلية د.جمال؟
طبعاً كلية اللغات لديها الآن قسمان رئيسيان: القسم الأول قسم الترجمة، والقسم الثاني قسم اللغة الإنجليزية.
تحت مظلة قسم الترجمة هناك أربعة برامج: البرنامج الأول بكالاريوس ترجمة، البرنامج الثاني ماجستير البرنامج الثالث دكتوراه الترجمة، الرابع هو ترجمة الوثائق الرسمية من اللغة العربية إلى مختلف اللغات الأجنبية والعكس.
وتحت مظلة قسم اللغة الإنجليزية هناك عدة برامج:
الاول/ دبلوم لغة انجليزية تجارية.
الثاني/ بكالاريوس لغة انجليزية تجارية.
الثالث/ ماجستير لغة انجليزية تجارية دولية بدأنا به هذا العام 2025م.
وايضا برنامج كفاءة وبرنامج توفل.
وماذا عن تدريس اللغات الأخرى؟
بالرغم من ان عمر الكلية قصير بالنسبة لعمر كليات جامعة عدن الاخرى وهي احدى عشرة سنة، إلا إن الكلية استطاعت أن تقدم لدارسيها برامج تعليمية (دورات قصيرة) للغات : الفرنسية، الاسبانية، الالمانية، الصينية والعربية لغير الناطقين بها وقريبا إن شاء الله سنفتتح برنامج لتعليم اللغة اليابانية.
كيف جاءت فكرة تعليم اللغة الصينية في الكلية ؟
طبعاً اصبح للصين حضور عالمي مهم سياسيا واقتصاديا هذا إضافة الى ثقل تعدادها السكاني، تعرف أن 85 بالمائة من المنتجات في السوق اليمنية هي صينية.فتحنا برنامج لتدريسها في كليتنا قبل اكثر من عام وهذه هي المرة الاولى في تاريخ عدن التي تفتح فيها برنامج اللغة الصينية. واشتركنا في اول مسابقة دولية تسمى جسر الثقافة الصينية. بالرغم من أننا بدأنا في هذا البرنامج في منتصف 2024م وفي ابريل 2025م قبل انتهاء العام شاركنا وفازت في هذه المسابقة طالبتان وذهبتا إلى الصين للمشاركة في المسابقة الدولية هناك. وابدى الصينيون اعجابهم بمشاركتنا في المسابقة وابرزوا ذلك الإعجاب في اعلامهم الرسمي موضحين اننا اول دولة تشارك في المسابقة بعد ادخال تدريس اللغة الصينية في وقت قياسي وجاء الخبر في موقع وزارة الخارجية الصينية وقنواتهم التلفزيونية. الآن نحن نمشي في البرنامج السادس في اللغة الصينية ومهتمون بتطوير هذا البرنامج.
هل رافق هذا الإعجاب دعم صيني؟
لا ... لم نستلم دعماً من اي جهة صينية رسمية او غير رسمية. فإن كان هناك دعم صيني سيقدم لنا فإنه سياتي عبر قنوات رسمية. فقط زارنا السفير الصيني ثلاث مرات وهذا يعبر عن الاهتمام الرسمي الصيني المعتوي ببرنامجنا لتعليم لغتهم القومية.
ماهي إنجازات كلية اللغات؟
انا من المفروض ألا اتكلم عن الانجازات هذا سأتركه لجهة محايدة وهم الاكاديميون والمهتمون باللغات الذين يزوروننا بين الحين والآخر وايضا انتم اخوتنا الاعلاميون لانكم دائما ماتسلطون الضوء على عملنا وانشطتنا وتعرفون ماذا عملنا وماذا أنجزنا منذ نشأة الكلية حتى يومنا هذا.. انما دعوني أحدثكم عما عملناه وما واجهناه من صعوبات.
يكفينا اننا بدأنا في بداية 2015م اي في بداية الحرب في ظل توقف الدولة ونحن قمنا بمقامها .. نحن نتحدث الآن و«الماطور» شغال يكلفنا تكلفة بالغة لاتوجد لدينا طاقة شمسية، طرقنا كل الابواب لتزويدنا بها دون فائدة. اغلب المدرسين الذين يدرسون في الكلية ليسوا موظفين حتى الآن وهم بنسبة 70 % لان التوظيف موقّف منذ العام 2015م. والآن جاءتنا كارثة وهي تأخر الرواتب عن اعضاء الهيئة التدريسية القابعين في الكلية.
