غضون
- تنظيم القاعدة في العراق وكل الجماعات الإرهابية التي التحقت به أو تعمل باسمه، لم ينته خطره بعد لكنه في سبيله إلى الانهيار والعوامل التي تجعل هذا الانهيار بطيئاً تكمن في الوجود الأمريكي والصراعات الإقليمية التي وجد أطرافها في أرض الرافدين مساحة لتصفية الحسابات، وما عدا ذلك يصبح الإرهابيون بدون سند أو حليف، خاصة بعد أن خسروا معظم سكان المناطق السنية بسبب الفساد والإرهاب الذي مارسوه في تلك المناطق باسم إقامة دولة العراق الإسلامية، وهي دولة وهمية حاولوا بناءها بقتل وإرهاب الناس تحت ذرائع وشعارات دينية، ما دفع السكان إلى تنظيم صفوفهم، للتخلص من تنظيم القاعدة ومن والاها، حيث قام السكان أنفسهم بما عجزت عنه قوات الحكومة المسنودة بقوة الجيش الأمريكي.- هذا المثال يرينا كيف أن الإرهابيين يمكن دحرهم والتخلص من شرورهم.. فالمواطنون في مجتمعاتهم المحلية عندما يرون خطورة الإرهاب والإرهابيين تتولد لديهم رغبة قوية في التخلص منهم، وهذه هي أكبر قوة يمكن أن تقهر الإرهابيين.. أي عندما يقرر السكان حرمان الإرهابيين من أي غطاء أو سند أو ملاذ آمن.. ونحن هنا في اليمن ـ رغم أن الفارق بيننا وبين العراق كبير وينبغي أن نقوم بنفس السلوك تجاه الإرهابيين، فعلى قلتهم وضعفهم لا يزالوا يواصلون توجيه الرسائل نحونا بأنهم على استعداد للقتل والتخريب وضرب مصالحنا ومؤسساتنا الحيوية كلما واتتهم الظروف.. وعلى كل فرد منا أن يعمل من أجل الحيلولة دون توافر تلك الظروف.. أكانت راجعة إلى المال أو الملاذ الآمن أو المحاضن أو السماح لأولادنا وشبابنا الوقوع في شراك الإرهابيين.- بالطبع لا يمكن للإرهابي أن يسمي نفسه إرهابيا، فلا أحد يرغب أن يقدم نفسه للآخرين بهذا الوصف، ولكنهم يقدمون أنفسهم بصفتهم مجاهدين ودعاة وعاملين في حقل العمل الخيري، وجامعي أموال للمجاهدين وأسر الشهداء وأعداء لإسرائيل، وهلمجرا.. ولهذا السبب هم يعيشون بيننا ويتحركون هنا وهناك دون أن تكشف حقيقة أمرهم لنا.. غير أن هذه الحيل ينبغي أن لا تنطلي على أحد من الناس.. وإجمالاً كل واحد منا يستطيع مكافحة الإرهاب بأساليب بسيطة وغير مكلفة.. أن نكشف ظهور أصحابه وأن نحرمهم من الملاذ الآمن وأي شكل من أشكال الدعم.