تدشين فعاليات (مهرجان صنعاء الرابع للقصة والرواية)
صنعاء / سبأ:دشن الدكتور علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء أمس فعاليات مهرجان صنعاء الرابع للقصة والرواية، الذي تنظمه وزارة الثقافة بالتنسيق مع نادي القصة، خلال الفترة من 26 - 28 يوليو الجاري بمشاركة 180 قاصاً وروائياً يمنياً و15 قاصاً وروائياً عربياً.وفي افتتاح المهرجان أكد رئيس الوزراء أن انعقاد هذا الملتقى يأتي في ظروف يحتاج اليمن فيه إلى دور الكلمة الصادقة والمؤمنة بوحدة الوطن وسلامته، و التي تنتصر لقيم المحبة والتسامح وتؤكد أهمية الحوار والديمقراطية باعتبارها القيم التي تحققت مع قيام الوحدة اليمنية المباركة في الـ 22 مايو 1990م. منوها بأن الأدباء اليمنيين استطاعوا ان يحققوا الوحدة في ظل التشطير حين ارسوا ثقافة الوحدة وتصدوا لثقافة الانفصال .واعتبر الدكتور مجور مهرجان صنعاء الرابع للقصة والرواية تجسيد للوحدة الوطنية المعبرة عن عظمة الانجاز التاريخي الذي حققه شعبنا بعد طول صبر ومعاناة وضحى من اجلها بالغالي والنفيس .. مشيرا إلى ان الأدباء والمثقفين اليمنيين لهم دور رائد في هذه المسيرة الوحدوية المباركة وهو الدور الذي لم ينته بتحقق الوحدة ولكنه بدأ أو استأنف مهمته الوطنية.وخاطب رئيس الوزراء المشاركون في المهرجان قائلا» ما شهدناه خلال الأشهر الأخيرة من انبعاث للفتن المذهبية والشطرية يضع أمامكم مهمات جسيمة فإزاء هذه الأخطار تبرز أهمية الثقافة في تحقيق الاندماج المجتمعي وتأكيد قيم الوحدة والجمهورية والحرية ورفض كل الدعوات التي تردنا إلى الماضي وإلى عهود الملكية والتجزئة، فالتاريخ لايعود إلى الوراء».وأضاف « أنكم ايها الأدباء تبنون بكتاباتكم وإبداعاتكم يمن المستقبل الذي يسمو فوق الخلافات الثانوية ويترفع على كل دعوات الردة والتآمر ».وأكد رئيس الوزراء حرص الحكومة على دعم العمل الثقافي والنهوض به ورعاية الأدباء والمثقفين والمبدعين باعتبار ذلك يفتح الأبواب للإبداع في إطار مبادئ الديمقراطية وحرية التعبير التي يكفلها الدستور اليمني.. لافتا إلى ضرورة انتظام مثل هذا الملتقى ليصبح تقليد راسخا في الحياة الثقافية .وثمن الدكتور مجور الدور الذي يلعبه الأدباء والمثقفون في حماية قيم الوحدة والمحبة والأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي .. معربا عن تطلعه في أن يحقق الملتقى النجاح المأمول .فيما أكد وزير الثقافة الدكتور محمد ابوبكر المفلحي على أهمية انعقاد الدورة الرابعة لمهرجان صنعاء للقصة والرواية باعتبارها تأتي بعد انقطاع طويل نسبياً غابت فيه الرواية والقصة عن الاهتمام و استأثر الشعر بالساحة الثقافية نظراً لترسخ مقولة «الشعر ديوان العرب» .و أشار إلى خصوصية لقاء هذا الجمع من كتاب القصة والرواية في صنعاء مدينة التخيل وفضاء السرد الذي يتشكل في جدران عمارتها وألوان قمرياتها البديعة حيث يؤسس المكان سيرة للسرد وأصلا للحكاية .وخاطب وزير الثقافة الحضور قائلا : وبما أننا نلتقي حول السرد بأشكاله المتعددة القصة والحكاية والرواية وغير ذلك من ألوان السرد فان سؤالاً مهماً يحتاج منا جميعا إلى الإجابة عليه وهو : لماذا غاب الرواة عن ثقافتنا المعاصرة ؟ أو لماذا انقطع اتصالنا بتراثنا السردي القديم؟.وأشار إلى حاجتنا إلى إعادة التفكير بميراثنا السردي وبموقع السرد في ثقافتنا الراهنة وهو أمر يتعلق بالتجديد والتحديث المطلوب إدخاله في حياتنا الثقافية وفي مناهجنا الدراسية .
