تحشيد وإسقاط متبادل للطائرات بين الجيش و"الدعم السريع" بكردفان ومذكرة جماعية تدعم "الرباعية"



الخرطوم / 14 أكتوبر / متابعات:
قُتل 40 شخصا على الأقل وأصيب آخرون في هجوم على تجمع عزاء في الأبيض عاصمة شمال كردفان بالسودان، بحسب ما أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية اليوم الأربعاء .
ولم يحدد المكتب الجهة التي تقف وراء الهجوم فيما تشتد المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدن كردفان.
وحذر من أن "الوضع الأمني في منطقة كردفان مستمر في التدهور".
وأعلن مجلس الأمن والدفاع السوداني في اجتماعه الطارئ، أمس الثلاثاء، برئاسة الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان، التعبئة العامة والاستنفار للقضاء على "ميليشيات الدعم السريع".
وأعلن وزير الدفاع السوداني حسن كبرون، أمس، أن الجيش سيواصل استعداداته لمواصلة القتال، كحق وطني مشروع لحماية الوطن واستعادة الاستقرار، مؤكداً في الوقت نفسه ترحيب المجلس بكل جهود ومبادرات السلام.
عبر المجلس عن شكره للولايات المتحدة ومستشار الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية مسعد بولس، على مساعيه ومقترحاته الرامية لدعم الحلول السلمية.
وقرر المجلس، تشكيل لجنة وطنية متخصصة بالشأن الإنساني لتنسيق الجهود مع المنظمات المحلية والدولية، وضمان وصول المساعدات إلى المتضررين في مناطق النزاع، كما قرر عودة الحكومة الانتقالية فوراً من مدينة بورتسودان إلى الخرطوم لمباشرة مهامها من مقارها الرسمية هناك، بعدما أصبحت الخرطوم آمنة بالكامل عقب استكمال عمليات التمشيط وعودة الاستقرار إلى معظم أحيائها ومؤسساتها الحكومية.
وشارك في الاجتماع كل من رئيس الوزراء كامل إدريس، وأعضاء المجلس السيادي من المكونين المدني والعسكري، إلى جانب رئيس هيئة الأركان، ومدير الاستخبارات، ونائب مدير جهاز الاستخبارات العامة، وعدد من الوزراء المعنيين.
كما شدد المجلس، على أن عودة الحكومة إلى الخرطوم تمثل بداية لمرحلة جديدة من إعادة الإعمار واستعادة الحياة الطبيعية، مجدداً التزامه الكامل حماية المدنيين وضمان استمرار الخدمات الأساسية.
وكانت الحكومة السودانية قد أجرت قبيل انعقاد اجتماع المجلس، مشاورات مع شركائها في حركات دارفور المسلحة الموقعة على اتفاق سلام جوبا، في شأن الموقف من مقترح الهدنة الإنسانية الذي تطرحه الولايات المتحدة.
وكان كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس أعلن أن كلاً من الجيش و"الدعم السريع" رحباً مبدئاً بمقترح هدنة إنسانية في جميع أنحاء السودان، وفق خيارين لمدتها، ثلاثة أو تسعة أشهر.
وتضمن مقترح الهدنة الأميركي، أربعة مبادئ عامة، تؤكد وحدة وسيادة السودان، وتشدد على أهمية إنهاء الأزمة، والتزام كل من الجيش و"الدعم السريع" بحسن النيات، كما يشمل المقترح أيضاً مواقيت ومدة للهدنة، وفصل القوات، وضمانات لوصول آمن وبلا قيود للمساعدات الإنسانية، على أن يتم إنشاء لجنة للتنسيق في السودان تصدر تقاريرها في شأن أي انتهاكات للهدنة الإنسانية.
ومنذ بدء الحرب منتصف أبريل 2023، فشلت نحو 12 هدنة في تحقيق وقف لإطلاق النار بسبب الانتهاكات المتكررة من الجانبين المتحاربين، على رغم الجهود الدولية والإقليمية.
وكشفت مصادر ميدانية أن الجيش دفع في أعقاب قرار مجلس الدفاع الوطني، بتعزيزات عسكرية كبيرة إضافية من قوات العمل الخاص والقوات المشتركة إلى مناطق العمليات بالمحاور الغربية، كما أعلن عضو مجلس السيادة الانتقالي ومساعد القائد العام للجيش، الفريق ياسر العطا، لدى مخاطبته قادة القوات المشتركة والمساندة، أمس، أن (الجنجويد) سيهربون من كردفان ودارفور، كما فروا سابقاً من الخرطوم والجزيرة وسنار والنيل الأبيض.

