حشد دبلوماسي أفريقي في قمة البحيرات لتصنيف "الدعم السريع" منظمة إرهابية

.jpg)


الخرطوم / 14 أكتوبر / متابعات:
قالت مصادر عسكرية إن طلائع من القوات المشتركة المساندة للجيش السوداني نجحت في دخول مدينتي بارا وأم سيالة في ولاية شمال كردفان، مما يؤكد توسع الجيش في إقليم كردفان وسط البلاد.
ونقلت الأنباء عن المصادر قولها إن الجيش ما زال يفرض حصاراً مستمراً على مدينة بارا التي استعادت قوات "الدعم السريع" السيطرة عليها أخيراً، مشيرة في المقابل إلى تمكن قوات من الجيش وأخرى مساندة له من دخول مناطق جديدة شمال كردفان من بينها أم سيالة.
في المقابل ذكرت قوات "الدعم السريع" في بيان لها أنها حققت انتصاراً على الجيش السوداني في أم سيالة بولاية شمال كردفان.
أما في ولاية غرب كردفان فلا تزال المعارك محتدمة بين الطرفين، وتحديداً بابنوسة، وسط تحشيد عسكري من قبل "الدعم السريع" في مناطق غبيش والمجلد والتبون، بعدما تمكن الجيش أمس من صد هجوم من ثلاثة محاور عسكرية.
كان الجيش السوداني، تمكن أمس الأحد، من إحباط هجوم واسع وصف بأنه الأعنف والأكثر تنظيماً منذ أن بدأت قوات "الدعم السريع" هجماتها على مدينة بابنوسة المحاصرة منذ أكثر من عام، بغرب كردفان، وكشفت مصادر عسكرية عن تصدي قوات الفرقة 22 - مشاة التابعة للجيش بالمدينة لما وصفته بأعنف وأشرس هجوم متعدد المحاور والجهات تشنه "الدعم السريع" على مقر المدينة بمشاركة قوات الحركة الشعبية - شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو وقوات حركتي الطاهر حجر والهادي إدريس المتحالفة مع "الدعم السريع"، وأوضحت المصادر "أن قوات الجيش خاضت أعنف المعارك، لأكثر من ست ساعات، تصدرت فيها الطائرات المسيرة المشهد القتالي بدور بارز في التصدي للهجوم وإفقاد قوات العدو جزءاً كبيراً من قوتها النارية وقدراتها القتالية بتدمير أكثر من 40 آلية من العربات القتالية والمتحركات الأخرى، فضلاً عن الخسائر البشرية الكبيرة، مما دفع العناصر المهاجمة إلى التراجع والهرب إلى خارج المدينة".
وفي رسالة له من داخل المدينة، تعهد قائد الفرقة 22 - مشاة ببابنوسة اللواء معاوية حمد عبدالله، بالصمود والقتال حتى النصر، مؤكداً "أن الفرقة ثابتة وستظل صامدة وعصية على الأعداء ولن تخذل الشعب السوداني، وسيكون الموت هو مصير كل
من يحاول الاقتراب منها". وتجدد الهجوم على بابنوسة للأسبوع الثالث على التوالي بعدما ظلت "الدعم السريع" تحشد قوات كبيرة وآليات ثقيلة ومدافع بعيدة ومتوسطة المدى للسيطرة على مقر الجيش والمدينة. ويشن الطيران الحربي ومسيرات الجيش منذ أيام، غارات جوية عنيفة على مواقع تمركز "الدعم السريع" في محيط المدينة، لفك الحصار عنها وفتح الطريق أمام وصول الإمدادات البرية إلى داخل المدينة.
في المقابل أكد قائد المحور الجنوبي بـ"الدعم السريع" إبراهيم الدخيري اكتمال الترتيبات والاستعدادات اللازمة للسيطرة على المدينة مبيناً "أن ساعة الحسم باتت وشيكة".
وكان وفد مشترك مما يسمى الإدارة المدنية التي عينتها "الدعم السريع" بالمنطقة والجيش الشعبي التابع لحركة الشعبية - شمال، قد قام بزيارة ميدانية لمحيط المدينة للوقوف على آخر الاستعدادات الجارية لما سماه تحرير المدينة من سيطرة الجيش.
وكانت "الدعم السريع" قد أعلنت، في وقت سابق، أن قواتها على وشك اقتحام مقر الفرقة بعدما وصلت إلى مشارف أسوارها، وباتت تحاصرها من ثلاثة محاور. ومنذ أكثر من عام تحاصر الأخيرة مدينة بابنوسة في وقت ظلت فرقة الجيش تتصدى للهجمات المتتالية وهي تتلقى الدعم والإمداد عبر الإسقاط الجوي.
