ما الدروس التي تعلمناها في رمضان؟
عدن / 14أكتوبر:في ظل أجواء رمضانية روحانية تم اختتام الفعاليات الثقافية الرمضانية التي عقدت في المنتدى الثقافي للدكتور علوي عبدالله طاهر خلا الشهر الكريم، وكانت الفعالية الأخيرة والسادسة في سلسلة الفعاليات الرمضانية عبارة عن حلقة نقاش حول: ما الدروس التي تعلمناها في مدرسة رمضان؟ والتي حضرها الأخ/ علي عبدالمجيد أمين عام المجلس المحلي في مديرية الشيخ عثمان وعدد من أعضاء المنتدى والضيوف.وبعد الحديث الودي، وتبادل الخواطر والانطباعات حول الشهر الكريم، والتهاني بحلو العيد السعيد، طرح الدكتور علوي عبدالله طاهر على الحضور سؤالاً مفاده: ما الدروس التي تعلمناها في مدرسة رمضان؟وقد بادر الحضور بالإجابة عن السؤال، وتناوبوا في تقديم انطباعاتهم عن الأثر الذي تركه رمضان في حياتهم الخاصة والعامة، وقدم كل منهم رؤيته، حيث بادر أحدهم قائلاً: ان هذا اللقاء يجمعنا في المنتدى يعتبر واحداً من الدروس التي تعلمناها في رمضان، فقد اتاح لنا رمضان فرصة اللقاء والتعارف والتآلف وتبادل الرأي والمشورة في كثير من القضايا التي تهمنا جميعاً، وهي فرصة قلما نجدها في أيام الفطر، وعقب آخر: لاتنسوا أن أهم درس تعلمناه في مدرسة رمضان هو اتخاذ القرار، حيث يبيت الواحد منا النية للصيام بقرار، ويمسك عن الطعام بقرار، ويقلع عن عاداته السيئة بقرار، وما احوجنا في حياتنا لاتخاذ القرارات الصائبة.وعقب ثالث: أنا ارى أن أهم درس تعلمته شخصياً من رمضان هو الاخلاص في العمل، خاصة حينما يجد المرء نفسه في خلوة وبإمكانه أن يأكل أو يشرب، ولكنه يمتنع لأنه صائم، فهو على يقين أن الله وحده مطلع عليه، ولابد أن يكون صومه تقرباً إلى الله، وطلباً لمرضاته مما يستوجب أن يكون مخلصاً في صومه.وأضاف رابع: لاتنسوا أن الصائم عند صومه يكون أكثر خشية لله، فهو رقيب نفسه، فيتعلم مراقبة النفس في سائر أعماله.وعقب خامس: أنا أرى أن أهم من ذلك كله أن الصيام يعلمنا الصبر، ألا ترون أن الصائم يصبر على الجوع والعطش والتعب والنصب لساعات طوال، كما يصبر على أذى الناس وتصرفاتهم الشاذة، ولايبادل المسيء بإساءته.وأضاف آخر: هناك درس هام من دروس الصيام لم ينتبه له معظم الناس، وهو الانضباط للمواقيت، الا ترون أن الصائم يتقيد بنظام صارم لايحيد عنه، فهو يلتزم بمواقيت الإمساك والافطار، وليت الناس يلتزمون بمواقيت العمل والعبادة في سائر حياتهم.وهكذا تعددت النقاشات، فمن قائل أن رمضان علمنا عدم التشدد والتكلف في أمورنا، ويدعونا للتوسط، ألا ترون أنه يجوز لاصحاب الاعذار كالحائض والنفساء والمرضع أن يفطروا، ألم يرخص الإسلام للمسافر والمريض أن يفطرا؟ أن ذلك يدل على أن التشدد والتكلف في العبادة ليس من الدين في شيء، وإلا لما أتت هذه الرخص.وقال آخر: لاتنسوا أن الغاية من الصيام هي التقوى واجتناب المحرمات، وهو ما يدفع المسلم إلى أن يفعل الطاعات ويجتنب المحرمات، فلا يغش، ولايسرق، ولايخون، فإذا اجتنب ذلك صلحت نفسه الأمارة بالسوء، فإن صلح الفرد صلح المجتمع.وتدخل آخر قائلاً: هناك أمر هام ربما يغفله الكثيرون من الصائمين، وهو الاهتمام بالجوهر لا بالمظهر، وهو ما يشير إليه الحديث الشريف القائل: (من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن، يدع طعامه وشرابه) بما يعني أن الصيام لابد أن يتجسد في سلوك المرء، ومعاملاته للآخرين.وأضاف أخر قائلاً: نسيتم جميعاً أن تذكروا أن الصيام يعلمنا الانتصار على المألوف، ويدربنا على جهاد النفس، والتغلب على الشهوات والأهواء.وهنا تدخل رئيس المنتدى قائلاً: أشكركم على ما أسهمتم به من آراء، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على سعة اطلاعكم، وعمق ثقافتكم الإسلامية، ومهما قلتم في رمضان والدروس التي تعلمناها في مدرسته، فانكم لن تستطيعوا في جلسة كهذه الإحاطة بكل الجوانب، غير أن هناك أموراَ لابد من الإشارة إليها وهي أن رمضان يعلمنا الكرم ففي رمضان يتكرم الله على عباده، ويجزل لهم العطاء، فالفرض فيه بسبعين فريضة، والنافلة أجرها كأجر فريضة، ومن فطر صائماً كان له كأجر الصائم، ودعوة الصائم لاترد، وليلة القدر خير من ألف شهر، والحسنة فيه بعشرة أمثالها، وهكذا فإن نفحات رمضان لاحصر لها، ونسأل الله أن يهدينا إلى سواء السبيل، ويوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه.