مقتل العشرات في عمليات عسكرية بقطاع غزة المدمر بعد أكثر من 21 شهراً من الحرب




غزة / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات:
أفاد مصدران فلسطينيان مطلعان بأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة تواجه "تعثراً" نتيجة إصرار إسرائيل على تقديم خريطة للانسحاب تبقي بموجبها نحو 40 في المئة من مساحة القطاع تحت سيطرتها العسكرية.
وقال أحد المصدرين إن "مفاوضات الدوحة تواجه تعثراً وصعوبات معقدة نتيجة إصرار إسرائيل على خريطة للانسحاب قدمتها الجمعة، لإعادة انتشار وإعادة تموضع للجيش الإسرائيلي وليس انسحاباً، وتتضمن إبقاء القوات العسكرية على أكثر من 40 في المئة من مساحة قطاع غزة وهو ما ترفضه حماس".
وقال المصدر الثاني إن "إسرائيل تواصل سياسة المماطلة وتعطيل الاتفاق لمواصلة حرب الإبادة".
في الأثناء، طلبت الولايات المتحدة من حركة "حماس" تأجيل مناقشة مسألة حجم انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة والانتقال إلى بحث قضايا أخرى في محاولة لمنع انهيار مفاوضات صفقة تبادل الأسرى، وفق ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية.
وبحسب مسؤول إسرائيلي ومصدر آخر مطلع على المفاوضات لم يسجل أي تقدم في المحادثات خلال الساعات الـ24 الماضية. وذكرت "القناة 12" الإسرائيلية نقلاً عن مصدرين أنه لم يتم إحراز أي تقدم في المحادثات.
وبحسب القناة وافقت "حماس" على توسيع المنطقة العازلة التي ستبقى تحت السيطرة الإسرائيلية خلال الهدنة إلى كيلومتر واحد، لكنها رفضت بقاء إسرائيل في رفح بعمق 3 كيلومترات من الحدود، ولأكثر من كيلومتر واحد في مناطق أخرى.
ميدانياً أفاد الدفاع المدني في غزة عن مقتل ما لا يقل عن 30 فلسطينياً في عمليات عسكرية إسرائيلية عبر قطاع غزة المدمر بعد أكثر من 21 شهراً من الحرب.

وقال مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني محمد المغير إن 10 أشخاص قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي فيما كانوا ينتظرون تلقي مساعدات إنسانية قرب رفح في جنوب قطاع غزة، حيث تتكرر عمليات إطلاق النار على طالبي المساعدة.
يأتي ذلك فيما قالت الأمم المتحدة الجمعة إن نحو 800 فلسطيني قتلوا أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية في غزة منذ أواخر مايو عندما بدأت إسرائيل تخفيف الحظر الشامل الذي فرضته لمدة تزيد على شهرين.
وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامداساني إن معظم القتلى سقطوا قرب مراكز مساعدات تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
شابت عمليات "مؤسسة غزة الإنسانية" مشاهد فوضوية وتقارير شبه يومية عن قيام القوات الإسرائيلية بإطلاق النار على الفلسطينيين الذين ينتظرون الحصول على طرود مساعدات غذائية.
وترفض الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الكبرى التعاون مع المؤسسة في ظل مخاوف من أنها تأسست لخدمة الأهداف العسكرية الإسرائيلية واحتمال انتهاك أنشطتها المبادئ الإنسانية الأساسية.
ورداً على أرقام الأمم المتحدة قال الجيش الإسرائيلي إنه عمل على تقليل "الاحتكاك المحتمل بين السكان وقوات الجيش الإسرائيلي قدر الإمكان".

كذلك أفاد الدفاع المدني بمقتل فتاة وامرأة في غارتين إسرائيليتين على مدينتي غزة (شمال) وخان يونس (جنوب). وقال الجيش الإسرائيلي إنه لا يمكنه التعليق في الوقت الحاضر رداً على أسئلة وكالة الصحافة الفرنسية. وقال فلسطيني تحدث من جنوب غزة طالباً عدم الكشف عن هويته إن القوات الإسرائيلية تواصل هجماتها مخلفة دماراً هائلاً مع تمركز دبابات إسرائيلية قرب مدينة خان يونس.
وأضاف شاهد العيان، "ما زال الوضع في المنطقة بالغ الصعوبة مع إطلاق كثيف للنيران وشن غارات جوية متقطعة وقصف مدفعي وعمليات تجريف وتدمير مستمرة لمخيمات النازحين والأراضي الزراعية جنوب وغرب وشمال منطقة المسلخ" الواقعة إلى الجنوب من خان يونس.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان منفصل إنه فكك في الأيام الأخيرة "خلية إرهابية" في خان يونس، ودمر بنى تحتية وصادر "أسلحة ومعدات عسكرية". وأضاف البيان أن الجيش قتل في وقت سابق من هذا الأسبوع قيادياً في حركة "الجهاد الإسلامي" اسمه فضل أبو العطا في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، إضافة إلى عنصر في الحركة.
وبحسب الجيش فإن أبو العطا نسق "هجمات عديدة" على القوات الإسرائيلية وشارك في الهجوم على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 الذي أشعل الحرب.

نقل نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة كار سكاو الجمعة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنهم يريدون أن تظل الأمم المتحدة جهة إيصال المساعدات الرئيسة في قطاع غزة الفلسطيني.
وأضاف سكاو للصحافيين بعد زيارته لغزة وإسرائيل الأسبوع الماضي أن عمل "مؤسسة غزة الإنسانية" التي تثير جدلاً لم يكن موضوعاً للمناقشة. وقال، "يريدون أن تستمر الأمم المتحدة في أن تكون الجهة الرئيسة لإيصال المساعدات، وخصوصاً إذا جرى التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وطلبوا منا أن نكون مستعدين لتوسيع نطاق (المساعدات)".