صباح الخير
أن ينتج النحل شهداً، أو يعبق الورد عطراً، أو يخرج البحر لؤلؤاً ؛ فليس ذاك بمستغرب؛ لأن الله قد خلقها لهذا، وهذه وظيفتها.. وأن تلد اليمن حكماء وعظماء فليس بمستغرب لأنها بلد الحكمة والإيمان .. وأن يتولى أحدهم قيادة سفينة المجتمع إلى شاطئ التطور والرقي والأمن والأمان؛ فليس بمستغرب طالما كان هو على عبد الله صالح، فهذه صفاته التي تميز بها ، وهذه حكمة زين الله بها عقله وأفعاله، فلم أستغرب وأنا أسمع قراراً اتخذه فخامته، فتكشفت حكمته ورجاحة عقله وحبه لهذا الوطن العظيم، فالرائع لا ينتج إلا رائعاً، فقد سمعنا أن فخامته قد وجه بتاريخ 30 /7/ 2008م بقاعة 22 مايو بالعاصمة صنعاء، بتوظيف (411) من خريجي الجامعات للعام الجامعي 2006/ 2007م، وهم الذين حصدوا المراتب الأولى في جميع التخصصات والدرجات العلمية ( بكلاريوس ، ماجستير ، دكتوراه) .. لقد كان قراراً حكيماً من رجل حكيم يحب بلد الحكمة والإيمان.. فهذا القرار من شأنه أن يشجع الطلاب والدارسين على السير قدماً نحو مزيد من التفوق والتميز، ويدفعهم لبذل كل الجهود الكفؤة والمتميزة في سبيل خدمة البلاد في شتى المجالات العلمية والعملية..وأذكر أنني عندما كنت أحد الذين كرمهم رئيس الجمهورية - حفظه الله- ضمن المتفوقين من خريجي جامعة عدن في العام 2003م، أذكر حينها أنني كنت مصمماً على أن أخاطب ذلك القائد العظيم، والأب الحنون الرائع، باسم جميع المتفوقين المكرمين في ذلك الحفل: بأن يهيئ لنا فرصة بأن نخدم وطننا في المجالات التي أثبتنا فيها تفوقاً وتميزاً، وأرجوه بأن يوجه بسرعة تعييننا أعضاء في هيئة التدريس بالجامعة.. لكن هيبة فخامته في ذلك الموقف المهيب حقاً - والذي كنا نعيشه ونحن نصافح فخامته ونتسلم شهادات التفوق العلمي - اخرستني ؛ فلم استطع أن أبوح بمكنون فكري، ولا أنكر بأن فرحتي الكبيرة وأنا أقف أمام فخامته كان لها دور في ترددي وإحجامي.. كما لا أنكر بأنني كنت على ثقة تامة بأن تفوقنا العلمي سيسهل صعودنا إلى المكان الذي نستحقه علمياً وعملياً دون عناء، وسيتاح لنا المجال للمزيد من التفوق العلمي والعملي خدمة للوطن والوحدة.. وثقتي بأننا لن نتعب في سبيل ذلك ولن نحتاج لوساطة؛ لأنه - حسب رأيي - لا وساطة للمتفوقين في حصولهم على حقوقهم علمياً وعملياً غير تميزهم وتفوقهم وإبداعهم.. ولذا رأيت أنه لا داعي لأن أتقدم بطلبي أمام فخامة الأخ الرئيس القائد فأشغله بأمر بسيط كهذا..بيد أن الزمان أثبت أنني كنت متوهماً وخاطئاً في توقعاتي تلك، وأنه كان ينبغي أن أوصل رسالتي بأسلوب مهذب فأضع ذلك المطلب الشرعي والقانوني بين يدي فخامته شخصياً، فقد أدركت خلال سنوات تلت تخرجنا أنه وحده من يقدِّر العلم والعلماء ويشجع الإبداع والتفوق حباً ووفاءً لهذا الوطن المعطاء.. وهاأنذا اليوم أتنفس الصعداء وأنا أراقب الجهات الحكومية ( خدمة مدنية ، مالية، تعليما عاليا ، جامعات) تسعى لتنفيذ قرار فخامة الأخ الرئيس القائد بتعيين وتوظيف أوائل الخرجين للعام الجامعي 2006 /2007م.إنني فخور بهذا القائد العظيم وبقراراته الحكيمة، ويبقى أن أضع أمام فخامته سؤالاً - كتلميذ نجيب بين يدي معلم عظيم- فأقول: ماذا بشأن الخريجين الذين حصدوا المراتب الأولى خلال السنوات الماضية؟ وما زال عدد منهم يستجدي بعض المسئولين ليكون لهم نصيب في التعيينات الأكاديمية ومنح الدراسات العليا ليسهموا في بناء يمن جديد ومستقبل أفضل.سيدي الرئيس إننا بحق نفخر بدعمكم وتشجيعكم للتفوق العلمي، ونشكر لفخامتكم ذلك، وإنني باسم جميع المتفوقين علمياً أقول: إننا ننتظر لفتة كريمة من قبل فخامتكم لموضوعنا، فنحن وطنيون بعقولنا وأجسادنا، ونحب اليمن ونفخر بانتمائنا إليه، ونطمح أ إلى ن نخدم بلادنا في مجالات إبداعية، فاليمن قبلتنا ووجهتنا عندما ننتج ونبدع في المجالين العلمي والعملي..ولقد أخطأنا عندما أحجمنا - سابقاً- عن توصيل رسالتنا إلى فخامتكم في حينه فمرت السنون ونحن مُهمَلون لا يُلتَفتُ إلى مطالبنا..!! ولكننا على ثقة بأن رحابة صدر فخامتكم تسعنا جميعاً، وحكمتكم تغطي وتسدد تقصيرنا في توصيل رسالتنا في حينه.. يا ســيد القـوم هذا جُل مَطلبنا *** وليتني قُلتُه في يوم لُـــقياكَستٌ عجافٌ من الأعوامِ قد طُوِيَت *** خلاصنا يا حكيمٌ في كَفِّ يُمناكَ[c1] ماجستير في القانون الخاص[/c]