في محور شمال كردفان تتسارع التطورات الميدانية في ظل تقدم قوات الجيش وحلفائه، وتوسيع نطاق عملياتها العسكرية وسيطرتها الجغرافية على الأرض، بهدف محاصرة خطوط الدفاع وإعادة تأمين طريق الأبيض - بارا الحيوي. وبينما تشهد المناطق المتاخمة لبلدة كازقيل جنوب مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان هدوءاً حذراً، تتواصل عمليات التحشيد العسكري بين الطرفين.
وأكدت مصادر عسكرية أن الجيش استقدم تعزيزات من محاور عدة إلى محيط مدينة بارا بشمال كردفان، أبرزها وصول متحرك قوات درع السودان بقيادة قائدها اللواء أبوعاقلة كيكل إلى المنطقة، تمهيداً للشروع في استعادة المدينة من قبضة "الدعم السريع" التي سيطرت عليها منذ أكثر من شهر.
وكانت قوات الجيش السوداني قد تمكنت من استعادة السيطرة على بلدتي كازقيل وأم دم حاج أحمد بشمال كردفان عقب مواجهات عنيفة مع "الدعم السريع"، وأجبرت الأخيرة على التراجع إلى منطقة الحمادي بولاية جنوب كردفان. وتعد مدينة بارا من أهم المدن الاستراتيجية في هذا المحور، بالنظر إلى موقعها الحيوي الرابط بين ولايات الوسط والغرب، إضافة إلى كونها بوابة للطرق التجارية التي تربط دارفور بالعاصمة الخرطوم.
في شمال دارفور أعلنت السلطة المدنية بالمناطق الخاضعة لسيطرة "جيش تحرير السودان" بقيادة عبدالواحد محمد نور، استمرار التدفقات اليومية للنازحين من مدينة الفاشر إلى محلية طويلة عقب سيطرة "الدعم السريع" عليها، وأوضح رئيس السلطة المدنية بحركة جيش تحرير السودان" مجيب الرحمن الزبير، التي لا تزال تلتزم الحياد في الحرب الراهنة، أن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق عمليات الطوارئ توم فليتشر وعد، عقب زيارته الميدانية المنطقة، بتقديم مساعدات عاجلة إلى محلية طويل التي تحولت إلى ملاذ آمن يضم مئات آلاف النازحين الفارين من المدينة هرباً من الانتهاكات والجوع عقب سيطرة "الدعم السريع" على المدينة في 26 أكتوبر الماضي.
.jpg)
وحذر الزبير من أن الوضع الإنساني بالمنطقة، وفي كامل دارفور، معرض لخطر الانهيار الكامل، مطالباً المجتمع الدولي بزيادة الدعم والمساعدات الإنسانية لإنقاذ حياة النازحين الذين يحتاجون إلى مساعدات عاجلة في مجالات الإيواء والغذاء ومياه الشرب.
من جانبها كشفت مفوضية العون الإنساني السودانية عن وصول آلاف الأسر إلى مدينة الدبة بالولاية الشمالية، بعد تمكنها من مغادرة الفاشر، كما استقبلت أكثر من 57 ألف نازح من إقليمي دارفور وكردفان، خلال الأيام الماضية بسبب هجمات "الدعم السريع".
إلى ذلك أكدت المفوضة سلوى آدم بنية، في مؤتمر صحافي بمدينة الدبة، أن "الدعم السريع" لا تزال تحتجز المدنيين في الفاشر لأغراض سياسية، وأن هناك عدداً كبيراً من الأسر في الفاشر مفقود، ولا يعرف مكان وجوده، منوهة بأن مدينتي كادوقلي والدلنج في جنوب كردفان تعانيان أيضاً حصاراً مشابهاً للفاشر. وانتقدت مفوضة العون الإنساني الضعف الشديد في استجابة المجتمع الدولي للأزمة الإنسانية في السودان وتراخيه سابقاً إزاء تجاهل "الدعم السريع" قرار مجلس الأمن الدولي برفع الحصار عن الفاشر ووقف الهجمات عليها، مما جعلها تتمادى في انتهاكاتها ضد المدنيين.
على نحو متصل كشف وزير الرعاية والتنمية الاجتماعية والموارد البشرية معتصم أحمد صالح عن توزيع 125 طناً من المواد الغذائية تغطي حاجة 3 آلاف أسرة، إلى جانب تقديم دعم نقدي مباشر لـ15403 أسر للنازحين من دارفور وكردفان بمحلية دنقلا بالولاية الشمالية.