و لفت إلى معاناة الرواية العربية المتمثلة في عدم استطاعتها الخروج إلى المحيط الدولي إلا بشكل محدود، منوها بأهمية أن يكون للترجمة حضور في هذا الملتقى فالوطن العربي يزخر بأدباء وكتاب للرواية والقصة يستحقون ان تترجم أعمالهم إلى اللغات الحية وبذلك نستطيع ان نؤثر في الأدب العالمي ونتاثر به. من جهته أعرب رئيس نادي القصة الكاتب محمد الغربي عمران عن وزارة الثقافة لدورها الفاعل في إعادة تنظيم هذا المهرجان ولكل الجهود التي بذلت في سبيل تنظيمه وإخراجه بأفضل صورة وما قدمه اتحاد الأدباء والكتاب من دعم لكل المبدعين .وقال : ان الثقافة والإبداع أفق أنساني متجدد ونحن جزء من تكوين هذا الأفق فثقافتنا العربية رافد أصيل من روافد الثقافة الإنسانية مشيرا إلى ان كتاب القصة والرواية من خلال ملتقاهم في هذا المهرجان يعلنون انحيازهم إلى فضاء الحرية والديمقراطية معلنين إيمانهم بقدر الإبداع على حل جميع ماسي الإنسانية وعلى قدرته في مواجهة الظلم والعنف والتطرف وحماية كرامة الإنسان.فيما القى كلمة المشاركين الدكتور عبدالله ابو هيف أعرب من خلالها عن شكر المشاركين لوزارة الثقافة على جهودها في تنظيم المهرجان مؤكدا أهمية فعاليات المهرجان باعتبارها تولي عناية بالثقافة العربية وتنميتها في مجالات سردية مختلفة .وأشار إلى توجيهات فخامة الرئيس السوري بشار الأسد إلى وزارة الثقافة بتكريم المبدعين العرب مشيرا إلى انه سيتم دعوة شاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح لتكريمه في دمشق .من جانبه تطرق الكاتب والصحفي عبد الباري طاهر في كلمة مؤسسة العفيف الثقافية إلى خصوصية موقع الكلمة في التاريخ الإنساني ومكانة السرد في مسار التطور الحضاري .وقال : عندما نقول أن الزمن زمن الرواية لا يعني الإلغاء أو الانتقاص من مكانة ووزن وتأثير الألوان الإبداعية الأخرى ففي الحياة لاشيء يستطيع إلغاء شيء أخر فالإبداع كالمادة لا تغني وتبلى ولا توجد من عدم.وأضاف: ولكن السرد : القصة والرواية قد أصبح أداة التعبير الرئيسية التي تصوغ وجدان الأمم والشعوب والجماعات وتبنى اخطر واهم القضايا الإنسانية في الحرية والعدالة والديمقراطية .وأشار إلى نصيب اليمنيين في القص والسرد منوها بالبداية المبكرة للسرد في اليمن عن شقيقاتها العربية لافتا إلى بعض ملامح التطور التي سادت مراحل القص اليمني حتى الوقت الراهن .وقال : لم يكن السرد العربي في اليمن بعيدا أو مختلفة أو حتى غير متأثرا بالسرد العربي في البلدان العربية الأكثر تطورا أو تحضرا وتمدنا ... فقد تأثر الرواد الساردون بيوسف إدريس ونجيب محفوظ وحنا مينا وغيرهم .من جانبها أكدت أمين عام اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الشاعرة هدى ابلان على خصوصية هذا المهرجان وانعقاده في صنعاء بين سطور الجغرافيا والتاريخ والوجوه والأمكنة والأحلام والمشاعر .وأشارت إلى المستوى الذي وصل إليه القاصى في اليمن وبخاصة في مرحلته المعاصرة من خلال الساردين من رجال ونساء .وقالت :»ازعم أنني قرأت في الشهور الأخيرة فقط عشرات من أجمل القصص والروايات أبدعها شباب في العمر كبار فيما يقدمونه من تميز ومثابرة» .وأضافت : ان اتحاد الأدباء والكتاب لايمكن له إلا أن يحتفي معكم بهذا اللقاء الذي سيقفز بالمعرفة ما بين الذات والذات الأخر خطوات إلى المستقبل» .وعقب الجلسة الافتتاحية تم افتتاح معرض الكتاب الثقافي على رواق المركز الثقافي والذي ضم إصدارات مركز عبادي للدراسات والنشر ووزارة الثقافة .وعقدت ضمن برنامج فعاليات اليوم الأول للمهرجان ندوتان تناولت الأولى عدد من الدراسات حول « اتجاهات نقد الرواية « لعدد من المشاركين اليمنيين والعرب (هشام على بن علي , د. عبدالله ابوهيف ، شوقي بدر ، د. صبري مسلم ، أكرم باشكيل ، محمد يحي الحصماني ، مبارك سالمين ، د. عبدالمطلب جبر , د. سعيد الجريري ).فيما تناولت الندوة الثانية « السرد اليمني المترجم إلى اللغات الاخري « نوقشت فيها عدد من الدراسات لعدد من المشاركين :( انعام بيوض ، د. عبدالوهاب المقالح ، د. شيرين ياسين يار ، شوقي شفيق , حبيب عبدالرب سروري ، حفصة مجلي ، أسماء المصري ، عياش الشاطر ، صفوان الشويطر)هذا وستتواصل فعاليات المهرجان يوم غد بإقامة أربع ندوات تتناول دراسات موزعة على أربعة محاور عن القصة اليمنية بالإضافة إلى شهادات أدبية وقراءات قصصية .