
كانت علاقة الصداقة بيننا قوية وتسمح لي بالاطلاع على تلك التفاصيل في حياته، وكنت أداعبه أحيانا وأقول له: يا أخي شيبتني.. كيف ملحد وأنت لا تسكر ولا تعربد وما معك في نهار رمضان إلا التدخين في السر؟
فيقول لي: ما عندي رغبة للسكار والعربدة وإطلاق العنان لإشباع شهواتي والاستمتاع بالملذات، فأضحك وأقول له: طيب ملحد ليه؟ وعلى أيه؟ خليك معانا وخلاص.
وقبل يومين فوجئت به يرسل لي رسالة عبر الماسنجر، معيدا التواصل بيننا، وعلمت منه أنه في الدنمارك ومستقر هناك، هو وزوجته التي توفيت منذ سنوات، ويعيش وحيدا في شقته، وإنه ما يزال على شيوعيته وإلحاده ...
قلت له: ثاني برضه؟
فضحك وقال: آه.. ثاني!! بس هالمرة ماني حالي غريب وحدي أنتم حالتكم مثل حالي..
قلت له: كيف يعني؟
قال: زين زين أوضح لك، عمي أنتم لا عندكم عملة فيها عافية، ولا عندكم رواتب، ولا عندكم كهرباء ولا ماء ولا خدمات مثل البشر ولا صحة وتطبيب تقدرون عليه، وكله ماكو ماكو ماكو.. صحيح، أو مو صحيح؟
قلت: بلى.. وعاد في أشياء تخلي شعر الرأس يتركز.
قال: زين.. ليش سكوتكم على هاي البلاوي ؟ وعلى شنو راضين بشنباتهم؟ بس أني ما أقول لك خليك معنا مثلما أنت كنت تقول لي!!!
قلت له: خلاص ... خلاص واحدة بواحدة!!!!
وإلا قول لك: حتى لو قلت لي خليك معنا، من فين با نجيب المصاريف لمقاضي الإلحاد؟ ... ما قدرنا على توفير مصاريف الإيمان اللي ما تكلف، فكيف عاد با نقدر على مصاريف الإلحاد اللي يبا له ويبا له ويبا له.