علماء دين ومواطنون يؤكدون :
صنعاء / سبأ:يتفق الجميع - علماء دين ومواطنين على أهمية وجوب دفع الزكاة التي تعد الركن الثالث من أركان الإسلام، ولا يمكن التهاون بشأنه أو التقليل منه وأن تُسلم إلى القائمين عليها والمكلفين من قبل الدولة في مختلف محافظات الجمهورية.بهذا الخصوص يوضح الشيخ خليل سلام إمام مسجد بمحافظة عدن أن الله سبحانه تعالى هو الذي خلق الغني والفقير وجعل ما عند الغني من زكاة تكفي لسد حاجة الفقير ولهذا فرض الله تعالى الزكاة وجعلها ركنا من أركان الإسلام وأنها عبارة عن ميزان تؤخذ من الأغنياء وترد إلى الفقراء .. منوهاً بأنه لو اختل هذا الميزان لازداد الغني غنى والفقير فقراً ولأختل ميزان الحياة وانتشرت الرذيلة والفواحش والسرقات وغيرها .ولفت إلى أن الخليفة أبوبكر الصديق رضي الله عنه قاتل مانعي الزكاة حتى قال ( لو منعوني عقال بعير كان يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم عليه) .وقال” كذلك نجد في فلسفة الإسلام بالنسبة إلى الملك للمال إنه ملك استخلاف وليس ملكا حقيقيا وعليه فأنت مستخلف في هذا المال فيجب أن تنفقه فيما شرع له لقوله تعالى ( وآتوهم من مال الله الذي آتاكم) فالآية تبين بوضوح ان المالك الحقيقي لهذا المال هو الله فكما أعطاك هذا المال وأغناك فهو قادر أن يحرمك “.وأضاف أنه لا يمكن أن يحفظ الأغنياء حقوق الفقراء إلا في إطار الالتزام بما جاء في كتاب الله وسنه رسوله لقوله تعالى ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم).وشدد الإسلام على أهمية الابتعاد عن المحاباة والمجاملة ونحوها وعليه فإنه ينبغي على الأغنياء البحث بأنفسهم عن الفقراء والمحتاجين أو الاستعانة بمن يثقون فيه لإيصال هذه الأموال إلى أصحابها، مشيرا إلى أن توزيع الزكاة بالطريقة الصحيحة التي أمر بها الله ورسوله كانت سبباً من أسباب الحد من الفقر في المجتمع.ولفت إلى أن الزكاة عندما وزعت بالطريقة الصحيحة في عهد عمر بن عبدالعزيز قضت على الفقر وعادت أموال كثيرة بعد أن استكفى المسلمون منها وبلدهم إلى الخليفة الراشد الذي قال أعيدوها إلى فقرائهم قالوا لم يعد هناك فقير منهم قال إذا زوجوا بها شبابهم .ويشير حسين عبد الجبار مواطن في محافظة عدن إلى أن الزكاة ركن عظيم من أركان الإسلام وأن علماء الإسلام قد أجمعوا على وجوبها باعتبارها فريضة من فرائض الإسلام .ونوه بأن الكثير من الناس يجهلون عظمة هذا الركن وفوائده ويتجاهلون ويتقاعسون عن تأديته، وللزكاة فوائد وثمار جليلة وعظيمة في توحيد الأمة وتحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع وتجعل الغني يعطف على الفقير لان الله سبحانه وتعالى جعل في مال الغني حقا معلوما للفقير والمسكين والمحتاج. وأعتبر أن التهرب والتحايل على دفع النصاب القانوني من الزكاة من قبل المكلفين بدفعها يعرضهم للعقاب في الدنيا والآخرة لكون الزكاة ركنا من أركان الإسلام لا يسقط بالتقادم ويظل معلقا في ذمة الإنسان إلى يوم القيامة.وقال “ الزكاة هي طهارة للإنسان والمال وتطهر النفوس من الأخلاق الرذيلة ومن البخل وهي حق معلوم في أموال الأغنياء للفقراء يكفر من أنكر فريضتها ويفسق من تكاسل وتقاعس عن دفعها”.