ارتفع أنين الناس من تواصل وتيرة ارتفاعات الأسعار، واشتداد الأعباء المعيشية، وعدم قدرة الجهات المختصة على كبح جماح هذا الشر المستطير، وتلذذ التجار بانفلات الحبل على الغارب بمزيد من الاحتكار والمغالاة، واستغلال حاجة الناس إلى سلعهم. هذا الداء لم يقف عند مستودعات المواد الغذائية أو محلات اللحم والسمك بل وأصبح الآن أظهر ظواهر أسواق القات.. وأصبح الناس حتى في سوق القات مادين بالأربع .. مسلمين أمرهم لطمع الباعة وجشعهم الذي لايقف عند حد .. وإلا ماذا يعني ارتفاع أسعار كل شيء في السوق .. وشراء الناس حاجاتهم ملطخة بدموع القلب.. وعلى الأقل ماذا يعني أن يشتري رب البيت كيس الأرز بعشرة آلاف ريال.. أو يشترى عصبة (زربة) القات بألفين وخمسمائة ريال.. أليس هذا هو الطغيان بعينه .. أليس هذا هو السفه نفسه.. أليس هذا هو الإفراط والتفريط؟! أسألكم أيها السادة: لماذا نقبل هذا الحال؟ ولماذا نستسلم لهذا الاستغلال ؟ وأسألكم على نحو أوضح: لماذا نشتري أصلاً.. لماذا لا نحجم عن الشراء قدر المستطاع.. نرغم أولادنا على أكل الأرز التايلندي .. نتوقف عن مضغ القات.. لماذا – يا أخواننا – لا نتعلم ثقافة المقاطعة؟! إنها الوسيلة المثلى.. نتصل بأهلنا وأصدقائنا ندعوهم لذلك .. لماذا لايتفق المجتمع على إجراءات فاعلة كهذه.. وأنا أقول لكم لوسلكنا هذا المسلك ، فإن الأمور ستتغير ، وسيحدث الكساد.. ولا بأس أن تفسد سلع التجار و(ترمى) في مخازنهم .. ولابأس أن يعود باعة القات ببضاعتهم لتتعود زوجاتهم وأمهاتهم على مضغ القات.. ويضطرون لإملاء سلات قماماتهم وقمامات الحوافي بما كانوا سيبيعونه لنا بمئات الآلاف .. أنزل الله عليهم الويل وألحقهم بالدين والخسران.. آمين.أقول لا بأس أن يحصل ذلك لأن (الجول) سيروح إلى مرماهم.. وسنعودهم على أن يمنحونا فرصة جيدة للتهديف وهز شبابيكهم.. وهذا ليس بجديد على كل حال.. فكم من الحالات قد حصلت .. فلم يلجأ الناس إلى الدولة.. بل حلوا مشكلتهم بأيديهم .. ومرغوا أنوف التجار في الوحل. ومن ذلك ماروي أن الناس ذهبوا يشكون إلى خليفة رسول الله أبي بكر الصديق غلاء أسعار اللحوم، فقال لهم أنا لا أستطيع أن أسعر .. ولكن لاتشتروا اللحم.. فكان للناس ما أرادوا.. وانتهت المشكلة بهدوء.وفي هذا الزمان.. ذكر أن ربة بيت انجليزية .. خرجت صباحاً لشراء الخضار.. فوجدت ارتفاعاً طفيفاً في السعر.. لكنه ارتفاع غير مبرر.. فأحجمت عن الشراء، ودعت الأهلين والأصدقاء وهم دعوا أهلهم وأصدقاءهم ، وهكذا.. حتى اشتدت المقاطعة فخضع التجار .. وأرغمت أنوفهم بالتراب.فلماذا لانجرب نحن سلاح المقاطعة.. ونخلع تسامحنا مع من يأكلون لقمة أبنائنا؟! أليس الأمر بحاجة إلى شيء من حزمنا وردعنا لمثل هؤلاء من المتطفلين واللصوص ؟! ولماذا لانبدأها دعوة للمقاطعة الشاملة؟!
قاطعوا الجشعين ترغموا أنوفهم في الوحل !!
أخبار متعلقة