الرئاسة الروحية للدروز تطلب حماية دولية والجيش الإسرائيلي يدخل على الخط باستهداف دبابات



دمشق / 14 أكتوبر / متابعات:
قتل 89 شخصا في الاشتباكات الدائرة في السويداء في جنوب سوريا بين مقاتلين دروز ومسلحين من البدو، بحسب حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الإثنين.
وقال المرصد إن القتلى هم 46 مقاتلا درزياً وأربعة مدنيين من السويداء، و18 مقاتلا من البدو، و14 من قوات الأمن، وسبعة أشخاص مجهولي الهوية بلباس عسكري. وكانت حصيلة سابقة للمصدر ذاته أفادت بسقوط 64 قتيلا.
وقال مصدر أمني إن ستة من أفراد قوات الأمن السورية قتلوا في مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية بعد نشرهم السيطرة على اشتباكات طائفية دامية ذكرت وسائل إعلام محلية أنها تجددت اليوم الإثنين.
وكانت المواجهات التي اندلعت أمس الأحد بين مسلحين من الطائفة الدرزية والعشائر البدوية هي أول عنف طائفي داخل المدينة نفسها، بعد أشهر من التوتر في المحافظة بشكل أوسع.
وقالت وزارة الدفاع في بيان إن الاشتباكات أدت إلى مقتل 30 شخصاً، مضيفة أنها "باشرت بالتنسيق مع وزارة الداخلية نشر وحداتها العسكرية المتخصصة في المناطق المتأثرة، وتوفير ممرات آمنة للمدنيين، وفك الاشتباكات بسرعة وحسم".
لكن شبكة "السويداء 24" الإخبارية ذكرت أن "موجة العنف انفجرت من جديد في ريف السويداء الغربي" اليوم الإثنين. وقال مصدر في وزارة الدفاع لـ"رويترز" إن ستة في الأقل من القوات السورية قتلوا في وقت لاحق.
وبدأت القوات السورية بالانتشار في السويداء في جنوب البلاد الاثنين مع تواصل الاشتباكات الدامية بين مقاتلين دروز وعشائر من البدو موقعة 50 قتيلاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينهم ستة من القوات السورية.
وتعيد هذه الاشتباكات الدامية التي بدأت أمس الأحد إلى الواجهة التحديات الأمنية التي لا تزال تواجهها السلطات في سوريا منذ وصولها إلى الحكم بعد إطاحة بشار الأسد في ديسمبر لناحية بسط الأمن.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم استهداف "دبابات عدة" في محافظة السويداء في جنوب سوريا حيث تتواصل الاشتباكات الدامية بين مقاتلين دروز وعشائر بدوية أوقعت عشرات القتلى حتى الآن.
وقال المتحدث أفيخاي أدرعي في بيان إن الجيش الإسرائيلي "هاجم قبل قليل عدة دبابات في منطقة قرية سميع، منطقة السويداء، في جنوب سوريا".
كما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط 50 قتيلاً في الاشتباكات المسلحة والقصف المتبادل في مدينة السويداء ومناطق في ريف المحافظة، وهم 34 من الدروز، بينهم طفلان، و10 من البدو، بالإضافة إلى ستة قتلى من القوات السورية.
ونقلت وسائل إعلام سورية عن مصادر قولها، إن موجة العنف انفجرت من جديد في ريف السويداء الغربي، بعد تعرض عدد من القرى لهجمات مباغتة بالمسيرات في ساعات الفجر الأولى، تزامناً مع تقدم لمصفحات وآليات عسكرية من جهة ريف درعا الشرقي، مما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا، واندلاع اشتباكات بين مسلحين وفصائل محلية مدافعة عن القرى من جهة أخرى.
وبحسب المصادر، فإن المنطقة الغربية من محافظة السويداء تشهد اشتباكات متواصلة، وهناك المئات من المدنيين من سكان هذه القرى في دائرة الخطر، وبعضهم حاولوا النزوح ويناشدون للوصول إلى نقاط آمنة.
في المقابل، طالبت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز بحماية دولية وبشكل فوري وسريع نظراً لخطورة الوضع، مؤكدة على رفض دخول أي جهات كالأمن العام بعد أن دخلوا أمس الحدود الإدارية بحجة الحماية ولكنهم أقدموا على قصف أهلنا في القرى الحدودية وكانوا يساندون العصابات بأسلحتهم الثقيلة والمسيرات.
وعبرت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) عن استنكارها الهجمات والاعتداءات المستمرة التي تستهدف قرى وبلدات محافظة السويداء، وأدت إلى فقدان كثير من أبنائها لحياتهم وحرق ونهب العشرات من بيوت ومزارع المدنيين.
وقال المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، في بيان، إن الهجمات المتكررة على شعبنا في السويداء والمضايقات المستمرة التي يتعرض لها في حياته وتنقلاته وإرادته هي مصدر قلق لنا، وتمثل انتكاسة لآمال وتطلعات السوريين.
ودعا إلى وقف تلك الهجمات وضمان عدم تكرارها وإتاحة الفرصة الكاملة أمام المبادرات الوطنية لحل جميع القضايا بما يتوافق مع تحقيق تطلعات جميع مكونات الشعب السوري.

