غضون
في عدن أوجدت السلطات المحلية أسواقاً شعبية فيها قدر كبير من النظام مثل سوق السيلة في صيرة على سبيل المثال، ويحصل فيها الباعة المتجولون أو الذين يفرشون بضائعهم في الشارع العام مكاناً أمناً لطلبة الله، وتحرروا من مخاوف وهجمات سلطات البلدية .. لكن يبدوا أن هذه الأسواق غير كافية، ولا يزال (البساطون) يفترشون الطرقات والمساحات العامة، وعرضه للملاحقة وكسر الظهر.. عند الساعة لسادسة من مساء أمس جاءت سيارة حكومية رقم 10038 تابعة لتلك السلطات إلى وسط الساحة المعروفة في التواهي ونزل منها شخص يثير رعب أولئك (البساطون) ورايتهم يفرون ويتنادون .. أنج سعد لقد هلك سعيد ! وكان المشهد يثير الشعور بالألم على أولئك الباعة البسطاء. من حق سلطات البلدية أن تزيل تلك الظاهرة ، ومن واجبها أن توجد بدائل في الوقت نفسه، فهؤلاء (البساطون) لا مهنة لهم غير هذه التجارة المتواضعة .. ومن واجبها أن تحميهم من رجالها الذين يسيئون استغلال وظيفتهم .. فقد رأيت بأم عيني ذلك الرجل مساء أمس وهو يأخذ بعض البضائع من أصحابها ويضعها على السيارة الحكومية، وهذا ضرب من مصادرة الملكية الخاصة.. هؤلاء الرجال من واجبهم أن يزيلوا تلك المظاهر وأن يطبقوا اللوائح المحلية بشأن الحفاظ على النظام العام في المدينة، لكن ليس من حقهم أن يأخذوا من بائع متجول علبة مناديل أو قطعة حلوى أو “كوز ذرة” فكون الباعة يرتكبون مخالفة فأن هذه المخالفة لا تعالج بمخالفة مثلها أو أكبر منها. لا أقول إن على سلطات البلدية القبول بهذه الفوضى الموجودة في الشوارع لكن ينبغي أن تكون هناك مرونة في تطبيق اللوائح ، فالتشدد المبالغ فيه بحرمان الباعة المتجولين فرص كسب العيش ظلم ، وينبغي ملاحظة الظروف الاقتصادية للسكان، فالفقر والبطالة أطنابهما ضاربة في هذه البلاد، وعلى الحكومة أن تحمد الله أن لديها مواطنين لا يكلفونها سوى قليل من المتاعب ، ويعفوها من المسؤولية عن طريق تحايلهم على الأوضاع القاسية والقبول بمهنة بائع قوارير ما في تقاطع طرق أو بائع سكاكر في قارعة الطريق .. نكرر ثانية بأننا لا نشجع الفوضى، وأننا مع البلدية ، لكن ضد مصادرة الملكية الخاصة وضد التشدد في تطبيق اللوائح.