مركز رؤى ينفذ سلسلة أنشطة توعوية وميدانية لحماية السلاحف البحرية في خور عميرة



14 أكتوبر/ خاص:
محمد الكازمي:
في إطار مشروع أنقذوا السلاحف البحرية في خليج عدن الممول من ملحق البيئة العالمي GEF، وبرنامج المنح الصغيرة SPG، نفّذ مركز رؤى للدراسات الاستراتيجية والاستشارات والتدريب، سلسلة من الأنشطة التوعوية والميدانية في منطقة خور عميرة بمحافظة لحج، بهدف تعزيز الوعي البيئي وحماية السلاحف البحرية المهددة بالانقراض.
محاضرة توعوية
واستهل المركز فعالياته بمحاضرة توعوية حملت عنوان تأثير الصيد الجائر للسلاحف البحرية في محمية خور عميرة، بالتعاون مع مكتب الهيئة العامة لحماية البيئة في لحج وجمعية حماية السلاحف والحياة الفطرية في خور عميرة، وبمشاركة ممثلين عن المجتمع المحلي.
وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت الدكتورة جاكلين منصور البطاني، رئيس مركز رؤى، على أهمية نشر ثقافة الوعي البيئي بين المواطنين والصيادين للحفاظ على الموارد الطبيعية، مشيرةً إلى أن المركز يسعى إلى تحويل الوعي البيئي إلى سلوك عملي ينعكس على واقع المحميات والسواحل الجنوبية.
وأضافت البطاني أن خور عميرة تُعد واحدة من أهم المحميات الطبيعية في خليج عدن، وموطنًا رئيسيًا لتكاثر السلاحف البحرية، مما يحتم على الجميع- جهات رسمية ومجتمعا محليا-تحمل مسؤوليتهم في حماية هذا الإرث البيئي.
من جانبه، قال محمد سالم رئيس جمعية حماية السلاحف والحياة الفطرية في خور عميرة إن الجمعية تعمل بالشراكة مع مركز رؤى ومكتب البيئة على رصد حالات الصيد الجائر والتعديات على بيئة السلاحف، موضحًا أن المشروع يشكل خطوة نوعية في رفع الوعي لدى الصيادين والأهالي، ويعزز من فرص بقاء السلاحف البحرية واستمرار دورة حياتها الطبيعية.
وأضاف سالم أن الوعي المجتمعي هو خط الدفاع الأول عن البيئة، وأن تعاون المواطنين هو أساس النجاح في حماية الثروة البحرية.
حملة تنظيف شاملة بمشاركة الأهالي والغواصين
وفي نشاط ميداني موازٍ، نفذ المركز حملة تنظيف شاملة لشاطئ وقاع خور عميرة، بمشاركة جمعية حماية السلاحف والحياة الفطرية، وعدد كبير من الأهالي والصيادين والأطفال من أبناء المنطقة.
وشارك الغواصون في تنظيف قاع البحر من المخلفات البلاستيكية والشباك القديمة التي تعيق السلاحف عن الوصول إلى مناطق التعشيش، فيما قام المشاركون على الشاطئ بجمع كميات كبيرة من النفايات المنتشرة على امتداد الساحل.
وفي تصريح له، قال الدكتور جمال باوزير، الأمين العام لجمعية غواصي عدن، إن مشاركة الغواصين في هذه الحملة تأتي من منطلق المسؤولية البيئية والواجب الإنساني تجاه الحفاظ على الحياة البحرية، مؤكدًا أن قاع البحر في خور عميرة بحاجة إلى حملات دورية لإزالة الملوثات التي تهدد السلاحف والكائنات البحرية الأخرى.
وأضاف باوزير أن الجمعية مستعدة للتعاون المستمر مع مركز رؤى والجمعيات المحلية لتنفيذ المزيد من الحملات البيئية في سواحل خليج عدن.
رسائل توعوية بيئية
واختتمت الأنشطة بنصب مركز رؤى مجموعة من اللوحات التحذيرية والملصقات التوعوية على طول شاطئ خور عميرة، تحمل رسائل موجهة إلى الأهالي والصيادين والزائرين تدعو إلى عدم إلقاء النفايات والمخلفات البلاستيكية في مياه الخور، والحفاظ على السلاحف خلال موسم التعشيش.
وأكدت الدكتورة البطاني أن هذه الخطوة تأتي استكمالًا للجهود التوعوية الميدانية التي ينفذها المركز ضمن المشروع، مشيرةً إلى أن الرسائل صيغت بأسلوب مبسط يناسب مختلف فئات المجتمع لتعزيز السلوك البيئي الإيجابي وترسيخ روح المسؤولية الفردية تجاه البيئة.
تفاعل واسع ودعوات للاستمرارية
ولاقت هذه الأنشطة تفاعلًا واسعًا من أبناء المنطقة، الذين عبّروا عن تقديرهم لمركز رؤى وجمعية السلاحف وجمعية الغواصين، مؤكدين استعدادهم للمشاركة في مبادرات قادمة تسهم في حماية خور عميرة والحفاظ على مكوناته الطبيعية.
وفي ختام الفعاليات، أكدت الدكتورة البطاني أن مشروع «أنقذوا السلاحف البحرية في خليج عدن» سيواصل أنشطته في المرحلة المقبلة، من خلال تنفيذ برامج تدريبية وتوعوية تستهدف المدارس والصيادين والمجتمع المحلي، بهدف تحويل الوعي البيئي إلى ممارسة مستدامة تضمن حماية البيئة البحرية للأجيال القادمة.

- البطاني: خور عميرة تُعد واحدة من أهم المحميات الطبيعية في خليج عدن
- سالم: الوعي المجتمعي هو خط الدفاع الأول عن البيئة

