غضون
* الحراك السلمي يطلق الآن على شيء له أسم ووصف مختلفين.. فهو ليس سلمياً، والذين يطلقون عليه هذا الوصف يسمون الأشياء بغير أسمائها ويصرون على سلب الكلمات معانيها.. المناضل نضالاً سلمياً لا يرمي القنابل وسط جمع من المواطنين.. ولا يطلق النار على الشرطة.. والمناضل السلمي لا يحمل سلاحاً في الأصل.. والأحزاب التي تدعي أنها تنظم فعاليات جماهيرية وسلمية يجب عليها أن تجري مصالحة بين أقوالها وأفعالها.* النضال السلمي هو أسلوب دعاة الديمقراطية والمجتمع المدني وسيادة القانون والمواطنة والسلم الاجتماعي والحداثة والتغيير إلى الأفضل.ليس من النضال السلمي في شيء إثارة العصبيات وإحياء مساحات من مظاهر التخلف.. ليس من النضال السلمي في شيء توظيف الحوادث الجنائية لإنعاش مشاعر الفئوية والتفرقة والكراهية وليس من النضال السلمي في شيء استثمار المآسي الإنسانية ودماء الضحايا والموتى والمتاجرة بها في سوق السياسة .* النضال السلمي والحراك السلمي شيء آخر غير التحريض على الخروج على القانون والاعتداء على الأرواح والممتلكات العامة والخاصة.* الحراك السلمي أو النضال السلمي ليس مجرد رغبة.. ولا هو مناطحة لطواحين الهواء ولا شغل أوقات فراغ.. إنه يكون واجباً عندما تتوافر دواعيه.. ولكنه يغدو ضرباً من العبث والفوضى عندما لا تتوفر موجباته.. ومعظم هؤلاء الأفراد والأحزاب الذين يتداولون عبارة « الحراك السلمي « يتوهمون ويصطنعون مواقف لتبرير نشاطهم ويتحدثون عن متاعب لا وجود لها، والسند الوحيد لديهم هو المعاناة المعيشية التي تطال كثيراً من السكان، ولكن استخدام مثل هذه المعاناة بهذه الطريقة هو خيانة لقضايا الناس.. فالمتاعب والمعاناة والمشكلات توجب على جميع الحريصين والداعمين والساعين للتخلص من أثقالها أن يسلكوا الطريق الصحيح.. أن يقدموا رؤية.. حلاً.. وأن يسهموا في تقديم علاج للمشاكل وليس استخدام هذه المشاكل لإنتاج مشاكل إضافية.