وقالت وزارة الداخلية السورية، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الإثنين، إن قواتها "ستبدأ تدخلاً مباشراً في المنطقة لفض النزاع وإيقاف الاشتباكات وفرض الأمن وملاحقة المتسببين بالأحداث وتحويلهم إلى القضاء المختص ضماناً لعدم تكرار مثل هذه المآسي واستعادة الاستقرار وترسيخ سلطة القانون".
ونقلت قناة "الإخبارية" الرسمية عن العميد نزار الحريري معاون قائد الأمن الداخلي لشؤون الشرطة في السويداء، أن الوضع في محيط حي "المقوس" قيد المتابعة عقب حادثة السلب التي طالت أحد المواطنين على طريق دمشق- السويداء، مشيراً إلى جهود حثيثة تبذل لاحتواء التوتر وتعزيز السلم الأهلي عبر الحوار.
بدوره قال المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا، إن الأمور تذهب باتجاه الحسم لصالح الدولة السورية ضمن الرؤية التي وضعتها رئاسة الجمهورية.
وأضاف البابا في تصريحات تلفزيونية، أنه بناء على التواصل الإيجابي مع الأطراف الفاعلة بالسويداء جرى تطبيق خطة الانتشار بالمحافظة، موضحاً أن المجموعات الخارجة على القانون تحاول مصادرة رأي التيار المدني الموجود في السويداء.
وخلافاً لاشتباكات مماثلة اندلعت في أبريل (نيسان) الماضي في جرمانا جنوب شرقي دمشق وامتدت لاحقاً إلى منطقة أخرى قرب العاصمة، فإن هذه هي المرة الأولى التي يندلع فيها القتال داخل مدينة السويداء نفسها، عاصمة المحافظة ذات الأغلبية الدرزية.
وقال الباحث الدرزي المقيم في السويداء ومدير موقع "السويداء 24"، ريان معروف، إن هذه هي المرة الأولى التي يندلع فيها قتال طائفي داخل مدينة السويداء. وأضاف أن هذه الدائرة من العنف انفجرت بشكل مرعب وإذا لم تنتهِ فإن "الأمور تتجه نحو حمام من الدماء".
اندلعت أعمال العنف بعد موجة من عمليات الخطف التي شملت اختطاف تاجر درزي، الجمعة الماضي، على الطريق السريع الذي يربط دمشق بالسويداء.
إلى ذلك، ذكرت منصة "السويداء 24"، اليوم الإثنين، أنه "أُفرج عن جميع المحتجزين من أبناء محافظة السويداء في حي المقوس، وذلك بعد جهود وساطة حثيثة قادها شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز يوسف جربوع، بالتعاون مع مشايخ الطائفة ووجهاء العشائر، كخطوة أولى ضمن مساعٍ تهدف للإفراج عن كافة المحتجزين لدى مختلف الأطراف وتهدئة التوتر القائم".
وأفاد مصدر رسمي وكالة "الصحافة الفرنسية" بأن قوات تابعة لوزارة الداخلية توجهت "لفض الاقتتال". ودعا محافظ السويداء مصطفى البكور إلى "ضرورة ضبط النفس والاستجابة لتحكيم العقل والحوار".
وأضاف، "نثمن الجهود المبذولة من الجهات المحلية والعشائرية لاحتواء التوتر، ونؤكد أن الدولة لن تتهاون في حماية المواطنين". ودعت قيادات روحية درزية إلى الهدوء وحضت سلطات دمشق على التدخل.
أصدرت "الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز" بياناً استنكرت فيه الاشتباكات العنيفة بين العشائر وأهالي محافظة السويداء. وعدت أن ما جرى في السويداء معقل الطائفة الدرزية، تطور بفعل "فتنة خفية".
ودعت الحكومة السورية إلى ضبط الأمن والأمان على طريق دمشق السويداء، وإبعاد ما وصفته بـ"العصابات المنفلتة"، مشددة على ضرورة تغليب صوت الحكمة والمسؤولية مع تسارع الأحداث، والوقوف في صف واحد لردع الفوضى ومخططات التفرقة.
وكشفت عن أنها ناشدت أبناء العشائر لحفظ الدماء، مناشدة الأطراف كافة بوقف كل أشكال القتال ووقف إطلاق النار، حرصاً على الجميع وإحلال السلام الأهلي وضرورة التهدئة.

وأوردت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن قوى الأمن الداخلي انتشرت على الحدود الإدارية الفاصلة بين محافظتي درعا والسويداء، استجابة للتطورات الأمنية الأخيرة.
من جهتها، أعلنت وزارة التربية والتعليم "تأجيل امتحان مادة التربية الدينية في امتحانات الشهادة الثانوية العامة في الفرعين العلمي والأدبي المقرر اليوم الإثنين 14 يوليو 2025، وذلك في محافظة السويداء فقط، إلى موعد يحدد لاحقاً".
وتشكل محافظة السويداء أكبر تجمع للدروز في سوريا الذين يقدر عددهم بنحو 700 ألف نسمة.