


14 أكتوبر/ خاص :
تعز / أصيل البريهي :
شهدت مديرية جبل حبشي بمحافظة تعز سيولاً جارفة نتيجة الأمطار الغزيرة تسببت في سقوط ضحايا وخسائر بشرية ومادية كبيرة وسط حالة من الحزن والصدمة التي خيمت على الأهالي.
وقالت مصادر محلية إن السيول داهمت عدداً من القرى في عزلة المراتبة وأدت إلى وفاة عدد من المواطنين، فيما جرفت المياه منازل وأراضي زراعية وألحقت أضراراً بالطرقات ما أدى إلى قطع بعض الطرق الحيوية وعزل القرى عن بعضها.
وفي مشهد مأساوي فقدت أسرة بجاش علي في قرية العراري منطقة المحصب اثنين من أفراد الاسرة، فيما أصيب ثلاثة آخرون بجروح متفاوتة، بينهم ثلاث نساء بعد أن جرفتهم السيول من أمام منزلهم. وأوضح أقارب الضحايا أن الأهالي عثروا على جثتي الاثنين بعد ساعات طويلة من البحث وفي وسط الوحل والصخور، في الوقت الذي يرقد فيه المصابون بآلام جروحهم .
إحصائية بأضرار السيول
أعلن مدير مكتب الإعلام بمديرية جبل حبشي الاستاذ صفوان الجبيحي عن الإحصائية للأضرار البشرية والمادية التي خلفتها سيول الأمطار الأخيرة في قرى عزلة المراتبة وسوق الخميس وعدد من قرى عزلة البريهة.
وأوضح أن السيول أسفرت عن وفاة شخصين، هما: فؤاد بجاش علي وابنة أخيه إضافة إلى إصابة ثلاثة آخرين وهم: محمد بجاش، وزوجة فؤاد بجاش وبنت فؤاد بجاش علي.
وأشار إلى أن السيول جرفت خزانات مائية وسيارات متعددة كما ألحقت أضراراً بالممتلكات الزراعية حيث جرفت أجزاءً من الأراضي الزراعية وأربعة مطابخ كانت على مقربة من مجرى السيول في قرية الأجراف بعزلة المراتبة.
كما تسببت السيول في انقطاع الطرق الرئيسية والفرعية لقرى عزلة المراتبة (العراري، الأجراف المحصب، خنبة والسعيد) وسوق الخميس في بني بكاري، وجرفت 500 عود نحل وثلاثة حمير وثلاث أبقار و50 رأساً من الأغنام، إضافة إلى 30 مسكناً في مخيم السعيد للنازحين.
وأكد مدير مكتب الإعلام أن الأضرار المادية والبشرية تركزت بشكل خاص في قرية العراري و المحصب الأجراف بعزلة المراتبة، إضافة إلى ممتلكات المواطنين والتجار في سوق الخميس داعياً الجهات المختصة إلى التدخل العاجل لتقديم المساعدة وإغاثة المتضررين.
سيول مفاجئة وقوية
المواطن يحيى السعودي من أبناء المنطقة أوضح أن السيول كانت مفاجئة وقوية واستمرت لفترة كبيرة وجرفت معها بعض الأشخاص على مسافات طويلة تقدر بـ10 كيلو مترات.
وأكد يحيى أن الأهالي عثروا على جثث الضحايا بعد معاناة ومشقة؛ لأن الحادثة بمنطقة جبلية وعرة وكانت المنطقة مظلمة وهو ما صعب البحث عن الضحايا .
واضاف يحيى أن هذه السيول لم يسبق أن حصلت بهذه الكثافة منذ 40 سنة.
انجراف أراض زراعية
من جانبه تحدث المواطن أحمد حسان العكوري بصوت يملؤه الحزن: لم يكن لي من مصدر عيش سوى هذه الأرض التي ورثتها عن أبي أزرعها وأعتمد عليها بعد الله لإعالة أسرتي، زرعتها بجهدي وعرقي وبدأت المحاصيل تكبر أمام عيني كأمل جديد لحياتي، لكن السيول جرفت كل شيء في لحظات وكأنها أخذت معي أحلامي وما تبقى لي من رزق.
أملنا كبير بالله أولاً ثم بالجهات الرسمية أن تقف معنا وتساعدنا على تجاوز هذه الكارثة المأساوية.
منازل متضررة
وقال المواطن مفيد القحطاني إن منزله تعرض لأضرار كبيرة نتيجة الأمطار الغزيرة وتدفق السيول مؤكداً أن أسرته في غيابه واجهت لحظات صعبة ومخيفة .
وأضاف القحطاني: كنت خارج المنزل بينما كانت أسرتي داخله وكنت أراهم من الجهة الأخرى لمكان عبور السيل ولم أستطع الوصول إليهم لإنقاذهم بسبب كثافة المياه وقوة السيل ، كل ما كنت أسمعه هو صراخهم وكان الخوف يملأ قلبي.
وتابع القحطاني قائلاً: الحمد لله تمكنت أسرتي من الوصول إلى سطح المنزل ونجوا بأعجوبة رغم امتلاء البيت بالمخلفات الناتجة عن السيول.
وأكد القحطاني أن هذه التجربة كانت صعبة جداً، معبراً عن شكره لله على سلامة أسرته ومناشداً الجهات المعنية بضرورة تقديم الدعم للمتضررين من السيول والأمطار.
خوف وهلع الأطفال
نهى مفيد الطفلة الصغيرة من قرية الاجرف وصفت لحظة تدفق السيل بكلمات مليئة بالخوف والرعب: كنت خائفة جدًا والسيل كان قويا جدًا وأخذ كل ألعابي وفرشي ولم يدخل أحد لإنقاذنا.
وأضافت الطفلة بصوت مرتجف: لم أكن أعرف ماذا أفعل فقط كنت أبكي وأصرخ وأدعو الله وأتمنى أن ننجو.
كلام الطفلة نهى يعكس حجم الرعب الذي عاشه الأطفال أثناء السيول الجارفة، ويبرز الحاجة الماسة لتأمين الحماية لهم وتأهيل الملاجئ الطارئة لمواجهة مثل هذه الكوارث الطبيعية.
وتأتي هذه الكارثة في ظل ضعف البنية التحتية وشبكات تصريف السيول في المنطقة ما يجعل القرى عرضة لمخاطر متكررة مع كل موسم أمطار.
ويأمل الأهالي أن تجد أصواتهم صدى لدى الجهات المعنية وأن يتم التحرك العاجل للتخفيف من معاناتهم.