من جانبه رحب حاكم إقليم دارفور وعضو المجلس الرئاسي في حكومة "تأسيس" الموازية بقيادة "الدعم السريع" الهادي إدريس بزيارة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى الإقليم للوقوف على الأوضاع الإنسانية التي يمر بها أهل دارفور في ظل الظروف الاستثنائية التي يشهدها السودان. وأكد إدريس تقديره هذه الزيارة التي تعكس اهتمام المجتمع الدولي بمعاناة المدنيين، وتسهم في تعزيز الجهود المشتركة لتقديم العون اللازم للمحتاجين، مجدداً التزام حكومته تسهيل عمل
المنظمات الدولية والوكالات الإنسانية، وتوفير كل الضمانات اللازمة التي تمكنها من أداء مهامها وتقديم مساعداتها بفاعلية وشفافية، من أجل وضع حد للمعاناة الإنسانية وتحقيق الأمن والاستقرار في الإقليم.
أممياً كشف فليتشر عن محاولات ومساع للمنظمة الدولية لإرسال فريق تقييم إلى مدينة الفاشر بضمانات أمنية كاملة، إلى جانب إجلاء الجرحى وتأمين ممرات آمنة للمدنيين الراغبين في مغادرة المدينة، ولفت، في تصريحات صحافية، إلى أنه استمع، خلال زيارته منطقتي طويلة وكورما، إلى قصص رعب كثيرة من النازحين، بينهن نساء تحملن أفظع أهوال حصار الفاشر، لافتاً إلى أن دارفور هي مركز المعاناة الإنسانية، وهناك كثير من القصص عن القسوة والرعب ويجب رواية هذه القصص، وكتب فليتشر، على منصة "إكس" "المعاناة في طويلة لا توصف، أكثر من نصف الناجين الفارين أطفال".

وأعلنت "شبكة أطباء السودان" توثيق 32 حالة اغتصاب مؤكدة، خلال أسبوع، للفتيات بمدينة الفاشر استناداً إلى معلومات طبية وميدانية موثوقة، ولفتت، في بيان، إلى أن الفتيات اللاتي تعرضن للاغتصاب وصلن إلى محلية طويلة، في وقت تعرضت أخريات للاعتداءات أثناء الفرار من الفاشر. وعدت الشبكة عمليات الاغتصاب التي ظل يمارسها أفراد من "الدعم السريع" ضد النساء والسيدات الفارات من الحرب، جرائم تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وترتقي إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وطالب البيان بفتح تحقيق دولي عاجل ومستقل، وتأمين حماية فورية للناجيات والشهود، محملاً "الدعم السريع" المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم.
وسط هذه الأجواء، أوصت القمة التاسعة لمجموعة "دول البحيرات العظمى"، بتصنيف "الدعم السريع" منظمة إرهابية، في ضوء التوصيات المقدمة من المجلس الوزاري ووزراء الدفاع وقادة الأجهزة الأمنية بالمنظمة. وأوضح وكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي السودانية معاوية عثمان خالد أن القمة أخذت علماً بتوصيات المجلس الوزاري ووجهت بحشد الجهود داخل مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي بضرورة إدانة الفظائع المروعة التي ارتكبتها "الدعم السريع" في حق المدنيين، والتشديد على ضرورة محاسبة هذه "المجموعات الإرهابية". وأشار خالد إلى أن القمة وضعت ضوابط لاستخدام المعادن النفيسة في الدول الأعضاء، بما في ذلك الذهب في السودان، لضمان عدم استغلال تعدين الذهب لمصلحة "الدعم السريع". وتناول البيان الختامي للقمة قضايا الأمن والدفاع داخل منظومة دول البحيرات، إضافة إلى النظر في قضايا المرأة والطفل والتنمية الاجتماعية، وسبل حماية المعادن في الدول الأعضاء من استغلالها واستخدامها لمصلحة تمويل ودعم الميليشيات والحركات المتمردة في الإقليم.
واستعرض عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد العام للجيش الفريق إبراهيم جابر، الذي رأس وفد السودان المشارك في القمة، في جلسة مغلقة للقمة، انتهاكات "الدعم السريع" في حق المدنيين وتخريب الممتلكات العامة، إضافة إلى الفظائع الأخيرة عقب سيطرتها على مدينة الفاشر.
.jpg)
وكان مدير مكتب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمد الأمين سويف قد صرح بأن الجيش السوداني يعد المؤسسة الشرعية الوحيدة المتبقية في البلاد.
في الأثناء وصل إلى بورتسودان، في زيارة رسمية تستغرق أربعة أيام، المبعوث الأفريقي لمنع الإبادة الجماعية أداما دينق للوقوف على الأوضاع في ضوء انتهاكات "الدعم السريع" التي طاولت المدنيين في الفاشر وعدداً من ولايات السودان الأخرى. ومن المنتظر أن يلتقي دينق عدداً من المسؤولين بخصوص الانتهاكات واحتمالات الإبادة الجماعية.