ميدانياً تابع الطيران الحربي والمسير للجيش غاراته الجوية مستهدفاً تجمعات لقوات "الدعم السريع" في محور الصحراء بمنطقة المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا.
وفي محور شمال كردفان المرشح لتصعيد واسع في المعارك خلال الفترة القليلة القادمة، يواصل الجيش وحلفاؤه حشد قوات كبيرة في محيط الأبيض وتطويق مدينة بارا في الوقت نفسه وعقب سيطرتها على الفاشر بدأت قوات "الدعم السريع" تحشد قواتها وآلياتها استعداداً لما وصفتها بمعارك مدينة الأبيض.
وفي غرب كردفان اقتحمت قوات "الدعم السريع"، عدداً من القرى بمنطقة (أبوراي) بولاية غرب كردفان، وأطلقت النار بكثافة باستخدام الأسلحة الثقيلة لترويع المواطنين، كما اختطفت مواطنين من منطقة (خشوم) بالولاية.
وذكر بيان لغرفة طوارئ دار حمر، أمس، أن عناصر الميليشيات قاموا بتجميع السكان في الساحات العامة وأجبرتهم على التصوير مع أفرادها، وإعلانهم الولاء لما يسمى "حكومة تأسيس" الموازية تحت تهديد السلاح.
أشار البيان، إلى أن ما يجري في غرب كردفان يعكس نهج الميليشيات في فرض الولاء بالقوة، واستغلال حالة الفراغ الأمني لإرهاب المواطنين العزل، مطالبة السلطات بالتدخل العاجل لحماية الأهالي وتأمين القرى من أي اعتداءات جديدة.
وفي الولاية الشمالية وضمن تداعيات سقوط مدينة الفاشر في قبضة "الدعم السريع"، أصدرت السلطات المحلية في مدينة الدبة قراراً بوقف شحن جميع أنواع البضائع إلى ولايات دارفور وكردفان التي تخضع حالياً لسيطرة قوات "الدعم السريع".
وكانت قوات "الدعم السريع" أعلنت في أكتوبر 2024 عن قرار يقضي بمنع مرور المنتجات الزراعية والحيوانية والمعادن من مناطق سيطرتها في غرب السودان إلى الولايات التي تخضع لسيطرة الجيش في شمال وشرق ووسط البلاد.
وأعلنت قوات "الدعم السريع" أن دفاعاتها الجوية تمكنت، أمس الثلاثاء، من استهداف طائرة حربية من طراز (إليوشن) تتبع للجيش السوداني في سماء مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان.
وكانت مصادر عسكرية، قد أكدت سقوط طائرة تتبع للجيش في مدينة بابنوسة نتيجة لعطل فني مفاجئ، عقب تنفيذها عملية ناجحة لإسقاط إمدادات للفرقة 22 بالمدينة.
وأكدت فرقة الجيش، أن مضاداتها الأرضية، أسقطت أمس طائرة مسيرة استراتيجية تتبع للميليشيات حاولت استهداف مقرها بالمدينة، مشيرة إلى أن قواتها على أتم الاستعداد والتأهب للتصدي لأي محاولة عدائية.
سياسياً من المتوقع أن تستضيف العاصمة المصرية القاهرة منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري جولة جديدة من المشاورات بين القوى السياسية السودانية، ضمن أجندة رئيسة هي مناقشة الآليات اللازمة لعقد حوار سوداني - سوداني.
وكانت جلسة مشاورات مماثلة قد انعقدت قبل أيام بمدينة نيون السويسرية برعاية منظمة (بروميدييشن) الفرنسية، ضمت عديداً من القوى السودانية، اتفق فيها المشاركون على ضرورة وقف الحرب والانتظام في عملية سياسية شاملة.

على نحو متصل وصل إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أمس، وفد قيادي من تحالف القوى المدنية الديمقراطية الثورية "صمود" لعقد لقاءات مع المنظمات الإقليمية والدولية والبعثات الدبلوماسية لدفع جهود وقف الحرب وإحلال السلام في السودان.
ويعمل الوفد وفق بيان إعلامي للتحالف، على إجراء مناقشات موسعة تضمن تعزيز الدور الإقليمي والدولي في تيسير وقف عاجل لإطلاق النار، وتوصيل المساعدات الإنسانية لمستحقيها، وابتدار عملية سلمية حقيقية بقيادة وملكية سودانية تخاطب جذور الأزمة وتضع أسس سلام عادل ومستدام.