اتمنى من رئيس الدولة أن يزورني او وزير او حتى مدير في احدى المؤسسات الحكومية ليشاهدوا ماذا وكيف نعمل؟! لان هؤلاء الطلبة سيكونون كوادر في مؤسسات الوطن ومن المفترض أن يدرسوا في ظروف ممتازة.
نحن نعمل في ظروف صعبة ومعقدة للغاية. في محافظات اخرى الدولة ممثلة بالسلطة المحلية تساعدهم كمحافظ شبوة يدفع رواتب للمدرسين ويبني قاعات دراسية. في حضرموت نفس الحكاية المحافظة تقوم ببناء مجمعات دراسية ودفع استحقاقات المدرسين وفي مأرب حدث ولا حرج ونفس الشيء في المخا.
عندنا لم يتم بناء حمام واحد ولم نتلق دعماً من احد لا شرعية ولا انتقالي ولا منظمات ولا تحالف. نحن نعمل بجهود ذاتية وكما قلت نعمل في ظروف معقدة وصعبة جدا. الآن عندنا طلاب لم يستطيعوا دفع الرسوم الرمزية لان اولياء امورهم بلا رواتب ولا نستطيع اخراجهم من القاعات لان هذا فعل نعتبره لا اخلاقياً ولا انسانياً نحن نعمل في العدم . هذا وضعنا ومع ذلك خلال السنوات العشر فتحنا برامج بكالاريوس وماجستير ودكتوراه في اللغة الانجليزية إضافة إلى ماذكرته آنفا بما فتحناه من برامج اللغات الاسبانية والفرنسية والالمانية والصينية وكذا العربية لغير المتحدثين بها. ونحن مستمرون ونتمنى إن شاء الله أن تستقر الامور في بلادنا عموما وفي عدن خصوصاً لاننا بدون الاستقرار سنظل نعاني ونعمل في حلقة مفرغة.
ماذا عن مستوى الإقبال على التسجيل سنوياً في الكلية ؟
طبعاً نحن في كلية اللغات التي تعتبر من الكليات النوعية كالطب والهندسة والعلوم الادارية التي لا تشهد عزوفاً من المتقدمين لها بالعكس نحن في كل عام اكاديمي لانستطيع أن نستوعب الأعداد الكبيرة من المتقدمين.
انا اعيد ظاهرة العزوف التي تعاني منها الكليات الاخرى إلى عدم وجود توظيف للمتخرجين من الكليات كالتربية التي كانت في فترة سابقة قبلة الطلاب المتقدمين لان الوظيفة كانت تنتظرهم تلقائيا. وعندما توقف توظيف خريجيها منذ 20 عاماً شهدت هذه الكلية عملية عزوف، وهذا شيء خطير ستعاني منه البلاد مستقبلا.
تم اختياركم مؤخرا من قبل مؤسسة ترجمان العرب الدولية كثاني أفضل شخصية مؤثرة في الوطن العربي لهذا العام 2025م..ماهو شعورك بهذا الاختيار؟
هذا الاختيار اعتبره ليس إنجازا لي شخصيا وانما لروح الفريق الواحد عمادة ونواب عميد وهيئة تدريسية والسلسلة تطول إلى اصغر موظف في هذه الكلية، التي خطت خطوات بعيدة في عملها الأكاديمي والمعرفي رغم كل الظروف الصعبة التي واجهتها ولاتزال تواجهها حتى يومنا هذا.
كلمة أخيرة بمناسبة الذكرى الـ58 للاستقلال الوطني ؟
نقول إن ذكرى الاستقلال الوطني العزيزة على قلوبنا تحثنا على أن نعمل ثم نعمل ثم نعمل بالرغم من كل الظروف الصعبة التي تواجه عملنا من اجل هذا الوطن العزيز الذي نأمل أن يرى السلام قريبا ونرى معه المستقبل المشرق بالأمل والعطاءات والانتصارات!
