
14 أكتوبر/ عدن:
حوار/ نجيب الكمالي ورياض مطر:
رأت صحيفة 14 أكتوبر أن إطلاق جامعة العلوم والتكنولوجيا بعدن مشروع المستشفى الجامعي يمثل خطوة تاريخية ورائدة في مسيرة التعليم الطبي والصحي في اليمن. هذا المشروع ليس مجرد منشأة طبية، بل صرح متكامل يجمع بين التعليم النظري والتدريب العملي، ويعزز قدرة الجامعة على إعداد كوادر طبية مؤهلة وفق أعلى المعايير الدولية. كما يعكس اهتمام الجامعة بتطوير التعليم الطبي، وتعزيز البحث العلمي، وخدمة المجتمع المحلي والإقليمي، ليكون مركزًا رائدًا للتعليم الصحي والممارسة الطبية الحديثة.
وفي حوار شامل مع الدكتور عبد الغني حميد، رئيس الجامعة، تناولنا أهداف المشروع، الفوائد المتوقعة للطلاب والمجتمع، رسوم الدراسة، الحوافز للطلاب المتفوقين، وأثر المستشفى الجامعي في رفع مكانة الجامعة أكاديميًا محليًا ودوليًا.
الأهداف الرئيسية لإنشاء المستشفى الجامعي
يُعدّ المستشفى امتدادًا طبيعيًا لرؤية جامعة العلوم والتكنولوجيا وتجسيدًا لرسالتها التعليمية، إذ يجسد التكامل بين التعليم الأكاديمي والتطبيق العملي، ويدعم برامج الكليات الصحية من خلال توفير بيئة سريرية تعليمية متطورة تسهم في إعداد وتأهيل الكوادر الطبية وفقًا لأحدث المعايير الدولية.
وتم تصميم المستشفى الجامعي ليكون صرحًا طبيًا متكاملًا يضم طيفًا واسعًا من التخصصات التشخيصية والعلاجية، لتقديم خدمة صحية تلبي احتياجات المجتمع المحلي والإقليمي، ويواكب التطورات الحديثة في الممارسات الطبية والتعليم الصحي. كما يهدف المستشفى إلى تقديم خدمات طبية نوعية متقدمة في مختلف المجالات الأساسية والتخصصية، من خلال بنية تحتية حديثة، وتجهيزات تقنية متطورة، وكوادر طبية وأكاديمية مؤهلة تأهيلًا عاليًا.
ويُمثل المستشفى نقلة نوعية في منظومة الخدمات الصحية للمجتمع والتعليم الطبي بالجامعة، من خلال تعزيز جودة التدريب العملي، ودعم البحث العلمي التطبيقي في المجال الطبي، وتوفير خدمات صحية متكاملة بأسلوب عصري قائم على الكفاءة والإنسانية. ويجري العمل على استقطاب نخبة من الكفاءات الطبية والأكاديمية والخبرات الإدارية المتميزة لضمان التشغيل الأمثل وتحقيق الريادة في تقديم الرعاية الصحية والتعليم الطبي في اليمن والمنطقة، كما يمثل إضافة نوعية لمنظومة الخدمات الصحية في العاصمة عدن والمحافظات المجاورة.
أبرز أهداف إنشاء المستشفى
تعزيز جودة التعليم الطبي من خلال توفير بيئة تدريب عملية متقدمة ترتبط مباشرة بالمناهج الأكاديمية، وتمكن الطلاب من اكتساب مهارات إكلينيكية حقيقية ضمن معايير عالمية.
رفع قدرات الجامعة البحثية عبر توفير بنية تحتية متخصصة للبحوث السريرية والتطبيقية، بما يسهم في إنتاج معرفة طبية حديثة تدعم صناعة القرار الصحي.
تقديم خدمات صحية نوعية للمجتمع من خلال مستشفى جامعي متخصص يعتمد على آخر ما وصلت إليه التكنولوجيا الطبية، ليكون مرجعًا علميًا وصحيًا في المنطقة.
دعم التنمية الصحية في البلاد بتخريج كوادر مؤهلة ومدربة على أحدث الممارسات الطبية، قادرة على سد فجوة الاحتياج في القطاع الصحي وتحسين فرص الوصول إلى الرعاية الصحية عالية الجودة للمواطنين.
تعزيز مكانة الجامعة كمؤسسة تعليمية رائدة تقدم نموذجًا متكاملًا للجمع بين التعليم والبحث والخدمة المجتمعية.
تعزيز قدرات الطلاب عبر التدريب العملي
سيوفر المستشفى بيئة تدريبية متقدمة لطلاب الطب والعلوم الصحية والتمريض والمختبرات والعلاج الطبيعي وغيرها من التخصصات ذات الصلة، ليكون بمثابة “معمل تطبيقي حي” يمكّن الطلاب من ربط الجانب النظري بالممارسة العملية، واكتساب المهارات السريرية الحديثة بإشراف مباشر من أساتذة وأطباء متخصصين. كما سيسهم في تطوير برامج الامتياز والتدريب السريري وفق معايير الجودة والاعتماد الأكاديمي الدولي.
مساهمة المستشفى في تطوير البحث العلمي
سيشمل المستشفى أقسامًا متكاملة للتشخيص والعلاج والبحث العلمي والتجارب السريرية، مزودة بأحدث التجهيزات المخبرية وقواعد البيانات البحثية، مما يمكّن الباحثين وطلاب الدراسات العليا من إجراء بحوث تطبيقية وسريرية تسهم في تطوير الممارسة الطبية وتحسين جودة الرعاية الصحية. كما ستتكامل هذه الأقسام مع عمادة الدراسات العليا والبحث العلمي في الجامعة لإطلاق مشاريع بحثية وطنية تعالج المشكلات الصحية في المجتمع.
