عدن /سبأ: الزكاة هي احد أركان الإسلام ومبادئه العظيمة وهي من الاعمال الصالحة التي تكفر الخطايا وتزيد الحسنات لمؤديها .وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بتقديم ما يحبه على ما تحبه النفس من المال لما لذلك من ثواب العمل ومضاعفته ونماء المال وبركته وحفظه من اي نقص.وقال الرسول عليه الصلاة والسلام ( ما نقص مال من صدقة) فالزكاة تزكية لنفس المؤمن من الذنوب وتطهير لروحه من البخل والشح, وهي واجب في المال وفي وقت معلوم .وقد اكد المختصون على اهمية الزكاة وضرورة دفعها للدولة كونها المعنية بتصريفها في مصارفها الصحيحة بما يكفل تحقيق التنمية الشاملة في البلاد وتحقيق التوازن في المجتمع.وفي هذا الصدد يقول مدير عام إدارة التنمية المحلية بمكتب المحافظة جميل أنور” ان محافظات الجمهورية ومنها محافظة عدن تمتلك الأدوات المالية التي تعمل على تمويل عدد من المشاريع والمشاركة في أخرى، كبناء وترميم المدارس والطرقات وبناء المراكز الحرفية التي يستفيد منها المجتمع وعلى وجه الخصوص الشباب والمرأة”..واشار الى ان هذه الأداة الدينية التي شرعها الله هي إحدى الأدوات المالية التنظيمية التي تؤخذ كواجب مستحق من المكلفين بها, وهي من جانب آخر تترجم نوع من المشاركة في بناء المجتمعات الإسلامية خاصة وان هذه الآلية “الزكاة” تسهم بشكل كبير في زيادة الموارد المالية للمجتمعات المحلية وتحقيق متطلبات افراد المجتمع من مختلف المشاريع الخدمية والتنموية.فيما يؤكد مدير عام صندوق الرعاية الاجتماعية بعدن مهدي باطويل بان 50 بالمائة من مصارف الزكاة تذهب لصالح صندوق الرعاية الاجتماعية و50 بالمائة تذهب لتمويل مشاريع المجالس المحلية.. مشيرا الى ان ما يتم صرفه لإعانة ورعاية الأسر الفقيرة والمحتاجة بالمحافظة والبالغة 35 ألف و800 حالة يصل الى مليار و200 مليون ريال.ولفت الى ان الصندوق يجري حاليا مسح لـ12 ألف و500 حالة جديدة سيتم إعانتها ابتداء من مطلع العام القادم.. مبينا بان نصف ايرادات الزكاة تصرف على مشاريع البنية التحتية في المحافظة من خلال اقامة مشاريع كالطرقات والمستشفيات وتحسين خدمات المياه والصرف الصحي والكهرباء وغيرها من المشاريع المرتبطة بحياة المواطنين..وأكد بان موارد الزكاة تعود بالنفع على الكثير من المحتاجين من الفقراء وتحسين وتطوير الخدمات العامة التي يحتاجها المجتمع بشكل عام. بدوره أشار أستاذ الاقتصاد بالمعهد الوطني للعلوم الادارية وليد سعيد فرتوت الى ان الزكاة تعد من أهم الايرادات بالنسبة لمالية الدولة الاسلامية, بالرغم من ان الدولة لايمكن ان تضعها ضمن النفقات العامة, كون الزكاة لها مصارف شرعية محددة . واوضح ان الايرادات لا يمكن ان تجمع دون تشريع قانوني, والمصدر التشريعي للزكاة هو القرآن الكريم الذي تضمن آيات عديدة تحث على اهمية الزكاة وضرورة دفعها للدولة باعتبارها المكلفة بتنفيذ المصارف الشرعية للزكاة.واضاف “ نظرا للأهمية الدينية العظيمة التي تمثلها الزكاة باعتبارها احد أركان الإسلام الا ان لها بالاضافة الى ذلك وظيفة هامة تتمثل في خلق التآلف والتراحم بين الفقراء والأغنياء.وفي نفس السياق يؤكد رئيس جامعة عدن الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور ان الحكمة من تشريع الزكاة تكمن في خلق التوازن والتآلف بين إفراد المجتمع ، وقال: “ انطلاقا من ذلك يصبح دور المسلم مرتب من جهة دينه ودنياه بحيث ان الغني لا يستغني بغناه ولا يستمتع بما لديه لنفسه بل يشرك الجميع بذلك, باعتبار الزكاة فرض معلوم وحق للسائل والمحروم, سواء من خلال توزيع عائدات الزكاة عليهم او من خلال اقامة مشاريع تنموية تستفيد منها مختلف شرائح المجتمع تسهم في امتصاص الفائض من العمالة وتؤدي الى الحد من البطالة وفتح مجالات جديدة للعمل والإنتاج .واكد بن حبتور ان الزكاة تلعب دورا مهما في زيادة فرص التعليم والتطبيب والرعاية الاجتماعية بما يسهم في إحداث التنمية داخل المجتمع وتطوره ومعالجة مشاكله الاقتصادية والاجتماعية.
|
تقارير
مختصون: موارد الزكاة نفع للفقراء وتحسين وتطوير للخدمات العامة
أخبار متعلقة