غضون
- تقول حكاية قديمة أن راعي خراف كان يصعد بقطيعه إلى الجبل لترتع الحشائش ووسوست له نفسه مرة أن يعبث مع أهل القرية .. إذا راح يصيح .. الذئب هاجم خرافي .. النجدة .. النجدة ولما سمع سكان القرية صراخ الاستغاثة هبوا لنجدة الراعي وخرافه ، ولكنهم لما وصلوا إلى رأس الجبل لم يجدوا ذئباً .. بل وجدوا راعياً يقهقه ضاحكاً لأنة نجح في تدبير مقلب لسكان القرية.. وعادوا إلى البيوت وفي اليوم التالي حصل نفس الموقف من الراعي..وقال السكان لعله هذه المرة جاداً.. لكنهم حصدوا نفس المقلب.. وشاءت الصدف أن هاجم ذئب حقيقي قطيع الخراف وراح الراعي يصيح أدركوني.. الذئب هاجم خرافي.. النجدة .. النجدة.. لكن لم يلتفت إليه أحد من سكان القرية، لأنهم اعتقدوا إن الرجل يسخر منهم كعادته.. وهكذا ترك هو وخرافه للذئب بسبب هزله وسخريته من الناس.- بعض الكتاب والصحفيين يتصرفون مثل راعي الخراف هذا يضخمون الوقائع لدرجة أن الحكومة التي تكون عادة مطلعة عليها أو على حقيقتها لا تهتم لما يكتبون وتعتبرهم مغالين وشاطحين وذوي “ مآرب أخرى” بينما مثل هذه النظرة أو مثل هذا التقييم ليس صحيحاً دائماً فما يكتب يحتوي على بعض الحقائق.. ويقول مثل يمني قديم “ ما يطن الفأس إلا من حجر” فصوت حديد الفأس ناتج عن اصطدامه بحجر وليس بخشبة.. ناتج عن رؤية رأس ذئب يطل من بعيد !- ليس على الحكومة أن تنظر إلى هذه التداعيات الناشئة عن مسعى تكوين هيئة أذية أو شرطة دينية مؤذية، بوصفها ضرباً من التهويل .. فا لخطر حقيقي هذه المرة.. صحيح أن بعض مظاهر النقد للسلفية تكون ضعيفة وغير قادرة على التعبير عن الخطورة.. لكن النقد هذه المرة جاد والخطر حقيقي وعلى الحكومة إن قررت عدم مساعدتنا على التغلب على الذئب، أن تبقى بعيدة وألاّ تدفع لتقديم أي مساعدة للذئاب وهذا أضعف الإيمان!!.