زنجبار / عبدالله بن كدة :نظم مكتب التربية والتعليم ونقابة المهن التعليمية والتربوية في محافظة أبين يوم أمس فعالية ثقافية رمضانية بحضور وكيل المحافظة المساعد / د . حمود السعدي وقيادة مكتب التربية والنقابة وعدد من الإخوة مديري المدارس والتربويين.وفي بداية الأمسية تحدث الأخ / علي محمد فضل مدير عام مكتب التربية في المحافظة مرحباً بالحاضرين ومقدماً الشكر للأخ / د . علوي عمر مبلغ أستاذ الفكر العربي المعاصر بجامعة عدن علي تلبيته الدعوة, مستعرضاً جملة من المهام الملقاة على عاتق قطاع التربية والتعليم في المحافظة في تنوير فكر النشء وتغذيتهم بثقافة الوسطية والاعتدال إلى جانب حبهم للعلم ومثابرتهم فيه وتجنيبهم أوكار التطرف والغلو وتوجيههم نحو الأهداف الوطنية النبيلة والتنمية ليسهموا في بناء المستقبل المزدهر المتحرر من القيود والأفكار الهدامة, داعياً الجميع إلى أن يكون العام الدراسي الحالي 2008 - 2009م عام النشاط والجدية.ثم قدم / د . مبلغ إلى الحاضرين والذي بدوره بدأ حديثه بمحاضرته عن الإسلام وعقلنة الخطاب الديني, مشيراً إلى أهمية هذا الجانب وتشعباته وأخذ ما يتعلق منه بحياتنا العامة ومسؤوليتنا الوطنية والأخلاقية تجاه مواطنينا وأجيالنا لما يهدف من تحصينهم من الانزلاقات في بؤر التطرف والعنف والفرقة والأفكار التي تهدم كل ما هو حضاري ومتطور .. وما يساعدنا في أن نجعل الخطاب الديني في أوساط المجتمع خطاباً معتدلاً هادفاً وبناءً لا يتعارض مع طموحات شعبنا في مواكبة التطورات المتسارعة التي يشهدها القرن الحادي والعشرون مع التزامنا بعقيدتنا السمحاء وما جاء في الكتاب والسنة اللذين يدعوان إلى التسامح والمحبة والسلام والتعايش مع الآخرين والاستفادة منهم وإفادتهم, كما أشار إلى ضرورة استخدام العقل في الخطاب الديني الموجه وعدم الانجرار وراء العواطف وما يحاك ضد الإسلام ومحاربته من قبل أعدائه من خلال تقسيم المسلمين إلى طوائف ومذاهب وفرق تتصارع فيما بينها باسم الإسلام الحنيف الذي يدعو إلى التآخي والمساواة, مستنداً على بعض من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة في هذا المنوال والتي تؤكد أن الناس متساوون ولا فضل لأحد على أحد إلى بالتقوى.واستعرض عدداً من تجارب الحركات الإسلامية التي ساهمت في تحرر الشعوب والنهوض بها ودعت إلى التقارب والتعاون, وكيف انجرت بعضها إلى الدعوات المغرضة التي أساءت إلى الإسلام والمسلمين ونفذت أهدافاً لأعداء الأمة دون وعي وفي النهاية تحولت نفسها إلى عدو رئيسي لأربابها, وأشار إلى ما عانته عدد من الدول من التطرف والعنف باسم الدين وأثر ذلك في الحياة العامة والعلاقات الاجتماعية وإعاقة التنمية, وأكد د . مبلغ أهمية توحيد المرجعية الدينية وتقارب الرؤى والأفكار للحد من الصراعات والفرقة.كما استعرض بعضاً من الأحداث التي نتجت عن الخطاب المتشنج في بلادنا وثقافة العنف ومنها أحداث سيئون والسفارة الأمريكية في صنعاء والتي كان ضحاياها من الأبرياء ورجال الأمن وهم إخوة مسلمون لا يجوز قتلهم إلا بالحق والشرع. كما أشار في رده على عدد من الاستفسارات إلى ما يدور حالياً من خطاب ضد العملية الانتخابية والقيد والتسجيل للمواطنين في ممارسة حقهم الذي كفله لهم الدستور والقوانين والأنظمة التي لا خلاف عليها ولا تتعارض مع الأحكام الشرعية والإسلام.وأختتم حديثه بالتمنيات أن ينعم الله على بلادنا بالأمن والاستقرار ويلهمنا السداد والرشاد وينعم علينا بنعمة الإسلام الداعي إلى الوحدة والمحبة والسلام.
|
تقارير
الإسلام وعقلنة الخطاب الديني في الأمسية الرمضانية التربوية في أبين
أخبار متعلقة