صباح الخير
* قال صاحب العقد الفريد ، ابن عبدربه الأندلسي ، في كتاب (الفريدة في الحرب) فيما هو يصف حسن الإسلام وأدائه من خلال نطقه الشهادتين إن هناك من يحسن أسلامة ويقوى وهو أساس وعماد الأمة المحمدية وروى في نقل له عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ن رضي الله عنه قال: * جاؤوا بالهرمزان أسيراً إليه وقالوا هذا يا أمير المؤمنين زعيم العجم، وصاحب رستم .. وهنا فاجأه عمر قائلاً: إني أعرض عليك الإسلام نصحاً لك في عاجلك وأجلك .. فأجاب الهرمزان : يا أمير المؤمنين ، إنما أعتقد ما أنا عليه، ولا أرغب في الإسلام (رهبة) .. فما كان من عمر إلا أن دعا له بالسيف يقطع به رأسه .. قال الهرمزان : يا أمير المؤمنين ، شربة ماء قبل الموت .. هل تأذن لي.. فلباه وأتوا له بالماء فقال: يا أمير المؤمنين : هل أنا آمن حتى اشربها .. فوافقه على ذلك .. فرمى الفارس بقربة الماء وقال : يا أمير المؤمنين أنشدك الوفاء، والوفاء نور أبلج .. قال له عمر: صدقت ورفع عنه السيف واستمع إلى قصته التي مفادها أنه ما قدم إلا للدخول في الإسلام .* فما كان من الفارس إلا أن قال: الآن يا أمير المؤمنين أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأن ماجاء به حقاً من عند الله .. قال عمر أسلمت خير إسلام .. فما أخرك عن هذا؟! قال : كرهت أن يظن أني إنما أسلمت جزعاً من السيف ، وإيثاراً لدينه بالرهبة .. فقال عمر: (إن لأهل فارس عقولاُ بها استحقوا ما كانوا فيه من الملك) .. ثم أمر أن يبر ويكرم .. وكان بعد ذلك يشاوره في توجيه العساكر والجيوش لأهل فارس! * هكذا رفع الإسلام من شأن ومكانة الداخلين إليه بقناعة وإيمان راسخ وليس بالترهيب الذي لاينفع إلا من باب الخوف وهو الإيمان الضعيف. * وهكذا يكون المستشار، يستشار حتى ولو كان فارسياً !