وأكد أن المبادرة بدفع الزكاة وما على الإنسان من متخلفات ومستحقات زكوية تجسد الالتزام والسلوك القويم للمواطن الصالح الحريص على تزكية نفسه وماله وتقدم صورة ناصعة للإسلام في عملية التكافل الاجتماعي والتراحم بين مختلف أفراد المجتمع. [c1]جباية الزكاة من مهام الدولة [/c]حمدي الفقيه موظف من محافظة تعز يقول إن الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام والتهرب من دفعها غير جائز شرعا وعلى الدولة اتخاذ كافة الإجراءات التي تكفل بها تحصيل الزكاة من المكلفين، ومصارف الزكاة محددة في القرآن على سبيل الحصر ولا يمكن الاجتهاد فيها ولذلك فجباية الزكاة تتم من قبل الدولة كونها المسؤولة عن الجباية كما ورد التشديد على ضرورة دفعها لولي الأمر، وعلى المزكي ان لايهمل أقاربه المحتاجين فيكون لهم نصيب منها .وينصح الفقيه الجهات التي تقوم بتحصيل الزكاة بأن تقوم بتوزيعها في مصارفها الشرعية لا في تنفيذ المشاريع التنموية مثل الطرقات والمدارس وغيرها لان هذه المشاريع لها مواردها الخاصة بها ولأنها ليست من مصارف الزكاة الشرعية ومتى ما تحقق ذلك ستكون هناك ثقة لدى المزكي بان ما يدفعه يذهب كما حدده الشرع . [c1]دور السلطة المحلية [/c]ويشير محمد عبد الله الشامي مدير فرع جامعة العلوم والتكنولوجيا بمحافظة إب، إلى أن الزكاة كانت سابقا تدفع مركزيا في صنعاء يدفع المركز الرئيسي للجامعة الزكاة عن كل الفروع في الجمهورية، غير أنه من العام الماضي 1429 هـ كان هناك مطالبة من السلطة المحلية.مضيفاً “ لكننا في هذا العام اضطررنا إلى تسليم الزكاة عن الفرع إلى إدارة الواجبات الزكوية بالمحافظة وبحسب ما قدرته علينا الإدارة رغم أنه كان قد تم تسليم الزكاة مركزيا باعتبار أن جميع الحسابات المالية تورد إلى المركز”.فيما يفيد محمد عبد الكريم مزارع من مديرية السياني بمحافظة إب أنه يدفع ما يخصه من زكاة على محصوله من الحبوب يوم الحصاد (الصراب)، حيث تقدر الزكاة بالمكيال ثم تسعر بالعملة النقدية ويتم تسليمها نقودا إلى مسؤول الواجبات بالمديرية .. ويؤكد عظم الوزر الذي يلحق بالمتخلف عن الزكاة وما يلحق به وبأمواله من الهلاك .[c1]مفاهيم خاطئة حول قضايا تحصيل الزكاة :[/c]إلى ذلك يشير مدير عام إدارة الواجبات الزكوية بمحافظة تعز محمد غالب الثلايا إلى أن من الأسباب التي تؤدي إلى التدني في تحصيل الزكاة رغم الجهود التي تبذل من قبل إدارة الواجبات أو المجالس المحلية سواء في محافظة تعز أو بقية محافظات الجمهورية هو الاعتقاد الخاطئ لدى كثير من المكلفين وخاصة كبار المكلفين أن الدولة ليست الولي الشرعي لتحصيل الزكاة وان ما يدفعه إليها يعد مالا وليس زكاة ولذلك يرون أن الواجب إخراج الزكاة مباشرة بأنفسهم وتوزيعها بحسب مشيئتهم، الأمر الذي يدعوا إلى التوعية في هذا الجانب .وقال “ هناك عدم ثقة في أن الزكاة تصرف في مصارفها الشرعية وهذه مشكلة كبيرة جدا يجب الوقوف عندها والتعاطي معها بجدية، إضافة إلى ذلك هناك إشكال قانوني يجب على الدولة أن تعيد النظر أولا في قانون الزكاة فيما يتعلق بمصارف الزكاة كما هي محددة في القرآن الكريم ولا اجتهاد مع النص “.منوها بأن قانون المجالس المحلية ألغى مصارف الزكاة وحدد أن الزكاة تصرف للسلطة المحلية لمشاريع التنمية المحلية.