الفوائد المتوقعة
تقدم الجامعة مجموعة واسعة من البرامج الطبية والصحية تشمل الطب البشري، طب الأسنان، الصيدلة، المختبرات، التغذية العلاجية، وتقنيات الأشعة. وسيشكل المستشفى الجامعي بيئة تكاملية لهذه البرامج، حيث سيكون مركز التدريب الرئيس لطلبة البرامج الصحية، مما يعزز جودة المخرجات الأكاديمية ويربط التعليم النظري بالتطبيق العملي.
من المتوقع أن يسهم المستشفى في رفع جودة التعليم الطبي من خلال دمج التعلم الإكلينيكي المبكر، وتوسيع فرص التدريب العملي، واعتماد معايير التعليم القائم على المهارات والكفاءة، بالإضافة إلى تعزيز فرص الابتكار والبحث والتطوير الطبي.
بالنسبة للجدول الزمني، يتم إنجاز المشروع على مرحلتين، فالمرحلة الأولى على وشك الانتهاء وتشمل الإنشاءات الأساسية والتجهيزات الداخلية والأقسام والوحدات الأساسية بالإضافة إلى العيادات الخارجية، مع افتتاح المستشفى في مرحلته الأولى والتشغيل التجريبي خلال الأشهر القادمة مع بداية عام 2026م إن شاء الله.
العقبات التي تواجه الجامعة
يواجه المشروع تحديات تتعلق بالتمويل واستيراد الأجهزة الطبية المتطورة في ظل الظروف الاقتصادية واللوجستية الراهنة، إلا أن الجامعة بفضل إدارتها الرشيدة وشراكاتها الاستراتيجية مع السلطة المحلية والجهات ذات العلاقة تمكنت من تجاوز معظم العقبات، ويستمر العمل بوتيرة عالية لضمان إنجاز المشروع في موعده مع الحفاظ على أعلى معايير الجودة والسلامة الطبية والهندسية.
الإنجازات الأخيرة للجامعة
حققت الجامعة إنجازات نوعية أبرزها تصدرها الجامعات اليمنية في معظم التصنيفات المحلية والإقليمية والدولية مثل Webometrics و QS وTHE وتصنيف اتحاد الجامعات العربية، ما يعكس مكانتها كمؤسسة رائدة في الجودة الأكاديمية والبحث العلمي وخدمة المجتمع.
وجود المستشفى الجامعي يرفع من مكانة الجامعة التعليمية والخدمية من خلال تعزيز البحث العلمي التطبيقي، وزيادة الأبحاث المنشورة، وتوسيع الشراكات الأكاديمية والطبية الإقليمية، وتقديم خدمة طبية عالية الجودة للمجتمع، ما يعزز تصنيفها في المؤشرات العالمية المرتبطة بالتأثير المجتمعي والبحث العلمي وجودة التعليم الطبي.
تأثير المشروع على الطلاب والخريجين
سيترك المشروع أثرًا عميقًا في مستقبل التعليم الطبي في اليمن، عبر منح الطلاب فرصًا غير مسبوقة للتدريب العملي ورفع كفاءتهم المهنية، وتحسين فرص توظيف الخريجين في القطاعين العام والخاص، وتأسيس ثقافة بحثية ومهنية متقدمة.
على المستوى المجتمعي، سيكون المستشفى رافدًا مهمًا للمنظومة الصحية في عدن واليمن، يسهم في خدمة المواطن ونقل المعرفة الطبية إلى التطبيق العملي بما يعزز التنمية المستدامة.
الرسوم الدراسية وتأثيرها على الطلاب
تركز الجامعة على تقديم تعليم نوعي بمعايير عالمية، وتحدد الرسوم بعد دراسة دقيقة لتكاليف التعليم الفعلي، مع مراعاة إمكانية وصول شريحة واسعة من الطلاب مع الحفاظ على استدامة الرسوم وجودة التعليم.
الحوافز والتسهيلات للطلاب
تخفيضات تصل إلى 15 % للطلبة المتفوقين في الثانوية العامة.
تخفيض يصل إلى 50 % للطالب الحاصل على المركز الأول في كل دفعة.
منحة دراسية كاملة سنويًا للحافظين لكتاب الله الكريم.
تخفيضات تصل إلى 25 % للجهات الراعية التي تتحمل دفع الرسوم الدراسية.
تُظهر هذه السياسات التزام الجامعة بدعم الطلاب المتفوقين لضمان استمرارهم في التعليم الأكاديمي الراقي وتأهيلهم ليكونوا قادة مؤثرين في المجتمع.
رسالة الجامعة
مشروع المستشفى الجامعي ليس مجرد منشأة طبية، بل تجسيد لرؤية تربط التعليم والبحث والخدمة المجتمعية. إنه استثمار استراتيجي في الإنسان والمكان، وفي المستقبل المهني والوطني، ومن المتوقع أن يُحدث دفعة نوعية في التعليم الطبي والبحث العلمي وخدمة المجتمع، ويعزز موقع الجامعة باعتبارها منارة أكاديمية في اليمن والمنطقة.
الشكر موصول أولًا لله، ثم لكادر الجامعة الأكاديمي والإداري، وللجهات الرسمية والسلطة المحلية، ولكل شركاء النجاح على مستوى الجهات أو الأفراد، وجزيل الشكر لصحيفة 14 أكتوبر وصحفييها المتميزين على تغطيتهم هذا المشروع التاريخي.
