ريما إبراهيم فائق بعد أن غسلت وجهي بالصابون لأمسح الخطين اللذين تركهما الدمع فوق وجهي، جلست في المطبخ لأضع كمادة ثلج فوق خدي الأزرق و تحت عيني تماما ، لملمت شعري الذي تناثر ، ربطته، وارتديت شالي، ولم أضع مكياجي المعتاد .... عاد.سمعت صوت خرخشة مفاتيحه، فوقفت أمام الباب لأستقبل الضيوف القادمين معه ، فتح الباب و هو ينظر وراءه : - تفضلوا ...أهلا و سهلا .ابتسمت النساء ، دخل الرجال سريعا إلى مجلسهم، لم يلتفت إلي أحد منهم بعد ، كنت أسمعه يضحك و صوته يعلو مع إخوتي مجادلا ومازحا .تحلقت النساء حولي في المجلس المقابل لمجلس الرجال ، قالت إحداهن بصوت خفيض :- كالعادة ؟!!- نعم .- ولماذا هذه المرة ؟ - نسيت وضع سكر في كأس الشاي . تمتمت إحداهن بدعاء عليه تجاهلت التأكيد عليه أو حتى رده.حملت صينية الشاي، وقفت أمامه ليتناول كأسه:- السكر تمام .تجاهلني ، لم يرفع وجهه لينظر إليّ حتى .انشغل إخوتي بالحديث .قالت أحداهن غاضبة و هي تنظر إليه بحقد قديم:- و بعدين ؟!!!- ماذا أفعل ؟ - لا بد أن تضعي له حداً .- كيف ؟ !! ماذا أفعل بجنونه ؟؟؟ألقت إحداهن اقتراحا مفاجئا : - طلقيه .لكزتها أخرى في خاصرتها :- يا سلام ... و الأولاد ؟!!- يكفيهم ما يرونه كل يوم من أذى . لم أشاركهن الحديث ... حملت أطباق الفواكه إلى الرجال ، وزعتها عليهم ، ضحك الرجال لنكتة ألقاها، فتعمدت أن أجلس بينهم، أصاب أخي الأكبر وجوم حين رأى وجهي :- ما هذا ؟ لم خدك أزرق ؟رفع زوجي رأسه بسرعة ، نظر إلي ذاهلاً، في عينيه ذعر اشتهيه،شعرت بنشوة خوفه تسري في جسدي، وضعت يدي على خدي، و التزمت الصمت، اقترب أخي الأصغر مني، أزاح يدي عن خدي :- هذه كدمة قوية ، ماذا حدث ؟ مسح زوجي عرقه ووجهه تكسوه حمرة خزي ، هز رأسه كما أعرفه حين يرجوني لأفعل شيئاً ... شعرت بمتعة تهديده :- لا لا ... بسيطة ... لم تعد تؤلمني . نظر إخوتي إليه ، سأله أحدهم :- ما سبب كدمتها الزرقاء ؟تململ في مقعده ، مسح عرقه، سعل :- لقد سقطت آنية المطبخ فجأة عليها . رمقته ساخرة :- آنية المطبخ ؟ - نعم نعم ... يا الله كم توجعتِ حينها مسكينة يا حبيبتي ... قلت لك أكثر من مرة لا تملئي الخزانة هكذا . رأيته يفرك يديه ببعضهما، كان طفلاً كاذباً و سيظل، شعرت بغضب إخوتي يتصاعد ، وقفت لأجمع الصحون، أمسكني أخي من ساعدي قال بصرامة :- آنية المطبخ ؟!!لم أنظر إليه ، لكنني كنت أدرك أنه يجلس ورائي مرتبكاً قلقاً خجلاً: - آنية المطبخ طبعا .ابتسمت . قلت و أنا أغادر المكان:- و من أين لي بهكذا كدمة إذن؟؟ سمعته يتنهد، و عاد صوته يرتفع ، يعلو و ينخفض، تناسى الجميع خدي الأزرق لهذه الليلة . كل ما أتذكره الآن و أنا أضع يدي أمام المجبر يلفها بالجبس أنه أقسم لي شاكرا أنه لن يتطاول علي بالضرب مرة أخرى لأنني كنت( أصيلة ) جداً معه ... ولن ينسى أبدا كيف حفظت أسرار بيتنا نائمة في بيتنا كزوجة مثالية .