صباح الخير
أي قلب مُتحجر يسمع المؤذن ينادي (حي على الصلاة حي على الفلاح) ولا يلبي النداء ويتجاهله كأنه لا يسمع شيئاً مثل الأصم الذي فقد حاسة السمع...وأي قلب قاس يمر أمام المسجد أثناء تأدية الصلاة وينظر إلى صفوف المُصلين ولا يهزه شوق الدخول والانضمام إليهم.. فما أعظم ذلك المكان المقدس وما أروع أن تكون بين صفوف المُصلين وهم متراصون بكل ترتيب ودقة متناهية على الخطوط الأفقية سطوراً سطوراً والإمام في مقدمتهم كأنه قائد عسكري في مقدمة صفوف الجنود العسكريين بل (المُصلين) الذين لم يتدربوا ويدخلوا إلى معسكرات تدريبية وأكاديمية عسكرية بل أنهم خلقوا على هذه الفطرة (فطرة الإسلام) وعلى هذا النحو والترتيب والنظام أثناء الصلاة ومن دون تنسيق بشري بل بتنسيق إلهي من خلال الخمسة الفروض.أخي المسلم هل تكابر على نفسك من دخول المسجد؟!أو أن الشيطان يوسوس لك بألا تصلي!!أو أنك تظن بأن الله لا يستطيع أن يوقفك عن معصيتك بلى فإن الله يراك ويعلم بكل شيء تظهره أو تخفيه ويمهلك بإرادة منه لأن الله يعلم أنك لست إلا سوى عبد ضعيف وأضعف مما تتصور أيها المسكين والله أقوى من كل شيء وإنه إذا أراد شيئاً (فيقول له كن فيكون)..فما بالك أنت أيها العبد الضعيف وهل يعقل أن يتحدى الخالق الخالق!!..ومن هنا أحب أن أوضح لكم أعزائي كيف قد تعالى بعض من الناس ووصلت بهم الوقاحة بأن يستندوا على جدران المساجد أو بالقرب منها ليتحدثوا ويتناقشوا في أمورهم الدنيوية وبكل برود وبدون حياء من الله أو من عباده الذين يمرون من أمامهم ويدخلون المسجد لتأدية الصلاة وهم مستمرون في أحاديثهم وكأنهم لا يرون شيئاً.والبعض الآخر يتجولون في الشوارع والأسواق أثناء أوقات الصلاة وكان من هو في المسجد ليس بشراً مثلهم ولا هم مسلمون مثلهم...إذاً متى سيعتبر أولئك الناس ويجب عليك الصحوة أخي المسلم وقبل فوات الآوان وقبل أن تداهمك سكرات الموت فحينئد لا ينفعك شيء...إخوتي في الله الصلاة عماد الدين ومنا من لا يقوم بهاالصلاة ركن من أركان الإسلام ومنا من لا يقوم بهاالصلاة صلة بين العبد وربه فمن منا لا يريد أن يكون على صلة بربه... إذاً كيف لك يا أخي أن تطلب من الله شيئاً وأنت لا تقدم له شيئاً.وأنت لا تؤدي الصلاة وهي عماد الدين ولا تقوم بأحد أركان الإسلام وتبعد من الله فكيف تريده قريباً منك..وعندما تكون مصاباً أو مريضاً أو قعت بمحنة تتذكر أن الله موجود فتقوم بالدعاء والتضرع إليه ليشفيك أو لينجيك و...إلخ فتذكر الله في وقت حاجتك له وعند ما تنقضي حاجتك تعود مثلما كنت عاصي...والله يا أخي يجب عليك أن تحاسب نفسك وتُصحح أخطاءك وترجع إلى الله ويجب أن تعرف أنك مسلم وإسلامك هو التمسك بصلاتك وتعاليم دينك التي أوصى بها الله سبحانه وتعالى ونبينا الكريم محمداً صلى الله عليه وسلم...وفي الأخير يجب أن ننتظر ونقول أن الله لم يهدنا بعد فإننا ننتظر هذه الهداية فإذا هدانا الله سنقيم الصلاة وسنذهب للمسجد وسنعمل كذا..الخ.كلا يا أخي فإن الله لن يهديك هكذا بالوحي لك بالهداية فلا تسىء فهم الآية القرآنية بقوله تعالى( إن الله يهدي من يشاء) أي بمعنى أنك إذا أردت الهدايا يا أبن أدم بذاتك وبنية خالصة صادقة واتجهت إلى الله فإن الله سيساعدك على الهداية ولكن ليس بالانتظار لها...وهنا أقدم هذه النصيحة لوجه الله سبحانه وتعالى وأقول قدم لآخرتك قبل دنياك وأقم صلاتك قبل مماتك.الصلاة خفيفة وبسيطة ولا تشق الظهر ولا يتجاوز الفرض الواحد خمس عشرة دقيقة فماذا سينقص منا هذا الوقت البسيط.؟وهل تبخل على الله بهذا الوقت فكم يجلس البعض منا في عمله وكم ساعات نقضيها أمام شاشة الكمبيوتر والتلفاز وكم من الأوقات نضيعها هدراً وبلا فائدة فلماذا لا نستفيد ولو ببعض من الوقت القصير للصلاة والتقرب إلى الله...ونسأل الله الهداية لمن يريد الهداية وتقبل الله منا ومنكم أجمعين.والله من وراء القصد