عرض مهيب من الحرس الملكي واحتفال عسكري شارك فيه 1300 فرد من القوات المسلحة البريطانية

لندن / 14 أكتوبر / متابعات:
استقبل الملك تشارلز الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم الأربعاء في ثاني زيارة دولة يقوم بها لبريطانيا وسط مظاهر احتفالية غير مسبوقة وإجراءات أمنية مكثفة والإعلان عن استثمارات في قطاع التكنولوجيا واحتجاجات مزمعة.
وقد استقبل الرئيس الأميركي وزوجته ميلانيا عند نزولهما من المروجية ولي العهد الأمير وليام وزوجته كاثرين، ثم الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا، تحت سماء غائمة.
وكان الشارع الرئيسي في وندسور مزيناً بالأعلام البريطانية والأميركية بهذه المناسبة. وانتشرت أعداد كبيرة من عناصر الأمن في هذه المدينة الواقعة على بُعد نحو 40 كيلومتراً غرب لندن.
ووصل ترمب وزوجته ميلانيا إلى قلعة وندسور، أقدم وأكبر قلعة مأهولة في العالم وموطن العائلة المالكة البريطانية منذ ما يقرب من 1000 عام، حيث يشمل عرض الاستقبال الملكي في القلعة موكب عربات ملكية على بساط أحمر وتحية عسكرية ومأدبة فاخرة. وتقول بريطانيا إنها ستكون أكبر مراسم استقبال عسكرية لزيارة دولة في الذاكرة الحية.
وسط إجراءات أمنية مشددة، بدأت زيارة الدولة التي تستمر يومين بعرض مهيب من الحرس الملكي وباحتفال عسكريٍ غير مسبوق شارك فيه 1300 فرد من القوات المسلحة البريطانية.
بعد التحية الملكية التي أُطلقت من القصر وبرج لندن، شارك الأزواج الثلاثة في موكب بالعربات، ولكن داخل نطاق القصر وليس في شوارع المدينة كما كان الحال خلال زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في يوليو.
وسيعرض أفراد العائلة المالكة على الرئيس والسيدة الأولى مقتنيات تاريخية من المجموعة الملكية المتعلقة بالولايات المتحدة.
في وندسور، يحظى الرئيس الأميركي بشرف فريد يتمثل في استعراض غير مسبوق لحرس الشرف الذي يتألف بشكل استثنائي من ثلاثة أفواج من الحرس الملكي، برفقة فرقة موسيقية وطبول وعزف لمزمار القربة في فناء القصر.
بعد غداء خاص مع العائلة الملكية، سيضع الزوجان ترمب الزهور على قبر الملكة إليزابيث الثانية التي توفيت في سبتمبر 2022، في كنيسة القديس جورج.
يسبق المأدبة الملكية التقليدية التي يشارك فيها نحو 150 ضيفاً عرض جوي غير مسبوق بمشاركة مقاتلات بريطانية وأميركية من طراز "أف 35" وفريق "السهام الحمراء" التابع لسلاح الجو الملكي.
وترمب من المعجبين بالأسر المالكة ولم يخف سعادته بكونه أول رئيس أميركي، وأيضاً أول سياسي منتخب، يُدعى من قبل ملكة أو ملك بريطانيا لزيارتين. وعند وصوله، أبلغ الصحافيين أنه يحب بريطانيا. وقال "إنها مكان مميز للغاية".
من المقرر أن تشهد الزيارة توقيع الدولتين صفقات تتجاوز قيمتها 10 مليارات دولار في إطار تجديد "العلاقة الخاصة" التي يحرص رئيس الوزراء كير ستارمر على تعزيزها.
وأعلنت شركة الأدوية البريطانية "غلاكسو سميث كلاين" (GSK) اليوم الأربعاء استثمار 30 مليار دولار في الولايات المتحدة على مدى خمس سنوات. وأوضحت المجموعة في بيان أن هذه الأموال ستُستخدم في البحث والتطوير وكذلك في الطاقة الإنتاجية، فيما تواجه شركات الأدوية ضغوطاً من الرئيس الأميركي للاستثمار والإنتاج في بلاده.
وكان وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت ووزيرة المالية البريطانية ريتشل ريفز على رأس الفعاليات التي سبقت وصول ترمب، إذ أعلنا عن تشكيل "فريق عمل عبر الأطلسي" لتعزيز التعاون بين اثنين من أكبر المراكز المالية في العالم.
ويستقبل الملك تشارلز الرئيس ترمب، اليوم الأربعاء، في يوم مليء بالاحتفالات في قلعة وندسور ضمن عرض ملكي للقوة الناعمة التي يأمل ستارمر أن توفر له حماية من الأخطار المحتملة في وقت لاحق من الزيارة.
من المتوقع أن تمنح الزيارة الرئيس ترمب فرصة لصرف الأنظار، وذلك بعد أقل من أسبوع على مقتل حليفه المقرب، الناشط المحافظ تشارلي كيرك، بالرصاص خلال فعالية بولاية يوتا، وهي عملية اغتيال يبدو أنها تركت أثراً بالغاً في الرئيس.
ويسعى ستارمر أيضاً إلى تحويل الأنظار نحو الشؤون الجيوسياسية والاستثمار بعد أسبوعين عصيبين هزا مكانته السياسية. إذ اضطر أولاً إلى إقالة نائبته أنجيلا رينر، ثم بعد ستة أيام فقط أقال سفير بلاده لدى الولايات المتحدة بيتر ماندلسون بسبب علاقاته بجيفري إبستين المدان بجرائم جنسية، الذي توفي عام 2019.
ويريد ستارمر تقديم بريطانيا كوجهة جاذبة للاستثمار الأميركي من خلال تعزيز الروابط بين قطاعات الخدمات المالية والتكنولوجيا والطاقة وربطها بشكل وثيق بنظيراتها الأكبر في الولايات المتحدة في محاولة لدفع عجلة النمو الاقتصادي الذي تحتاجه البلاد بشدة.
وفي هذا السياق، من المقرر أن يحضر عدد من كبار رجال الأعمال، من بينهم الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا" جنسن هوانغ إلى جانب سام ألتمان من "أوبن أي.آي"، في حين أعلن مسؤولون أميركيون كبار، الإثنين، أن صفقات تتجاوز قيمتها 10 مليارات دولار ستُكشف خلال الزيارة.
وقالت شركة "مايكروسوفت"، إنها ستستثمر ما يزيد على 30 مليار دولار على مدى الأربعة أعوام المقبلة، في حين ذكرت شركة "غوغل" أنها ستستثمر 5 مليارات جنيه إسترليني (6.8 مليار دولار) وسيذهب جزء منها إلى مركز بيانات جديد قريب من لندن سيسهم في تلبية الطلب على خدمات الذكاء الاصطناعي.