

كان جميلًا بشوشًا ودودًا في حضوره، فإذا حضر جلستنا التي نُقيمها كل يوم اثنين من الاسبوع في اتحاد أدباء وكتاب عدن أضفى على الجلسة من خفة روحه ودمه ما يجعلك مفتونا بسرعة بديهته وظرافة تعليقاته، وإذا خرجنا من جو الفكاهة في بداية الجلسة وطرحنا موضوعًا للمناقشة سياسيًا أو اجتماعيًا أو أدبيا يدهشك بآرائه المتفردة في الرؤيا، الجميلة في الطرح.
كان جميلا حتى في غيابه، فإذا عرض له طارئ ووجد أنه لن يتمكن من الحضور اتصل معتذرًا ومسلمًا على الجميع.
كان صافي الروح كصفاء البحر، لم يغضب يومًا من أحد وإن اختلف معه، ولم يُغضب أحدًا ممن يحيطون به، إن تكلم تكلم باتزان ومهنية مبينًا رأيه، وإن سكت زاده سكوته وقارًا وهيبًة وإجلالًا.
كان طيب القلب معطاء متدفق المشاعر يواسي ويساعد كل من يقع منا في محنة ما، مع أنه كان أكثر إنسان فينا بحاجة إلى من يواسيه، فقد تكاثرت عليه الهموم وأنهكه المرض في الأشهر الاخيرة وكلما سألناه عن حاله وأردنا ان نقدم له اي مساعدة يبتسم ويقول كل واحد يكفيه همه.
- واحسرتي صرت أقول كان وكان
عن الذي لم يجُد بمثله الزمان
عن الذي يملأ حضوره المكان
عن الذي غاب عني جسدًا ولكنه مازال وسيظل يسكن الوجدان...،،،،،
- تلك دموعي وآهاتي تكتب بعض صفات أخي وتوأم روحي سالم الفراص رحمه الله رحمة الأبرار، وحشره في زمرة المتقين الاخيار.