ولفت إلى أن ما تدفعه الدولة لصندوق الرعاية الاجتماعية ودور الأيتام عشرات المليارات وتفوق مبالغ الزكاة بأضعاف مضاعفة ولا وجه للمقارنة بينهما .وشدد الثلايا على أهمية إيجاد تشريع متكامل متناغم لجباية الزكاة وصرفها في مصارفها التي حددها الشارع الحكيم حتى يقتنع الناس بان الدولة تقوم بصرف مبالغ الزكاة في مصارفها الشرعية .وأضاف أن عدم تجاوب المزكين مع الدولة يعد إشكالية كبيرة يعاني منها مكتب الواجبات في المجالس المحلية في المحافظة أيضا “ [c1]حكم مانع دفع الزكاة [/c]أما فيما يتعلق بحكم مانع دفع الزكاة يقول عز الدين موظف من أبناء محافظة تعز أن الزكاة واجبة ومن لا يؤديها متعمدا يعتبر فاقدا لركن من أركان الإسلام وأن دفع الزكاة واجب دفعها لبيت مال المسلمين.وفيما يتعلق بجباية الزكاة يرى عز الدين أنه من المفروض أن توجد آليتان إحداهما بالمدينة والثانية في الريف ويعطى لكل آلية اهتمام خاص لخصوصية كل واحدة منهما وفي حالة غياب الشفافية من قبل الطرفين لا يمكن أن تكون هناك جباية صحيحة.ويؤكد الجميع ويتفقون على أن التهرب من دفع الزكاة يعد إلغاء ركن من أركان الإسلام ويعتبر مانعها في هذه الحالة مرتداً وخارجا عن الإسلام .[c1]التوعية بأهمية الزكاة [/c]فيما أكد مدير إدارة التوعية الزكوية بالإدارة العامة للواجبات الزكوية بمحافظة صعدة عبدالله يحيى حاتم أن أي مكلف امتنع عن دفع الزكاة المفروضة عليه فإنه مرتد وغير مكتمل إسلامه كونها واجبة شرعاً .وأعتبر الزكاة عنوان الدخول في الإسلام أي بمعنى أن الإنسان مهما قدم من أعمال حسنة فإن إسلامه غير مكتمل إذا لم يأتي بفريضة الزكاة ويسلمها إلى ولي أمر المسلمين وهي إدارة الواجبات المكلفة بذلك من قبل الدولة.وأشار عبدالله حاتم إلى أهمية توعية الناس والمجتمع بشكل عام بضرورة دفع الزكاة باعتبارها ركنا من أركان الإسلام وفريضة، إلى جانب التوعية بفوائدها ودورها لتزكية النفوس وتطهيرها وكذا التعريف والتوضيح بالحكمة منها وكيفية أدائها ومقدارها في الأموال والزروع والثمار والممتلكات وغيرها ومن هي الجهة المخولة بأخذ هذه الزكاة، إضافة إلى توضيح حكم مانعها وتاركها.ونوه بدور المساجد ووسائل الإعلام في هذا الجانب لإيصال المعلومة وإيضاح الرسالة الدينية كونها الأقرب لكافة شرائح المجتمع.أحمد العبديني ( مزارع ) بمنطقة العبدين بصعدة يقول كلنا يعي ويدرك أن الزكاة ركن من أركان الإسلام وواجبه شرعاً وفريضة على كل مسلم ومسلمة لقوله تعالى(( وآتوا حقه يوم حصاده)) صدق الله العظيم، وهي ليست هبة أو هدية بل حق من الله لفقراء المسلمين .ودعا المسؤولين في المحافظة ومسئولي الواجبات بشكل عام إلى توعية الناس بفريضة الزكاة ونصابها وشروطها لأن الكثير يجهل فريضة الزكاة ووجوب تسليمها للدولة.وأضاف يجب توعية الناس بأهمية تسليم الزكاة للدولة ولا يحق لغير الحاكم أو ولي أمر المسلمين أن يأخذها، والدولة هي التي تتولى أمر الناس وتنفقها في مساعدة الفقراء والمحتاجين .وشدد العبديني على وجوب معاقبة مانع الزكاة والمتهرب من دفعها واتخاذ إجراءات صارمة ضده وان الله سبحانه وتعالى توعد كل من يتهرب من أيتائها بالعذاب الشديد في الدنيا.